إسماعيل ياسين.. مضحك الأجيال

  • 9/15/2019
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

في مثل هذا اليوم من عام 1912 ولد الفنان الراحل إسماعيل ياسين، الذي أثرى الحياة الفنية بأعمال كانت وستظل مصدرًا مشعًا للسعادة للجمهور المصري والعربي. ألقاب عديدة أطلقها جمهور اسماعيل ياسين عليه ، وايضاً النقاد ، لكن هناك لقب لم يتقلده بالرغم من أنه حقيقة تراها العين علي مر الاجيال ، وهو "مضحك الاجيال" ، فهذا النجم نجح رغم مرور السنوات علي رحيله في أن يظل متربعاً على قلوب محبيه من كل الاعمار وعبر الاجيال العديدة ، حتى تلك الاجيال التي لم تعاصره.وإذا كانت الكوميديا تعتمد دائماً على التطوير وتقديم شخصيات جديدة ومبتكرة وتحديث الافيهات والمواقف الكوميدية ، الا ان هذا النجم اعتمد طوال الوقت على البساطة في الاداء وعلى أسلوب كوميدي وصفه البعض بأنه واحد ولم يتغير في معظم أعماله ، حيث جعل من "فمه" مصدراً مهماً وأساسياً في انتزاع الضحكات من أفواه الجمهور الجالس في صالات العرض أو أمام شاشات التليفزيون ، كما قدم عشرات الشخصيات التي قد تبدو متشابهة الا أنه وفي كل مرة يظل ممسكاً بطرف خيط الكوميديا ليصل الي نهايته من خلال "قفشات" وردود فعل غير متوقعة ، الامر الذي وضعه في قلوب الجماهير العريضة متربعاً ، متصدراً قائمة نجوم الكوميديا على مر العصور. اسماعيل ياسين أجبرت نجوميته الطاغية صناع السينما إطلاق اسمه على سلسلة طويلة من الافلام ، حيث انتجوا له مجموعة كبيرة من الاعمال منها " إسماعيل ياسين في متحف الشمع"، "إسماعيل ياسين يقابل ريا وسكينة"، إسماعيل ياسين في الجيش"،"إسماعيل ياسين في البوليس"،" إسماعيل ياسين في الطيران"،"إسماعيل ياسين في البحرية"،"إسماعيل ياسين في مستشفي المجانين"،"إسماعيل ياسين طرزان"،"إسماعيل ياسين للبيع" .وحتى تصبح التويلفة الكوميدية في قمتها ، تم الاستعانة بالفنان الراحل رياض القصبجي الشهير "بالشاويش عطية"، كما شاركهما في بعض هذه الأفلام عبد السلام النابلسي ، ليقتنص الثلاثي ضحكات الجمهور ، وتتكرر أعمالهم سوياً ويتكرر النجاح وتنهال عليهم العروض من جانب المنتجين ، حتى أن بعض المعاصرين لهذه الحقبة الزمنية أكدوا ان إسماعيل ياسين كان من الممكن أن يقوم بتصوير ثلاثة أفلام خلال شهر واحد، وهذا المعدل من التصوير من المستحيل أن يتحقق على أرض الواقع سواء في الماضي أو في الحاضر. المدهش في بدايات إسماعيل ياسين أنه حضر للقاهرة قادماً من السويس ، وفي ذهنه تحقيق حلم واحد وهو الغناء ، وأن يصبح مثل الموسيقار محمد عبدالوهاب ، إلى أن الصدفة جمعته المونولجست سيد سليمان الذي توقع أن يحقق "اسماعيل" نجاحاً كبيراً في فن المونولوج ، وهذا ما تحقق بالفعل ، حتى ساقته الأقدار أيضاً إلى الاتجاه للتمثيل وبدأ بتجسيد بعض الأدوار الصغيرة حتى أصبح نجماً تتهافت عليه كافة الجهات الإنتاجية .ظل اسماعيل عاشقاً لفنه يمنحه وقته وحياته ، حتى توفى في 24 مايو 1972 إثر أزمة قلبية حادة ورحل عن عالمنا تاركاً تراثاً من الأعمال الكوميدية التي ما زالت تسعد كل من يشاهدها.

مشاركة :