حمل إعلان القوات الأميركية عن إجراء تدريبات عسكرية في بحر العرب، إنذارا عمليا شديد اللهجة لإيران، وذلك في أوج التصعيد بحرب البيانات والتصريحات بين واشنطن وطهران المتهمة بالضلوع في تهديد الملاحة البحرية وخطوط تصدير النفط عبر تخريب سفن قرب المياه الإقليمية الإماراتية، أو بواسطة جماعة الحوثي التي استهدفت بطائرة مسيرة مفخّخة خطا لضخ النفط باتجاه الساحل الغربي للسعودية. وأعلنت قيادة الأسطول الخامس بالبحرية الأميركية والقوات الجوية الأميركية، الأحد، أن المجموعة الجوية الملحقة بحاملة الطائرات أبراهام لينكولن أجرت، السبت، مع قاذفة بي 52 إتش تابعة للقوات الجوية الأميركية تدريبات مشتركة في بحر العرب. وتقول إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنّها تقبل بالحوار مع إيران لكّنها تستبقي، مع ذلك، الضغوط الشديدة عليها سواء الاقتصادية من خلال العقوبات التي يهدف بعضها إلى منع طهران من تصدير نفطها وحرمان نظامها من موارد مالية لتمويل الميليشيات وتهديد الاستقرار الإقليمي والدولي، أو العسكرية من خلال إرسال المزيد من القوات والعتاد نحو الشرق الأوسط ومنطقة الخليج. وفي المقابل، ورغم عدم تكافؤ موازين القوى في أي صراع عسكري قد ينشب نظرا للفارق التقني والبشري الهائل بين القوات الأميركية والقوات الإيرانية، ماتزال طهران توجّه تهديدات إلى الولايات المتحدة يُعتقد على نطاق واسع أنها موجّهة للاسهلاك الداخلي كجزء من الخطاب التحميسي التعبوي المعهود في إيران منذ سنة 1979. وقال يحيى رحيم صفوي مساعد ومستشار المرشد الإيراني علي خامنئي في تصريحات نقلتها وكالة فارس الإيرانية، الأحد، إنّ القوات الأميركية في المنطقة في مرمى نيران القوات الإيرانية. ووفقا لبيان للبحرية الأميركية، فإن التدريبات الذي جرت على مقربة من السواحل الإيرانية واليمنية، هدفت إلى “تحسين التكتيكات العملياتية في العديد من مناطق الحروب، وشملت التدريب جوّ-جوّ والطيران في تشكيلات وعمليات لمحاكاة لتنفيذ قصف دفاعا عن أصل من الأصول الوطنية”. وأضاف البيان أنّ التدريبات وفرت فرصة نادرة لأنها جمعت بين طائرات تكتيكية متعددة عادة لا تعمل في نفس المجال الجوي. وحسب وكالة أسوشيتيد برس، فقد شهدت التدريبات خروج طائرات من طراز أف.إيه 18 سوبر هورنت، وأم.إتش 60 سي.هوك، وأي 2 دي غراولز، من حاملة الطائرات أبراهام لنكولن التي أرسلت إلى منطقة الخليج العربي في مايو الماضي على خلفية تصاعد التوترات مع إيران. وتصنّف القاذفة بي 52 إتش كطائرة استراتيجية مقاتلة طويلة المدى وتشغّلها القوات الجوية الأميركية منذ العام 1955 ويمكن أن تحمل معدات يصل وزنها إلى 70 ألف رطل من الأسلحة ولديها مدى قتالي يتجاوز 8800 ميل. كما أن لديها قدرات مضادة للسفن والألغام، ما يجعلها سلاحا شديد الفعالية لمساعدة البحرية في مراقبة المحيطات
مشاركة :