ماهر رائف.. فنان تشكيلي جمع بين الفن والفلسفة

  • 6/3/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

النزعة الفنية عند الكثير من الفنانين التشكيليين دائمًا ما ترتبط بآراء ومُعتقدات فلسفية، وفنان الحلقة التاسعة والعشرين والأخيرة من «بورتريه» دمج بالفعل فى دراسته بين الفن والفلسفة، فأبدع بعد ذلك لوحات غاية فى الإبداع لتوافر كل معايير الجمال الفنى بها، إنه الفنان أحمد ماهر رائف والشهير فنيًا بـ«ماهر رائف».بدأت رحلة «رائف» الفنية منذ حصوله على دبلوم الفنون الجميلة بالقاهرة وهو فى الرابعة والعشرين من عمره، ولكنه لم يكتف بالجانب الفنى فقط لحياته، فاتجه نحو دراسة الفلسفة أيضًا حتى حصل على الليسانس من جامعة القاهرة بعد أربع سنوات فقط من إتمامه دراسة الفنون الجميلة، بالتوازى مع عمله كمعيد فى كليته الأم.لم تنته رحلة الفنان ماهر رائف التعليمية عند هذا الحد، حيث سافر إلى ألمانيا فى ١٩٥٦، عقب إتمامه دراسة الفلسفة فى القاهرة بعامين، وحصل على دبلوم فن الطباعة من أكاديمية الفن بدوسلدورف، وهو فى الرابعة والثلاثين من عمره، ليعود بعد ذلك إلى مصر مدرسًا بقسم الحفر فى كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية، ثم تدرج ليصبح أستاذا مساعدا بالكلية نفسها.مرت عدة سنوات على «رائف» وهو أستاذ بكلية الفنون الجميلة فى الإسكندرية، حتى سافر مرة أخرى إلى ألمانيا الاتحادية والتحق بجامعة كولونيا، بهدف الحصول على درجة الدكتوراه التى جمع فيها بين شغفه بالفن وحبه للفلسفة فى رسالة حول «فلسفة الفن وعلم الجمال» وكان حينها فى التاسعة والأربعين من عمره، ليعود إلى مصر من جديد فى منصب وكيل كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية للدراسات العليا، ثم أستاذا متفرغا بالكلية نفسها.تميز الفنان «ماهر رائف» بالنموذجية، فكان له سلوك نادر وخاص به اتجاه الفن، فبعد عودته نهائيًا من بعثاته فى ألمانيا ومجموعة من الدول الأوروبية منها فرنسا وإيطاليا، ترك «التشخيصية» التى اعتاد عليها فى أعماله واتجه نحو الخط العربي، كما عُرف خلال فترة الأربعينيات خاصة فى النصف الثانى منها بتميزه فى جماعة الفن المعاصر فى مصر، فكانت تهتم هذه الجماعة بالتعبير عن الحياة الشعبية وخاصة تشخيص سلوك هذه الطبقة، واستمر هكذا حتى اتجه من جديد نحو التقاليد الإسلامية فى الفن واتخذها كتوجه واتجاه حديث لأعماله الفنية.وكتب الفنان التشكيلى فاروق شحاتة عن أسلوب «رائف» قائلًا: «اهتم بالتراث والخط العربى فى تشكيلات وإبداعات من خلال فن الجرافيك، وحصل على العديد من الجوائز وساهم بدور رائد فى فن الحفر والحركة التشكيلية بالداخل والخارج، وفى الحركة المصرية الفنية المعاصرة»، وواصل: «تميز أسلوبه فى فن الحفر بأسلوب تجريديًا متميزًا، كما ساهم وشارك فى الارتقاء بالفن التشكيلي، أستاذ الأجيال المتعاقبة».ساهم الفنان «ماهر رائف» فى تأسيس العديد من الجماعات الفنية، وجاء من بينها مشاركته للفنانين حامد ندا، عبدالهادى الجزار، كمال يوسف، ومحمد خليل فى تأسيس جماعة الفن المعاصر فى ١٩٤٤ وكان حينها فى الثامنة عشر من عمره، هذا إلى جانب عضويته فى جمعية وكالة الغوري، وعضويته كأحد مؤسسى جمعية فن الحفر المصرى المعاصر.مثّلَ الفنان «رائف» مصر فى العديد من الدول الأوروبية من خلال مُشاركاته المُتعددة فى المعارض سواء كانت جماعية أو فردية، فترك بصمة الفن المصرى حاضرة حول العديد من دول العالم، ثم فارق الحياة حزنًا على رحيل زوجته ورفيقة عمره بخمسين يومًا، وذلك فى ١٩٩٩ عن عُمر يُناهز ثلاثة وسبعين عامًا.

مشاركة :