تشكيلية لبنانية تجمع بين الفلسفة وجماليات الفن

  • 11/21/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

في العام 2009، أسست الفنانة التشكيلية اللبنانية كلود حبيب، غاليري “لا بارول للفن التشكيلي” في أبوظبي، حيث واصلت تقديم الدروس الفنية التي كانت قد بدأت بإعطائها منذ العام 2006 في العاصمة الإماراتية، ومنذ سنة 2011 وحتى اليوم، تشكّل الرسامة التشكيلية كلود حبيب فردا من هيئة جامعة السوربون أبوظبي التعليمية كأستاذة فن الرسم، وهي إلى جانب ذلك رسامة تجمع بين الفلسفة وجماليات الفن. تعمل الرسامة التشكيلية اللبنانية كلود حبيب، المقيمة في الإمارات، بالدرجة الأولى بـ”الميكسد ميديا”، حيث الفحم هو أفضل أصدقائها، يليه الزيت، ومن ثمّ الإسمنت والأسلاك على اختلافها، وأي شيء يمكن تطويعه للفن الصحيح والصالح على أُسس علمية متينة، وهي الحائزة على إجازة في العلوم الفلسفية، ودبلوم دراسات عُليا في الفنون التشكيلية من الجامعة اللبنانية، وشهادة في تاريخ الفن من جامعة السوربون أبوظبي. وحبيب التي أسّست في العام 2009 غاليري “لا بارول للفن التشكيلي” في أبوظبي، حاورتها “العرب” عن فكرة الغاليري، وآخر إسهاماتها التشكيلية العالمية التي جعلتها مُكرمة في فرنسا، فكان هذا الحوار. عن فكرة غاليري “لا بارول للفن التشكيلي” تقول التشكيلية اللبنانية كلود حبيب “بحكم دراستي للفلسفة والفنون الجميلة، كانت لديّ رغبة في مشاركة تلك المعارف العلمية من خلال منبر يبرز الصلة الوثيقة بين المجالين، فأسست غاليري ‘لا بارول’ أي ‘الكلمة’ بلغة فولتير، كمنبر للفن المعاصر، حيث يُلقي الضوء على أنواع الفنون المختلفة والبرامج التعليمية”. وبحكم استقرار عائلة كلود حبيب بالعاصمة الإماراتية أبوظبي، انتقلت مباشرة بعد تخرجها من كلية الفنون الجميلة في بيروت، أي في العام 2006، إلى دولة الإمارات العربية المتحدة فكانت فكرة الغاليري، الذي يصب اهتمامه لتكريس خبرتها من أجل تصوّر وتقديم المعارض الفنية المعاصرة والبرامج التعليمية/ الفنية، والتي تتوجه مباشرة إلى فئات من النخبة والشبيبة عبر أجندة فنية غنية ومتفرّدة تحاكي الحياة الفكرية في المجتمع الإماراتي. كلود حبيب: أرغب في تنفيذ أعمال من توقيعي، تكرّم أدباء ومفكرين لبنانيين وعرباكلود حبيب: أرغب في تنفيذ أعمال من توقيعي، تكرّم أدباء ومفكرين لبنانيين وعربا وعبر هذه المنصة، أي غاليري “لا بارول”، قدّمت حبيب معرض “1000 ليلة وليلة” بالتعاون مع هيئة أبوظبي للثقافة في مايو 2017 تزامنا مع مهرجانات أبوظبي للموسيقى، وكذلك معرض “إبداعات بنات زايد” بمناسبة العيد الوطني الـ46 لدولة الإمارات العربية المتحدة، والذي تضمن أعمال المنتسبات إلى مرسم “لا بارول للفن التشكيلي”، حيث تراوحت الأعمال بين الزيتي والأكريليك والفحم لثيمات إماراتية وأخرى للطبيعة الصامتة، وعنها تقول التشكيلية اللبنانية “الأعمال المعروضة، حينها، تميزت بأفكار إبداعية جديدة ومعاصرة وبخصوصية فنية نابعة من المجتمع الإماراتي الغني بالتنوّع على أكثر من واجهة”. وترسم كلود حبيب المرأة والطبيعة، والشخصيات الفنية والأدبية، خاصة، وهو ما فعلته مؤخرا برسمها لبروتريه الشاعر والكاتب الفرنسي بول فاليري، حيث وقع تكريمها في فرنسا، كما تم أيضا تحويل لوحتها إلى بطاقة بريدية، الأمر الذي فتح لها باب العالمية على مصراعيه. وعن هذه التجربة تقول حبيب في حوارها لـ”العرب”، “في العام 2011، وبناء على دعوة من قبل أحد الأصدقاء بمناسبة مهرجان ‘الرسم والشعر’ الذي يقيمه متحف بول فاليري بشكل دوري في مدينة سات، جنوب فرنسا، مسقط رأس المفكّر، قمتُ بتنفيذ العمل من أجل تقديمه للمتحف في المهرجان، وكان بعنوان ‘بورتريه بول فاليري’، وهو إسمنت على خشب وشباك معدنية، مقاس 65×45 سم، وتمّ نقل عملي، أي البورتريه، إلى فرنسا، وشاركت في المهرجان، ومن ثم أصبح العمل جزءا من مجموعة المتحف الخاصة”. وولد بول فاليري في 30 أكتوبر 1871 وتوفي في 20 يوليو 1945، وهو شاعر فرنسي وكاتب مقالات وفيلسوف، كما يعتبر أحد زعماء المدرسة الرمزية في الشعر الفرنسي الذي تألق قبل الحرب العالمية الأولى، ومن أبرز دواوينه الشعرية “سهرة مع السيدة تيست”، “أبيات قديمة”، “بارك الشابة”، “سحر”، “أوبالينوس”، “روح الرقص”، “المقبرة البحرية”، “فاوست” و”نرجس”. عن اختيار عملها لتحويله إلى بطاقة بريدية، ثم تكريمها في بلد الفنون، فرنسا، تقول كلود حبيب “قام أمناء المتحف باختيار عدد محدود من مقتنيات متحف بول فاليري لطباعة بطاقات بريدية منها، وكان عملي “بورتريه بول فاليري”، ضمن تلك المجموعة بما أنه العمل الفني الوحيد حصريا في القاعة المخصصة لبول فاليري وكل ما يتعلّق به من مخطوطات ورسائل.. إلخ، مؤخرا، قام أمناء المتحف بالتواصل معي ودعوتي للمشاركة في فعالية ‘أيام بول فاليري’، والتحاور مع الجمهور، بالإضافة إلى تعريفي بالتقنيات المستعملة لتنفيذ البورتريه”. بول فاليري كما رسمته كلود حبيببول فاليري كما رسمته كلود حبيب وتسترسل الفنانة “يؤمن الفرنسيون بالإبداع ويحترمون الفكر والثقافة، ونظرا لأهمية العمل الفنية والفلسفية على حدّ سواء، كانت في زيارتي مناسبة لتكريم العمل وتكريمي من قبل أمناء المتحف كفنانة تشكيلية ‘معاصرة’، وكذلك تقديرا لخبراتي الفنية، على الصعيدين الفني والفكري، وقد أسعدني هذا كثيرا”. وحول سؤال “العرب” عن نيتها تقديم لوحات لأدباء ومثقفين عرب في قادم إنجازاتها الفنية، تجيب “أرغب بالتأكيد في تنفيذ أعمال من توقيعي، تكرّم أدباء ومفكرين لبنانيين وعربا، وتقديمها للجهات الثقافية المختصة والمعنية، لكن الأمر لم يتشكّل في ذهني بعد”. ومع ذلك تؤكد “لا يمكنني الفصل بين الفن والأدب والعلم، وأحرص على أن أنقل هذه الرسالة إلى طلابي والمحيطين بي من خلال كل ما أقدمه سواء من خلال التعليم أو الرسم”. وترى حبيب التي تمزج في رسومها بين الفلسفة وجماليات الفن، أن “الفلسفة هي أم العلوم، وتعني البحث الدائم عن الحقيقة، وأنا ما زلت في رحلة حوار وبحث عن الحقيقة في الحياة وأظهر ذلك في أعمالي”. وتنتصر كلود حبيب لدور الفن التشكيلي، وما يرسيه من حوار بين الشعوب، خاتمة لقاءها مع “العرب”، بقولها “للفن عموما والفن التشكيلي خصوصا، دور دائم في اجتماع الشعوب حول جدل حضاري ولغة تخاطب ترقى إلى الأفضل، فالإنسان الأول رسم على جدران الكهوف قبل أن ينطق”.

مشاركة :