إسرائيل تضرب عمق سوريا لتثبيت قواعد الاشتباك

  • 6/3/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

القدس ـــــ أحمد عبدالفتاح – أثار التصعيد المتبادل بين إسرائيل وسوريا خلال الأيام القليلة الماضية أسئلة عدة، تتعلق بالرسائل التي أراد كل طرف إيصالها الى الطرف الآخر، خاصة ان هذا التصعيد يندرج في سياق المواجهة الاوسع في منطقة الخليج بين الولايات المتحدة وايران، وهو ما عبّر عنه صراحة امين عام «حزب الله» في إطلالته الاخيرة، عندما هدد بأن اي اعتداء على ايران سيشعل المنطقة بأسرها، وان حزبه يمتلك صواريخ دقيقة. ورأى عدداً من المحللين العسكريين الاسرائيليين ان الضربات التي وجهتها اسرائيل لمواقع عسكرية داخل العمق السوري، وبالتحديد الى مطار التيفور قرب حمص موجهة ليس فقط ضد نظام الرئيس بشار الاسد، بل ضد ايران و«حزب الله»، لمنع محاولتهم تغيير قواعد الاشتباك التي رست عليها منذ انفجار الصراع في سوريا. واعتبر امير بوحبوط المعلّق العسكري لموقع «واللا» المقرّب من الدوائر الامنية الاسرائيلية أن إطلاق صاروخين من سوريا باتجاه الجولان المحتل، وقبلها استهداف طائرة اسرائيلية محاولة من قبل ايران و«حزب الله» ونظام الاسد لخلق معادلة جديدة الهدف منها منع سلاح الجو الإسرائيلي من استهداف مواقع في سورية، وأن استمرار هذه الغارات سيقود إلى جباية الثمن من إسرائيل. واضاف بوحبوط ان إطلاق قذائف صاروخية، من مسافة 35 كيلو مترا لها دلالة استراتيجية خطيرة. ما يعني ان مطلقيها ارادوا القول: انه بالإمكان استهداف مناطق اسرائيلية مأهولة واستخدام سلاح أكثر دقة» في لعبة شد الحبل المتبادل. واتفق المعلّق العسكري لصحيفة هآرتس عاموس هرئيل مع بوحبوط على أن «جهاز الأمن الإسرائيلي لم يحدّد من يقف وراء إطلاق القذيفتين باتجاه الجولان السبت، لكن الاكيد أن إطلاقها كان متعمداً وبموافقة نظام الاسد، لذلك حملته إسرائيل مسؤولية إطلاقهما رغم الوجود المتزايد لايران وحزب الله في هضبة الجولان». ووفق بوحبوط وهرئيل، فإن تل ابيب لم تعد تعتبر سقوط قذائف في الجولان المحتل «نيران طائشة» نتيجة المعارك في سوريا، وهو ما اكده رئيس وزراء الوزراء بنيامين نتانياهو تعليقا على الغارة التي شنها جيش سلاح الجو الاسرائيلي على مطار «تي فور» قرب مدينة حمص فجر امس (الإثنين) ان «الغارة التي استهدفت مواقع عسكرية في سوريا جرى تنفيذها بإيعاز مني، بعد إجراء مشاورات أمنية، في أعقاب إطلاق قذائف على الجولان، وأوعزت خلالها للجيش بالقيام بعملية حازمة»، موضحاً «أن «الجيش الإسرائيلي سيرد بقوة كبيرة، وأن هذه هي سياسة متسقة، وسنواصل انتهاجها من أجل ضمان أمن إسرائيل». وكانت دمشق اعلنت امس أنّ دفاعاتها الجوية تصدّت لـ«عدوان إسرائيلي» استهدف مطار التيفور، وأسفر عن مقتل جندي، إضافة إلى إصابة مستودع ذخيرة. من جهته، قال المرصد السوري ان الغارات استهدفت مستودعات وقواعد تابعة للحرس الثوري الإيراني، وان عدد القتلى خمسة، بينهم جندي سوري. تحرّكات «حزب الله» وفي السياق ذاته، أشار تقرير لهيئة البث الإسرائيلي (كان)، إلى هناك تخوّفات في الجيش الاسرائيلي من إقدام «حزب الله» على تنفيذ عمليات يهاجم من خلالها جنوداً اسرائيليين في المناطق الحدودية القريبة من مزارع شبعا جنوب لبنان. وقال التقرير إن التقديرات تشير إلى أن «حزب الله» يعمل على رفع حدة التوتّر والتصعيد على طول المناطق الحدودية، في محاولة لتسليط الضوء مجددا على هذه المناطق، لقطع الطريق على الوساطة التي يجريها المبعوث الاميركي دافيد سترافيلد لترسيم الحدود البرية والبحرية بين إسرائيل ولبنان. واضاف التقرير ان «حزب الله» عبّر عن اعتراضه على هذه الوساطة. ووفق تقارير للجيش الاسرائيلي فانه رصد خلال الأسبوعين الأخيرين، تزايد نشاط الحزب على الطرف اللبناني بالقرب من المناطق الحدودية، بما في ذلك تنظيم تظاهرات لناشطين من الحزب وتثبيت لأعلام الحزب على السياج الأمني الفاصل. ولفت التقرير إلى أن إحدى المناطق المتنازع عليها هي «جبل روس» (هار دوف) الذي يقع شمال شرق مزارع شبعا، وهي منطقة يعتبرها «حزب الله» إستراتيجية، وليس مستعداً لخسارتها في حال ترسيم الحدود البرية. واشنطن تدعم إسرائيل وبدورها، نقلت القناة «13» عن مصدر في البيت الأبيض قوله، ان إدارة الرئيس دونالد ترامب، ابلغت روسيا أنها تدعم الهجمات الإسرائيلية في سوريا، طالما أن الإيرانيين يتواجدون هناك، مشددة على أن خروج القوات الإيرانية ليس فقط مطلبا إسرائيليا، إنما أميركي كذلك»، وان اسرائيل طلبت من البيت الأبيض، التدخل للضغط على روسيا للالتزام بتفاهمات سابقة مع إسرائيل بالعمل على إبقاء القوات الإيرانية والمجموعات الموالية لها على بعد 70 حتى 100 كيلو متر بعيدا عن المناطق الحدودية في الجولان المحتل. وسينظم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو والبيت الابيض قمة أمنية إسرائيلية ــــ أميركية ــــ روسيّة مشتركة في القدس المحتلة، هذه الشهر، بمشاركة مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون، وسكرتير مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف، ومستشار الأمن القومي الإسرائيلي مئير بن شبات؛ لبحث قضايا إقليمية، بينها «ترتيبات إخراج إيران من سوريا». ترامب:«أوقفوا» المذبحة في إدلب طالب الرئيس الأميركي دونالد ترامب كلاً من دمشق وموسكو، وبدرجة أقلّ طهران، بوقف «القصف الجهنّمي» على إدلب، آخر معقل رئيسي للمعارضة في سوريا، معرباً عن أسفه لأنّ الكثير من المدنيين يروحون ضحيّة «هذه المذبحة». وقال ترامب في تغريدة قبيل مغادرته واشنطن إلى لندن «نسمع أنّ روسيا وسوريا، وبدرجة أقلّ إيران، تشنّ قصفاً جهنّمياً على إدلب، وتقتل من دون تمييز الكثير من المدنيين الأبرياء. العالم يراقب هذه المذبحة. ما هو الهدف منها؟ ما الذي ستحصلون عليه منها؟ توقفوا!». وعندما سئل ترامب عما ينوي فعله إزاء قتل المدنيين في إدلب قال للصحافيين إنه لا يحب هذا الوضع. وقال «أمور سيئة تحدث». وقتل 17 شخصاً على الأقلّ في انفجار سيارة مفخخة في مدينة أعزاز (شمال غربي سوريا) قرب الحدود مع تركيا، كما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. ولم تتّضح الجهة المسؤولة عن التفجير. إلى ذلك، أعلنت الإدارة الذاتية الكردية في شمال وشرق سوريا أنّ نحو 800 امرأة وطفل سيغادرون مخيّم الهول للنازحين الذي يستضيف خصوصاً عائلات عناصر تنظيم داعش. وتعدّ هذه أول مبادرة من نوعها في المخيم، حيث هناك 74 ألف شخص. وقال الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي للإدارة الذاتية عبدالمهباش انه جرى امس إخراج دفعة من النسوة والأطفال بكفالة شيوخ ووجهاء العشائر، في المنطقة. وأضاف انه ستجري مراقبة النسوة، وما إذا كنّ من عائلات التنظيم سابقاً.

مشاركة :