رياح عاصفة الحزم العاتية تربك النظام الإيراني سياسياً وعسكرياً

  • 3/31/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

منذ انطلاقة عاصفة الحزم والنظام الإيراني يتلقى مزيدا من الضربات السياسية والعسكرية التي أربكت طهران ولكل من يريد إحداث ترتيب معين للمنطقة يخول فيها إيران القيادة والسيطرة على المنطقة والعرب الذين كانوا غائبين عن هذه النقاشات والمعادلات التي تم وأدها بقرار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بالبدء بإنقاذ اليمن وإزالة جميع المخاطر التي تهدد أمن دول الخليج والمنطقة العربية. وقد كان المرشد الأعلى للثورة الإيرانية علي خامئني يترقب بتفاؤل شديد إعلان سقوط عدن حتى يبشر الإيرانيين بأن امبراطوريته المزعومة انتصرت نصرا تاريخيا بفتح اليمن وتوقيع الاتفاق النووي ليجير كل ذلك النجاح إلى الولي الفقيه. ضربات متتابعة لإيران وكانت الضربات القاصمة لطهران متتابعة من خلال إعلان عاصفة الحزم وموقف الولايات المتحدة الأمريكية الداعم للتدخل العسكري والذي شكل صدمة لدى السياسيين الإيرانيين الذين تلقوا إشارات طمأنة خلال الأيام القليلة الماضية من خلال الوعود بنقل ملف العقوبات إلى مجلس الأمن لإصدار قرار بإلغاء العقوبات على إيران، لكن المواقف تبدلت وبات نظام الملالي في وضع صعب بعد أن انقلبت الأمور عليه سريعا سياسيا وعسكريا. ويعتبر الملف اليمني بالنسبة للقيادة الإيرانية مختلفا عن أي موضوعات أخرى نظرا لتجسيد ولي فقيه طهران نفسه "بكسرى" جديد وهو الذي يحاول باستماته إثار حماس الشارع الإيراني الذي يرفض كثيرا منهم تدخلات حكومتهم في لبنان وسورية والعراق ويرون بأنهم الأحق بهذه المساعدات الاقتصادية والمتمثلة بالمعدات والأسلحة العسكرية والتي جعلت الشعب الإيراني في وضع معيشي صعب مع إصرار النظام على المضي في مشروعاتهم الخارجية على حساب الداخل. إنشاء قوة عربية مشتركة ثمرة يقطفها الشارع العربي جراء العملية ويشير مراقبون للشأن اليمني بأن النظام الإيراني كان قد اتفق على تنصيب ابن علي عبدالله صالح رئيسا لليمن وعبدالملك الحوثي رئيسا للوزراء مقابل دعمهم للحوثيين في استراتيجيتهم لليمن الجديد. الملك سلمان يردع المناورات الخبيثة وفي ظل هذه الضربات العسكرية التي آتت أكلها طيلة الأيام الماضية وأثبتت نجاعتها وذلك من خلال التغير الكبير الذي طرأ على القوى السياسية المتمثلة بالحوثيين والرئيس المخلوع الذي طالب بالعودة إلى الحوار وايقاف الهجوم العسكري على عناصره وعلى جماعة "أنصارالله"، وجاءت مناشداتهم رغبة في استعادة الأنفاس وفي لملمة الجراح وللسيطرة مجددا على الأرض والتي يخسرون فيها يوميا أمام عدم قدرتهم على تلقي المساعدات الإيرانية التي أُغلقت في وجهها جميع المنافذ الجوية والبحرية. وقد قابل نداءاتهم الخبيثة إصرار سعودي من قبل الملك سلمان الذي أكد بأن العمليات ستستمر حتى تحقق أهدافها الرئيسة التي جاءت من أجلها في حين جاء إقرار قمة شرم الشيخ إنشاء قوة عربية مشتركة لمواجهة التحديات وصيانة الأمن القومي العربي ومن المنتظر الاتفاق على تفاصيل إنشاء هذه القوة العربية المشتركة خلال الأشهر القليلة المقبلة والتي تمثل فتحا مبينا للتعاون العربي العربي الذي سيُولد من رحمه ذراعا عسكريا يكون رادعا لأي أطماع تريد النيل من استقرار المنطقة. قوة للجميع وتطالب الأوساط السياسية بأن تنشأ هذه القوة بأركان قويمة يكون لكل دولة دور فاعل فيها وأن تتكفل بالجزء الخاص بها لكي لا يرمى المشروع برمته على دولة خليجية معينة تكون مسؤولة عن دعم وتمويل جيشها وجيش آخر مع ضرورة أن يتم تغليب الصالح العام على الخاص لتصبح القوة العربية المشتركة على جاهزية معنوية وعسكرية تخدم الدول العربية في السنوات المقبلة والتي تتطلب وعيا كاملا بالمخاطر المحدقة التي ينبغي أن تبدأ باليمن ولا تنتهي فيه بحيث يكون بعده جهدا سياسيا عبر المجموعة العربية لإبعاد بعض الدول الشقيقة عن الحاضنة الإيرانية التي تسعى لإنشاء تحالفات وأذرع تساند مشروعها التوسعي كما أن وجود رفض أو تحفظ إزاء مشروع القوة العربية المشتركة من قبل بعض الدول لا يشكل أي عائق لتنفيذه، إذ واجه المعسكر الغربي في تجربة تأسيس منظمة حلف شمال الأطلسي"الناتو" رفضا فرنسيا والتي عادت مؤخرا في عام 2009 بعدما قرر الرئيس الفرنسي السابق ساركوزي عودة فرنسا لقيادة حلف الناتو عسكريا بعد انقطاع دام 43 عاما.

مشاركة :