عدن تحت وطأة المواجهات وشح المياه والكهرباء

  • 3/31/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

بدأ سكان عدن الذين يعانون انقطاع الماء والتيار الكهربائي ونقص المواد الغذائية والتسيب الامني، يشعرون بوطأة المواجهات اليومية بين المتمردين الحوثيين المدعومين من قوات الجيش الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح وميليشيا الحراك الجنوبي المناصرين للرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي. وقال عبدو مسعد صاحب متجر صغير في دار سعد بضاحية المدينة التي يبلغ عدد سكانها 800 الف نسمة : لم أفتح متجري منذ خمسة ايام، ما سيؤدي في النهاية الى إفلاسي، وأضاف حتى عندما تتراجع حدة المواجهات، لا نجرؤ على فتح المتاجر بسبب اللصوص. واعتقد سكان عدن بعض الوقت ان المتمردين الحوثيين الذين يسيطرون على صنعاء منذ سبتمبر، لن يصلوا الى مدينتهم، لكن معالم التهديد بدأت تتضح تدريجيا، منذ وصول مسلحي الانقلاب. ومنذ مغادرة الرئيس هادي المدينة، الخميس الماضي، تدور كل ليلة مواجهات عنيفة على المدخل الشمالي في محلة دار سعد، على محور الطرق المؤدي الى تعز. وقطع أنصار الجيش (الموالون للرئيس هادي) الطريق بالكتل الاسمنتية وأعمدة الكهرباء، أمام المتمردين الحوثيين الموالين لايران الذين جعلوا من مديرية دار سعد مقرا لقيادتهم. ويقول سكان : إن الاسلحة تتحدث من تلقاء نفسها عندما يحل المساء. ولا يتردد الحوثيون باطلاق النار من مدفعي دبابتين هجوميتين في حوزتهم، ويرد عليهم أنصار الجيش بالاسلحة الاوتوماتيكية وقاذفات ار.بي.جي. واقفال الطريق الى تعز، يحرم عدن من أحد أبرز مصادر الحصول على المواد الاساسية، وهذا ما بدأ يشعر به السكان. وفي وسط عدن، ألحق انفجار ضخم في مستودع للاسلحة أضرارا السبت بأبرز خزانات الماء التي تغذي المدينة وانقطعت المياه عن عدد كبير من الاحياء. وتبدو فترات انقطاع التيار الكهربائي بمعدل ست ساعات يوميا، طويلة، كما قال الطبيب في حي كريتر عبد الرقيب اليافعي. وأضاف : بالاضافة الى انقطاع الماء والكهرباء، بت لا أستطيع تجديد مخزون الأدوية. وقبل أسبوع، تفشت في المدينة شائعات عن عمليات تسلل لعناصر الميليشيا الشيعية الذين كان وجودهم حتى الآن يقتصر على شمال ووسط اليمن. لكن أحدا لم يأخذها على محمل الجد، واطمأن الجميع بوجود الرئيس في قصره المبني على هضبة بركانية مشرفة على البحر. وبدأت الشكوك تراود الناس في 19 مارس عندما شنت طائرات متمردة أول غارة على القصر وأدت الى نقل الرئيس الى مكان آمن، وتلت هذه الغارة بعد خمسة ايام غارة أخرى، قبل نقل الرئيس الى الرياض على متن طائرة سعودية. وانكشف على الملأ وجود الحوثيين في عدن يوم 26 مارس لدى محاولة السيطرة على المطار الدولي التي أفشلها أنصار الشرعية الذين يطلق عليهم اسم اللجان الشعبية. ولم يتردد الحوثيون لدى انسحابهم في قصف المطار بالمدافع والحقوا أضرارا ببرج المراقبة وصالون الشرف ومبنى آخر. ومنذ ذلك اليوم، أسفرت المعارك بين المجموعات المتنافسة عن حوالى مئة قتيل، فيما سحبت 14 جثة متفحمة من تحت أنقاض مستودع للاسلحة في منطقة جبل حديد استهدفه اللصوص. وفي المدينة حيث مازال عدد كبير من الشوارع مقفرا، بدأت معنويات بعض الناس تتراجع. وقال المحامي عبدالله غسان : إن المستقبل قاتم، وبات الناس لا يحترمون القانون، وأضاف : أفكر جديا في إغلاق مكتبي والبحث عن عمل آخر.

مشاركة :