قالت مؤسسة النقد العربي السعودي "ساما"، إن القطاع المصرفي السعودي يتمتع برسملة عالية، وقادر على تحمل الصدمات الخارجية، متوقعة مواصلة النظام المصرفي تلبية الطلب على الائتمان، مع استمرار النمو الاقتصادي. وأكدت "ساما" في تقرير الاستقرار المالي لعام 2019 الصادر أمس، أن مؤشرات الربحية والسيولة للقطاع المصرفي تظهران قدرته على تحمل الصدمات الخارجية، حيث يتمتع برسملة عالية رغم ارتفاع نسبة القروض المتعثرة التي لا تزال أقل بكثير من الاقتصادات الأخرى، بحسب صحيفة "الاقتصادية". وتوقعت المؤسسة تحسن اقتصاد المملكة في عام 2019، لكنها أشارت إلى أن التباطؤ الاقتصادي العالمي وتأثيره المحتمل في سوق النفط العالمية قد يؤثران في النمو. وتوقع أن تحفز السياسة المالية التوسعية النمو، إذ تظهر ميزانية عام 2019 زيادة كبيرة في الإنفاق الرأسمالي بواقع 245 مليار ريال "65.3 مليار دولار". وساعد الانتعاش الطفيف في النشاط الاقتصادي على تعزيز مرونة النظام المصرفي، الذي شهد طفرة في عام 2018. وكان نمو الأصول مدفوعا بشكل رئيس بالتوسع في ائتمان القطاع الخاص. وبحسب التقرير، فإن آفاق الاقتصاد السعودي تحسنت، ومن المتوقع أن تتحسن أكثر خلال عام 2019، نظرا إلى السياسة المالية التوسعية. ومع ذلك، فإن المخاطر السلبية على الاقتصاد السعودي تأتي من تباطؤ الاقتصاد العالمي وتأثيره المحتمل في سوق النفط العالمية. ووفقا لـ"ساما"، فإن نتائج اختبار التحمل تظهر أن المصارف السعودية يمكنها بسهولة تحمل سيناريوهات مختلفة لصدمة اقتصادية. وأضافت، "في السيناريو الأساسي، ستنخفض مبدئيا نسبة القروض المتعثرة إلى 1.6% بحلول نهاية عام 2019، ثم ترتفع تدريجيا لتصل إلى 1.7% بحلول نهاية فترة الضغط (بحلول نهاية عام 2021). نتيجة ذلك، سترتفع نسبة تغطية القروض المتعثرة من 168% إلى 195% في الربع الثاني من عام 2019 ثم تنخفض تدريجيا حتى تصل إلى 175% في الربع الرابع من عام 2021. وقالت، "تراوح نسبة القروض المتعثرة للمصارف الفردية من 2.55% (النقطة المئوية الأعلى) إلى 0.69% (النقطة المئوية الأدنى) اعتبارا من الربع الرابع من عام 2021. يظهر متوسط معدل كفاية رأس المال انخفاضا تدريجيا يصل إلى 20% بنهاية عام 2021". وأوضحت أنه في ظل السيناريو الخفيف للصدمات، من المتوقع أن ترتفع نسبة التغطية المتوقعة في الربعين الأولين لتصل إلى مستوى 191% ثم تنخفض تدريجيا حتى تصل إلى 175% بنهاية الربع الرابع من عام 2021. وذكرت أن معدل القروض المتعثرة المتوقع سيصل إلى مستوى منخفض بحلول الربع الثاني من 2019 بنسبة 1.7% وسيرتفع بشكل طفيف إلى 1.8% بحلول نهاية فترة الضغط، وسيراوح معدل القروض المتعثرة للمصارف الفردية من 2.5% "النقطة المئوية الأعلى" إلى 0.62% "النقطة المئوية الأدنى". وأضافت "في ظل السيناريو الحاد للصدمات، ستنخفض القروض المتعثرة إلى 1.7% خلال الربعين الأول والثاني، وبعد ذلك تزيد تدريجيا حتى تصل إلى 2% بحلول نهاية فترة التوقعات البالغة ثلاث سنوات؛ أي بحلول الربع الأخير من عام 2021. تراوح نسبة القروض المتعثرة المصرفية الفردية من 2.9% "النقطة المئوية الأعلى" إلى 0.69% "النقطة المئوية الأدنى". ومن المتوقع أن تصل نسبة التغطية إلى أعلى مستوى عند 188% في الربع الثاني من عام 2019، ثم تنخفض تدريجيا وتصل إلى أدنى مستوى عند 165% في الربع الأخير من عام 2021. ومن المتوقع أن يتراجع معدل كفاية رأس المال بموجب هذا السيناريو إلى 14.71% في الربع الأخير من عام 2021". وتشير نتائج اختبار التحمل باستخدام جميع سيناريوهات الجهد الثلاثة إلى أن القطاع المصرفي سيستمر في التمتع برسملة عالية في ظل الصدمات الكبيرة.
مشاركة :