تصف الأمثال العربية «الحلم» بأنه سيد الأخلاق.. لكن بعض الناس في زماننا يعتبرونه نوعاً من الضعف ويتمادون في ألاعيبهم وغيِّهم وأساليبهم السافرة.. وكأنهم لا يعرفون ردة فعل الحليم إذا غضب! حذَّرهم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وزير الدفاع ورئيس الديوان الملكي أكثر من مرة وأكد أن «عدن خط أحمر» والاقتراب منها شرٌّ لا يحمد عقباه، لكنهم تحالفوا مع الشيطان وقرروا أن يلعبوا بالنار.. فجاء الرد السعودي قوياً وقاسياً. نعم.. في 15 دقيقة فقط أعلنت السعودية الأجواء اليمنية أجواء محظورة وممنوعٌ التحليق فيها تماماً وسيطرت عليها بشكل كامل، وبات لا مفر أمام عصابة الحوثي ومن يقف خلفهم سوى الهروب في جحورهم خشية الضربات الجوية التي دكتهم وجعلت نهارهم حالك السواد. حاول ناكر الجميل علي عبدالله صالح أن يتآمر على أصدقائه الذين دفع بهم إلى مقدمة الأحداث مقابل الحصول على مجموعة من المكاسب الشخصية على حساب الشعب الطيب المغلوب على أمره، لكن وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان جسَّد كل معاني الوفاء وبرهن على صلابة الموقف الوطني، وجاء رده على ابن الرئيس اليمني السابق حازماً ورادعاً: السعودية ترفض المساومة.. عليكم تطبيق المبادرة الخليجية كاملة دون مواربة وأن تبقى الشرعية في أيدي الرئيس عبدربه منصور. ولأن السعودية تنطلق في رؤيتها من مفهوم العدل والحكمة.. فقد سارعت الدول الشقيقة للوقوف بجانبها والانضمام إلى التحالف الذي يتكون من «10 دول» تعمل كلها تحت لواء السعودية من أجل دك حصون هذه العصابة التي لا أمان ولا عهد لها، العصابة التي حاولت اغتصاب البلد الشقيق وسعت إلى أن تعيده سنوات طويلة للخلف من خلال تنفيذ أجندة خارجية معروفة للجميع. جاء الردع السعودي قوياً عبر «عاصفة الحزم» التي مازالت تضرب قواعدهم في صنعاء وصعدة وغيرها من المدن، وجاء الحزم من خلال كلام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- في القمة العربية عندما أكد أن العاصفة لن تتوقف دون أن تحقق أهدافها.. وتدحر هذه العصابة الآثمة. لقد برهنت السعودية للعالم أجمع على أنها بلد أفعال لا أقوال.. لم تتحدث عن حرب أو تهدد وتتوعد بالكلام كما تفعل بعض الدول، لكنها جعلت هذه الفئة الضالة تستيقظ على كابوس، حين شعرت أنهم بالفعل تخطوا الخط الأحمر وباتوا يشكلون خطراً على أمن المنطقة.. ليأتي الحزم مقترناً بالردع.. والبادي أظلم.
مشاركة :