بيروت - أ ف ب - قصف الجيش الإسرائيلي مواقع عدة تابعة للجيش السوري وقوات تقاتل الى جانبه في سورية فجر أمس الأحد في جنوب البلاد، ثم فجر اليوم الإثنين في وسطها، ما تسبب بمقتل 15 عنصراً من هذه القوات. وتؤشر هذه التطورات الى تعقيد النزاع السوري المتواصل منذ العام 2011، مع تورط أطراف عدة فيه على الأرض، وتدخلات إقليمية ودولية. ومنذ 2011، نفذت إسرائيل عشرات الضربات ضد الجيش السوري، وضد مواقع وقوات إيرانية وأخرى تابعة لـ"حزب الله" اللبناني تقاتل الى جانب قوات النظام. وأعلنت دمشق فجر اليوم الإثنين أن دفاعاتها الجوية تصدّت لـ"عدوان إسرائيلي" استهدف مطار التيفور العسكري في ريف حمص (وسط) وأسفر في حصيلة أولية عن مقتل جندي وإصابة اثنين آخرين بجروح، إضافة إلى إصابة مستودع ذخيرة وأضرار مادية أخرى. ونقلت "وكالة الأنباء الرسمية السورية" (سانا) عن مصدر عسكري قوله إنّ "دفاعاتنا الجوية تصدت لعدوان إسرائيلي ودمّرت صاروخين من الصواريخ التي استهدفت مطار التيفور". وأعلن "المرصد السوري لحقوق الإنسان" إنّ سلاح الجو الإسرائيلي أغار على المطار "الذي تتواجد فيه مستودعات وقواعد عسكرية تابعة للحرس الثوري الإيراني". وأضاف أن الغارة أسفرت عن "مقتل 5 اشخاص على الأقل، بينهم جندي من قوات النظام، كما أصيب آخرون بجروح متفاوتة"، مشيراً إلى أن "عدد الذين قتلوا مرشّح للارتفاع لوجود بعض الجرحى بحالات خطرة". ورفضت إسرائيل التعليق على الخبر، وقال ناطق باسم الجيش: "لا نعلّق على تقارير أجنبية". وهي الضربات الجوية الإسرائيلية الثانية من نوعها التي تستهدف الأراضي السورية في غضون 24 ساعة، إذ نفذت الدولة العبرية فجر الأحد ضربات جوية على مواقع في جنوب سورية أسفرت عن سقوط 10 قتلى، هم 3 جنود سوريين و7 مقاتلين موالين لقوات النظام من جنسيات غير سورية، بحسب المرصد. وكان الجيش الإسرائيلي تبنى هذه الغارات، مشيراً الى أن القصف جاء ردّاً على إطلاق قذيفتين صاروخيتين من الأراضي السورية باتجاه جبل الشيخ في مرتفعات الجولان التي تحتلها اسرائيل. وحمّل الجيش الإسرائيلي النظام السوري "المسؤولية عن كل نشاط ضد إسرائيل انطلاقاً من الأراضي السورية". وصرّح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أمس الأحد أنه أمر بإطلاق صواريخ على مواقع للجيش السوري بعد إطلاق قذائف صاروخية سورية على الأراضي الاسرائيلية، مؤكداً في بيان: "لن نسمح بإطلاق النار على أراضينا". على صعيد آخر، قال ترامب في تغريدة قبيل مغادرته واشنطن إلى لندن: "نسمع أن روسيا وسورية، وبدرجة أقل إيران، تشنّ قصفاً جهنّمياً على محافظة إدلب، وتقتل من دون تمييز العديد من المدنيين الأبرياء. العالم يراقب هذه المذبحة. ما هو الهدف منها؟ ما الذي ستحصلون عليه منها؟ توقفوا!". ومنذ أواخر نيسان (أبريل) الماضي، تشهد محافظة إدلب وبعض الأجزاء من محافظات حماة وحلب واللاذقية المجاورة غارات مكثفة ينفّذها النظام وحليفته روسيا، وكذلك اشتباكات دامية بين "هيئة تحرير الشام" وفصائل متحالفة معها وقوات النظام. وأتت تغريدة ترامب بعد تنديد منظّمات سورية غير حكومية بعدم تحريك العالم ساكناً إزاء التصعيد العسكري الحاصل في محافظة إدلب، حيث تحصل "أكبر" موجة من النزوح منذ بدء النزاع في سورية. وخلال مؤتمر صحافي في اسطنبول سلّط ممثّلون عن هذه المنظّمات الضوء على الصعوبات الإنسانية المتفاقمة في المحافظة الواقعة في شمال غرب سورية، مؤكدين أن بالإضافة إلى عشرات القتلى المدنيين، دفع القصف بأكثر من 300 ألف شخص للفرار من ديارهم إلى الحدود التركية، وأن "أكثر من 200 الف منهم يعيشون في بساتين الزيتون لعدم وجود أماكن في مخيمات اللاجئين". وقتل نحو 950 شخصاً ثلثهم من المدنيين خلال شهر من التصعيد العسكري المستمر في محافظة إدلب ومحيطها، وفق حصيلة المرصد.
مشاركة :