"البوينغ" الماليزية لم تعد ضد روسيا"، عنوان مقال دميتري روديونوف، في "سفوبودنايا بريسا"، حول انهيار اتهامات كييف لموسكو في إسقاط الطائرة الماليزية. وجاء في المقال: طالبت حكومة هولندا بتوضيح من ماليزيا بخصوص التصريحات الملفتة من رئيس الوزراء مهاتير محمد، الذي شكك خلالها في مسؤولية روسيا عن إسقاط طائرة الركاب فوق دونباس، صيف العام 2014. فقد أعلن رئيس وزراء ماليزيا أن الحكومة الماليزية لا ترى أدلة مقنعة على مسؤولية روسيا في إسقاط طائرة بوينغ التابعة للخطوط الجوية الماليزية، كما ذكرت MalayMail. ووفقا له، تمت تسمية المذنبين عن المأساة مسبقا، وجرى تسييس القضية. وفي الصدد، قال مدير مركز "أوروبا" للتعاون المعلوماتي، إدوارد بوبوف، لـ"سفوبودنايا بريسا": سبق أن صدرت تصريحات مشابهة من ماليزيا، تشكك في مسؤولية روسيا. وحينها، أيضا، أثارت القلق في هولندا. ولكن، على هذا المستوى العالي، من رئاسة الحكومة، لم يعلن عن مثل هذه الشكوك من قبل. لماذا حدث مثل هذا التغيير؟ لا يمكنني إلا أن أفترض التالي: تتراكم المعطيات ذات الصلة بالمأساة وبالسياق السياسي العام لصيف 2014. وثمة صدفة غريبة تلفت النظر. فبالأمس صدرت في ماليزيا دعوات لإنشاء عملة آسيوية تعتمد على الذهب، والتخلي عن عملة الدولار الورقية غير المغطاة بالمعدن الثمين. ألا يشكل هذان التصريحان الصاخبان حلقتين في سلسلة واحدة؟ هل بدأ تمرد الدول القومية ضد الولايات المتحدة؟ لماذا أقلقت هذه التصريحات سلطات هولندا؟ لأن الصورة التي أعدت على مدى ما يقرب من خمس سنوات للحادثة، بل صورة النظام العالمي القائمة على الأبيض والأسود، والتي فيها روسيا "سيئة" والغرب "جيد" و"أوكرانيا ساعية إلى أنوار الغرب"، تنهار. هذه ليست أيديولوجية، إنما أقرب إلى عقيدة دينية. يخيل إلي، أن ماليزيا إذا ما اعتمدت منهجا مركبا وربطت إسقاط بوينغ بقضايا ملحة أخرى مثل السياسة الأمريكية العدوانية في منطقة المحيط الهادئ، يمكنها تحقيق نجاح. وسيجد موقفها تفهما في بلدان أخرى في المنطقة. المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة
مشاركة :