حرب كلامية بين واشنطن وبكين في الذكرى الثلاثين لأحداث ساحة تيانانمين

  • 6/5/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

بكين – الوكالات: في حين فرضت بكين أمس تعتيما إعلاميا في الداخل على الذكرى الثلاثين للقمع الدموي لتظاهرات ساحة تيانانمين، دخلت بالمقابل في حرب كلامية مع واشنطن حول معنى احتجاجات عام 1989 المطالبة بالديمقراطية. وبعد ثلاثين عاما على قمع الجيش تظاهرات «ربيع بكين» التي قتل فيها المئات وربما نحو ألف شخص، ردّ النظام الشيوعي بغضب على تعليقات وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الذي أشاد «بأبطال الشعب الصيني» الذين سقطوا في ليل 3 إلى 4 يونيو 1989. وردّ المتحدث باسم الخارجية الصينية غنغ شوانغ أمام الصحافة على تعليقات بومبيو قائلاً إن «هذا الهذيان الجنوني والكلام التافه لا يمكن إلا أن ينتهي به المطاف إلى مزبلة التاريخ». ولم تنقل وسائل الإعلام الصينية أمس هذه التصريحات التي أدلى بها المتحدث أمام الصحافة الأجنبية، بل واصل الإعلام الصيني التزام الصمت بشأن موضوع تيانانمين الذي يعدّ من «المحرمات» في الصين. وكما في كل عام، ومع اقتراب الذكرى في 4 يونيو، أوقف النظام الصيني أو أبعد ناشطين في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان وكذلك أقرباء لضحايا هذا التاريخ. ورفعت هذه المواجهة الكلامية حدة التوتر بين واشنطن وبكين، ووصل الأمر إلى توجيه الصين أمس تحذيرين إلى رعاياها المسافرين إلى الولايات المتحدة حضتهم من خلالهما على توخي الحذر والتنبه من مضايقات الشرطة والجريمة. وخضع الدخول إلى ساحة تيانانمين، مسرح التظاهرات الهائلة بين ابريل ويونيو 1989، لرقابة مشددة. وفجرا، حاول صحفي فيديو من وكالة فرانس برس الدخول إلى الساحة لحضور احتفال رفع العلم في هذا الميدان الهائل في قلب بكين، لكن طُلب منه المغادرة. وقال الحراس المكلفون مراقبة الدخول إلى الساحة عبر بوابات الكترونية للصحفي: «يجب أن يكون بحوزتك تصريح من مجلس إدارة تيان انمين». ومنذ منتصف أبريل 1989 حتى مطلع يونيو تظاهر ملايين الطلاب، انضم إليهم عمال ومفكرون، للمطالبة بإصلاحات ديمقراطية والتنديد بالفساد والتضخم. واجتاح عسكريون ودبابات شوارع بكين، مطلقين النار على المتظاهرين وعلى مدنيين كانوا موجودين على أطراف ساحة تيانانمين. من جهتها، أكدت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني في بيان: «بعد ثلاثين عاما لا يزال الاتحاد الأوروبي يبكي الضحايا ويقدّم تعازيه لعائلاتهم». ولا يبدو أن النظام الصيني مستعدّ لتغيير موقفه من تظاهرات «ربيع بكين». ورأى وزير الدفاع وي فينغهي يوم الأحد أن تدخل الجيش ضد التظاهرات كان خيارا «صحيحا»، سمح بتأمين «الاستقرار والنمو» للصين. في الأثناء، شارك الآلاف مساء أمس في وقفة إضاءة الشموع التقليدية التي تنظم سنويا في هونغ كونغ، المنطقة ذات الحكم الذاتي، والوحيدة في الصين التي تحيي ذكرى تيانانمين. وانضم إلى هؤلاء صينيون من البر الصيني أرادوا اختراق الحظر على هذا الموضوع المحرم في الصين.

مشاركة :