سورينام من اقتصاد كارثي إلى ساحة للمنافسة بين واشنطن وبكين

  • 8/20/2023
  • 23:03
  • 136
  • 0
  • 0
news-picture

يرى باتريك إل شميد المحلل الأمريكي أن إدارة شاندريكابيرساد سانتوخي رئيس سورينام يمكن أن تمثل فرصة فريدة لسياسة الولايات المتحدة الإقليمية التنافسية، ولا سيما أنه خاض سانتوخي حملته الانتخابية على أساس برنامج مكافحة الفساد. ومنذ توليه منصبه، سعي لإحياء مؤسسات إنفاذ القانون، إذ يقول باتريك شميد، مدرس السياسات المقارنة في كلية الشؤون العامة التابعة للجامعة الأمريكية ومستشار شركة ستيرن آند مورلي هيلز الذي يعمل في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي منذ 25 عاما، "إن الحكومة الأمريكية تشيد بقيادة سانتوخي بشأن مكافحة الفساد، وتعتبر سورينام شريكا كبيرا في المنطقة". وأضاف شميد، في تقرير نشرته مجلة "ناشونال إنتريست" الأمريكية، ونقلته "الألمانية"، أن "هدف وزارة الخارجية الأمريكية يتمثل في تعزيز سورينام الديمقراطية والمستقرة". وتلوح في الأفق التحديات الاقتصادية، فقد ورثت إدارة سانتوخي اقتصادا كارثيا انكمش بنسبة 15 في المائة خلال 2020 وفقدت العملة 80 في المائة من قيمتها. وعجزت سورينام عن سداد دينها الخارجي ثلاث مرات منذ تفشي الجائحة. وزادت تكاليف الواردات وارتفع التضخم إلى 74 في المائة، في 2021 وطلبت سورينام المساعدة من صندوق النقد الدولي لكنه رفض. وتخلت إدارة بوتيرس عن حزمة إنقاذ لصندوق النقد الدولي في 2016 بعد تلقيها الدفعة الأولى بقيمة 81 مليون دولار، ثم لجأت إلى الصين وآخرين لاقتراض نحو 1.5 مليار دولار، وهذا دين يخنق الاقتصاد الآن. غير أن صندوق النقد الدولي أعد برنامجا جديدا في 2021 يتطلب أن تقوم سورينام بخفض إنفاقها العام. وقد توقف صندوق النقد عن تقديم القرض في شهر مارس 2022، مشيرا إلى فشل سورينام في اتخاذ إجراءات معينة، لكنه استأنف أخيرا المدفوعات. وفجرت إجراءات التقشف التي اتخذتها الحكومة بطلب من صندوق النقد الدولي أعمال شغب عنيفة في شهر فبراير 2023 في العاصمة باراماريبو، بما في ذلك اقتحام البرلمان. وأعادت سورينام هيكلة بعض ديونها الخارجية الضخمة وتوصلت إلى اتفاقيات مع الدائنين في نادي باريس والهند غير أن الصين رفضت أن تحذو حذو الآخرين فيما يتعلق بالإعفاء من الديون. وأقرضت مؤسسات الاقراض الصينية التابعة للدولة سورينام 545 مليون دولار، أي نحو 17 في المائة من دين سورينام الخارجي العام. وتملك شركات صينية مساحات كبيرة من الأرض المزروعة بالأشجار وعديدا من مناجم الذهب. ووفرت شركة هواوي للاتصالات اللاسلكية كابل ألياف بصرية يربط سورينام بجويانا وترينيداد وتوباجو. وتزرع هواوي وشركات صينية أخرى كاميرات مراقبة مزودة بتقنية التعرف على الوجه في باراماريبو. وتعتقد الولايات المتحدة أن الدول التي تستخدم تكنولوجيا هواوي عرضة للتجسس السيبراني من جانب الصين. وسورينام في مفترق طرق، حيث تفكر في إيرادات نفطية مستقبلية ستغير وضع البلاد، لكنها تواجه اليوم تحديات شديدة لاقتصادها وديمقراطيتها. والسؤال هو ما الذي يجب على الولايات المتحدة أن تفعله للمساعدة؟ إنها تستطيع عمل الكثير، ولكن ما هو بالضبط؟ يتعين على الولايات المتحدة أن تدعم بقوة إدارة سانتوخي في مكافحة تهريب المخدرات، ولكن هناك قضية أوسع نطاقا تتمثل في الانخراط والاستثمار الأمريكي. ويتزايد تمدد الصين في جميع أنحاء المنطقة، ومنذ 2005، استثمرت الصين ما يقدر بعشرة مليارات دولار في ست دول كاريبية، ويتعين على أمريكا أن تتصدى لهذا التحدي.

مشاركة :