العيد في الوسط الفني ليس كسائر الأوساط! فبالرغم من توقف العمل في كل القطاعات والوزارات والدوائر والمؤسسات في الدولة، إلا أن الوسط الفني الكويتي تحول هذه الأيام إلى شعلة من النشاط الدؤوب، إذ يعيش حالة من النشوة والانتعاشة، لاسيما في دور العرض السينمائي وعلى خشبات المسارح.لكن يبقى السؤال حائراً، وباحثاً عن إجابة ناجعة: كيف يقضي النجوم إجازة العيد في ساحات الفن، بعيداً عن منازلهم وعوائلهم؟ وهل سبق وأن تبادل الفنانون في ما بينهم «العيادي»، حيث الكبير «يُعايد» الصغير، لإدخال البهجة والسرور في قلوب الأطفال، كما يحدث عادةً في الكثير من «الزوارات» العائلية، وفقاً للتقاليد الكويتية الراسخة!... وهل لا يزال الفنانون يتبادلون التهاني والتبريكات في العيد على النمط القديم؟«الراي»، ترصد في هذا الاستطلاع لآراء بعض الفنانين حول خبايا العيد في الوسط الفني، والتفاصيل نسردها في هذه السطور. في البداية، قالت الفنانة نور إنها تعودت في كل عيد على تهنئة الفنانة أسمهان توفيق قبل غيرها من الفنانين، وذلك لما تحمله لتوفيق من محبة وتقدير، ومكانة خاصة جداً في وجدانها.نور، أوضحت أنها نادراً ما تلتقي بزميلاتها الفنانات في مثل هذه المناسبة السعيدة، لأنها لم تعد تشارك في مسرحيات العيد، كما جرت عليه العادة في السابق، كاشفة عن تلقيها «عيدية» مقدارها 10 دنانير من الفنان حمد العماني، و«عيدية» أخرى مماثلة من الفنان عبدالله بوشهري. واعتبرت أن تلك «العيادي» جاءت من باب المزحة والطرافة، ولم يكن الموضوع جاداً على الإطلاق. وتقدمت بالشكر والتقدير لكل من أشاد بها خلال الموسم الدرامي في شهر رمضان الماضي، مختتمة بالقول: «كل عام وأنتم بخير». وتحدث الفنان إبراهيم الحربي، قائلاً: «أهنّئ وأعايد الفنانين كافة بمناسبة حلول عيد الفطر السعيد، وأخصّ بالتهنئة كل المقربين مني، ممن تعودت على معايدتهم شخصياً أو عن طريق الرسائل النصية أو الاتصال الهاتفي». وأضاف: «هناك من يبادرون بالاتصال بي للمعايدة وأنا أشكرهم كثيراً، وأتمنى عيداً سعيداً للجميع».ولفت الحربي إلى أنه لا يعطي «العيادي» لأي فنان أو فنانة من الجيل الجديد، ولكنه يعطيها فقط لأولاده وأقاربه من الأطفال الصغار. كما أوضح أنه لم يتلق في السابق «عيدية» من قبل الفنانين الأكبر منه، مشيراً إلى أنه خلال فترة العيد يُفضل التفرغ تماماً لعائلته، ولا يحب الارتباط بأي عمل فني، سواء كان في مجال المسلسلات أو المسرحيات، وذلك للاستمتاع بأجواء العيد.بدوره، قال الفنان سليمان الياسين إنه دأب على تقديم التهاني والتبريكات في عيد الفطر السعيد لكل الفنانين الذين كان قد تعاون معهم بمراحل سابقة في مشواره، مؤكداً أن هناك من يسبقه أيضاً في التهنئة.الياسين، ألمح إلى أن «العيدية» التي يُقدمها إلى بعض الشباب المجتهدين والمميزين مختلفة، فهي عيدية معنوية وليست مادية، وذلك من باب الدعم والتشجيع، عبر كلمات المدح والإطراء لما قدموه من خلال أعمالهم التلفزيونية خلال شهر رمضان المبارك، والتي أبدعوا فيها، «ومن حقهم عليّ أن أتصل بهم وأعايدهم، خصوصاً أولئك الذين حازوا الجوائز في المهرجانات الفنية».وألمح الياسين إلى أنه من النادر حالياً أن يكون متواجداً بمواقع التصوير خلال أيام عيد الفطر، عازياً الأمر إلى التقنيات الحديثة التي تتدخل وتنهي أي عمل درامي في الوقت المحدد، «وذلك لحرفية من يعمل معنا من الجيل السابق أو الجيل الجديد، فالنظام الرقمي أدّى إلى إنجاز كل شيء بسرعة فائقة»، مشدداً على أنه سيقضي العيد في بيته، لاسيما وأنه غير مرتبط بأي عمل مسرحي إبان الفترة المقبلة.من جهتها، قالت الفنانة زهرة الخرجي إنها دأبت في عيد الفطر، على أن ترسل التهاني والتبريكات إلى كل «اللستة» الموجودة في هاتفها، وخصوصاً زملائها من الفنانين والفنانات، مبينةً أنها دائماً ما تكون التهاني متبادلة بينها وبين الناس في كل عيد أو غيره من المناسبات السعيدة.وكشفت الخرجي عن تقديمها «العيدية» غالباً لأبناء الفنانين، لكنه لم يحدث وأن قدمت «العيادي» لأي فنان أو فنانة، مشيرةً إلى أنها تحب قضاء العيد كل عام على خشبة المسرح لتلتقي جمهورها من الكبار والصغار، «وقد تعودت على هذا الأمر في كل سنة، عدا سنة واحدة فقط لم أشارك في مسرح العيد». في السياق ذاته، لم يُخف المنتج والفنان باسم عبدالأمير روتينه اليومي خلال فترة العيد، مؤكداً أنه يحب معايدة الأهل أولاً، ومن بعد ذلك يتقدم بالتهاني إلى الفنانين الكبار، وذلك عن طريق «الاتصال الهاتفي وليس بالرسائل، تقديراً واحتراماً لهم ولتاريخهم الطويل».وذكر عبدالأمير أنه لا يتوانى عن تقديم «العيدية» للفنانين والفنانات من صغار السن، وتتراوح قيمة «العيادي» بين 10 و20 ديناراً، كل حسب عمره، منوهاً إلى أنه غالباً ما ينتهي من تصوير أعماله الدرامية قبل العيد، لكن في حال مشاركته في إحدى المسرحيات، فإنه لا يضن على من يعملون معه، مؤكداً أنه يعطي «العيادي» لفريق العمل، «وحتى الاستعراضيين أعايدهم، وكل فرد متواجد معنا، وذلك لإدخال الفرحة والبهجة في قلوب الجميع، بهذه المناسبة السعيدة».أما الفنانة باسمة حمادة، فقالت: «لا يفوتني أن أتقدم بالتهاني لأفراد عائلتي وأقاربي وأصدقائي وزملائي من الفنانين، في أول أيام الفطر السعيد». ورأت حمادة أنه ما من داع لإعطاء العيادي للفنانين الصغار، بل إن أطفال الشوارع هم أحق بها من غيرهم».وبسؤالها عمّا إذا كان قد تعارض تصوير أحد أعمالها في أيام العيد، ردّت قائلة: «بالفعل حصل ذلك، حيث قمت بتصوير مسلسل في ليلة العيد، وكان الوضع صعباً جداً بالنسبة إليّ وفريق العمل ككل». وأكملت: «بالنسبة للمسرح، فقد تعودت على قضاء إجازة العيد على خشبته، حيث أنتهي من البروفات خلال شهر رمضان، وأكون جاهزة لمواجهة الجمهور في أول أيام العيد».من ناحيتها، قالت الفنانة سلمى سالم إنها تحرص في كل عام على تقديم التهاني والتبريكات أولاً للفنانة سعاد عبدالله والفنان داود حسين قبل غيرهما من الفنانين. وأضافت: «أتشرف في كل عيد، بالاتصال على (أم طلال) و(بوحسين) لتقديم التهاني والتبريكات إليهما، ولا أخفيكم، ما أجده من حفاوة وترحيب كبيرين خلال اتصالي، حيث يغمرانني بالمحبة والود والاحترام، والكلام الجميل الذي ينبع من أرواح صافية وقلوب بيضاء وطيبة». وألمحت سالم إلى أنها لا تلتقي بالكثير من الفنانين في العيد، لكونها تُفضل البقاء مع أسرتها والتواري عن الساحة الفنية.من جهته، ذكر الفنان إسماعيل الراشد أن جاسم النبهان، هو أول وآخر فنان قدم له «العيدية»، وكان ذلك في إحدى المناسبات السابقة التي جمعتهما معاً خلال فترة العيد، لافتاً إلى أن القيمة المعنوية وقتذاك، كانت أهم بكثير بالنسبة إليه من القيمة المادية، خصوصاً أنها جاءت من فنان كبير بحجم النبهان. بينما ألمحت المخرجة والفنانة حنان المهدي إلى أنها «بيتوتية» وتُفضل قضاء العيد مع الأهل والأصدقاء بعيداً عن بلاتوهات التصوير، لذلك فهي لا تلتقي كثيراً بزملائها الفنانين خلال فترة العيد. وهنأت المهدي الكويت قيادةً وحكومةً وشعباً بمناسبة حلول عيد الفطر، متمنية دوام الأمن والسلام في ربوع كويتنا الغالية.
مشاركة :