العيد في السعودية.. «حوامة» وأكلات تراثية وفنون شعبية

  • 6/5/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

بالعديد من الفعاليات والأنشطة الترفيهية والفنون الفلكلورية، والتي ترضي كل أذواق الأسرة، تحتفل مدن السعودية وقراها بعيد الفطر المبارك، فيما تتلون مظاهر الاحتفالات من منطقة لأخرى ما بين الموروث والحداثة، وما بين الحفلات الرسمية التي تنظمها السلطات المحلية، وما بين الحفلات والعادات الشعبية الراسخة، والتي تتنوع بتنوع التراث الاجتماعي والثقافي السعودي. ألعاب نارية تتميز احتفالات العيد في السعودية بما يسمّى «بالاستراحات» الموزعة بين المدن وضواحيها، التي يتمّ استئجارها لتجتمع فيها العائلات السعودية بجميع أفرادها حول موائد وولائم فاخرة، في أجوٍاء ساحرة. وتنوعت الاستعدادات للعيد في كل منطقة، حيث تصل ذروتها خلال العشر الأواخر من شهر رمضان، وتتضح تلك المظاهر من خلال شراء الملابس وإعادة طلاء واجهات المنازل والأبواب الرئيسة، وتزيين الشوارع والطرق والحدائق العامة بالإنارة الملونة. وفي العيد، يحافظ السعوديون على نهج الآباء والأجداد، الذي يرون فيه فرصة تزيد من الترابط بين بعضهم البعض، إضافةً إلى التعرف على عادات بعض المناطق وأكلاتهم الشعبية، وذلك في أجواء لا تخلو من الفرح والسرور على محيا الصغير والكبير. وتتراقص العاصمة الرياض فرحاً في أول أيام العيد، حيث تكتظ مصليات العيد بالمصلين، ويتبادل السكان المعايدات صباحاً، وفي المساء ينطلق الحفل الرسمي لاحتفالات «أمانة الرياض» بعيد الفطر المبارك بمنتزه الملك عبدالله بحي الملز، قبل أن تزين الألعاب النارية سماء العاصمة، بألوانها وأشكالها المختلفة التي تخطف وتبهج الأنظار، وقد أعلنت الأمانة بأنها جهزت سبعة مواقع لإطلاق 12.600 قذيفة من الألعاب النارية، موزعة جغرافياً على أنحاء المدينة، في إطار برنامج احتفالاتها بعيد الفطر المبارك هذا العام، وذلك بمعدل 4200 قذيفة في اليوم. «حوامة العيد» وفي بقية المدن الأخرى، تنقل أغلب الأسر السعودية عاداتها المتوارثة للأطفال في الأعياد، وفي مقدمها عادة «حوامة العيد» التي تعد تراثاً قديماً يحاول البعض إحياءه، حيث يقوم أطفال الحي من الجنسين إما مجتمعين أو منفصلين بارتداء الملابس التراثية المخصصة للعيد، وتتزين البنات بالحناء، ويتجولن على منازل الحي عقب صلاة العيد ويقرعن الأبواب للحصول على العيدية، التي تتفاوت بين حلوى أو نقود أو الاثنين معاً. ويسير أطفال الأحياء في مسيرات مرددين عبارات، مثل «أبي عيدي عاده عليكم عسى الفقر ما يدخل عليكم»، وهي أهزوجة قديمة كان الأطفال يرددونها للحصول على «العيدية»، وإيماناً من أهالي الأحياء بإعادة الموروث الشعبي وإسعاد الأطفال وجعل أهالي الحي مترابطين رغم اختلاف الأجيال وتعاقبها. وتتنوع مظاهر العيد في الرياض، ما بين فنون شعبية فلكلورية مختلفة تؤديها فِرَق متخصصة منها: «العرضة السعودية، والسامري، والمزمار، والخبيتي»، وما بين ألعاب شعبية أخرى للأطفال، بالإضافة إلى النافورة التفاعلية بمنتزه الملك عبد الله، التي يبلغ ارتفاعها 110 أمتار، وتعتبر إحدى العلامات المميزة للمنتزه، لتقديم عروضها المبهرة التي تتضمن عروض الشاشة المائية والليزر والنار. العريكة والمبثوث أما في المنطقة الشرقية، فتحرص النساء على تقديم وجبات الأرز مع اللحم طيلة الأيام الثلاثة للعيد، وتقدم بجانبها أطباق شعبية أخرى مثل الخنفروش والساقو والشعيرية والقرص عقيلي، كما تحرص العوائل في كامل المملكة على تقديم الكعك والمعمول. وتبرز منطقتي الباحة وعسير – جنوبي السعودية - بأجوائها الجميلة الصيفية، ويبدأ الناس في العيد بالزيارات لبعضهم البعض من بعد صلاة العيد، ويحرص أهل الحي الواحد على زيارة كبار السن أولاً، ثم المرضى ثم بقية الجيران وتقدم القهوة العربية والمأكولات الشعبية مثل العريكة والمبثوث والمشغوثة. ويودع أهالي الباحة وعسير شهر رمضان بأهازيج «ودعناك يا رمضان بالقبول والغفران ورضا من الرحمن إن شاء الله» بهذه العبارة كان الناس في منطقة عسير وسراة تهامة يودعون رمضان. نجران وجازان وفي مناط نجران وجازان على الحدود مع اليمن، يشكل الإفطار الصباحي لسكان القرية الواحدة، أو الحي الكبير أحد مظاهر العيد المتوارثة حتى اليوم، ففي المكان المحدد والمعروف بين الأهالي للإفطار الجماعي تجد الجميع هناك يتبادلون التحايا والتهاني بالعيد، فيما يقدم كل منهم وهو يحمل إفطاره الذي عادة ما يتكون من مأكولات جازان الشعبية كالمرسة المقرونة في أغلب الأحيان بقطع السمك المملح، وهو ما يعرف لدى الأهالي «بالجزائري» أو «الكسيف» وكذلك الحيسية والمغش والثريد إضافة للعصيدة وكبسة الأرز وغيرها من الوجبات التي عرفت بها المنطقة. ويحتفل المكاوية والجداوية وعموم أهالي الحجاز بعيد الفطر بمظاهر تحاكي الماضي، من خلال تزيين المباني والأزقة، وتقديم ألعاب وفنون شعبية مثل المزمار، والعجل الينبعاوي، والخبيتي، وغيرها من الألعاب الشعبية، إلى جانب تقديم المأكولات وأشهرها التعتيمة الحجازية.

مشاركة :