< اعتبرت الشاعرة الإماراتية ميسون صقر أن تكريم محمد العلي «في حد ذاته تكريم لكل الشعراء الذين سنحت لهم فرصة الحضور أو لم تسمح لهم الفرصة، إضافة إلى أن إقامة هذا التكريم في السعودية وفي ظل هذه الظروف هو دعم لنا كشعراء وشاعرات عرب يعنينا الشأن العام تماماً كما يعنينا الشأن الخاص»، مشيرة إلى أن العلي «يستحق هذا التكريم نظراً إلى مسيرته الطويلة، ولشعره ولإنسانيته الكبيرة والفياضة، لذلك أنا سعيدة أن أكون من ضمن من حضروا هذا التكريم الذي يقيمه بيت الشعر في جمعية الثقافة والفنون بالدمام، إذ إن هذه هي المرة الأولى التي أحضر فيها إلى المملكة بصفتي الأدبية، ولكي أقدم أمسية شعرية في منبر ثقافي سعودي». ولفتت ميسون صقر إلى أن الديوان الذي أصدره المهرجان بعنوان: «لا أحد في البيت» ويضم مجموعة من قصائد محمد العلي «عمل توثيقي جميل، ويجب أن يأخذ حقه في التوزيع والانتشار، إضافة إلى تناوله من الدارسين والمهتمين. كما أنه بجوار الديوان هناك كتاب صدر يضم مجموعة من الشهادات بعنوان: (تلك الزرقة التي علّمتنا الأناشيد)، وهذا تكريم يدلي فيه كل الشعراء الذين عرفوا واطلعوا على تجربة العلي بدلوهم بحق رمز ثقافي مثله». وعن قلة إصدارات العلي، قالت لـ«الحياة»: «إن المبدع يقاس ويقيم ليس بحجم ما يطبع ولكن بقيمة ما يطبع، إذ قد تكون هناك قصيدة واحدة تظل الدهر متداولة ذات قيمة، فيما عشرات الدواوين لا تستحق أن تقرأ. والعلي لديه ديوان وحيد (لا ماء في الماء) ولا زال في حاجة إلى مزيد من الدراسة وإعطائه حقه، كما أن الديوان الجديد سيكون فاتحة للمتذوقين في الاستمتاع بما قدم طوال تلك العقود». وعما أثار العلي من أن الحضور في الأمسيات لا يفهم ما يقال في الشعر، ذكرت أن الشعر «أصبح في الزمن الراهن لا يستساغ من جميع المستمعين، ليس لعيب يعتريه أو يعتري كاتبيه، ولكن لأنه فن إبداعي يحتاج إلى المزيد من الإنصات ووضع الشعر في منزلته التي وضع من أجلها، وذلك لن يتحقق من خلال الاستماع إلى الموسيقى الخارجية للقصيدة وترديدها كالببغاء لقصائد كقصائد محمد العلي مثلاً، بل يحتاج المستمع إلى أن يكون محباً لها ويفعل ما يستطيع من أجل أن يكون مثقفاً وليس فقط مستمعاً من دون رهافة وخلفية تمكنه من الغوص في النص وفهم مكنوناته»، رافضة أن يقال إن الشعر في حال تراجع «ولكن المستمع هو الذي يبتعد قليلاً عن الشعر، ومن يرصد الحال العربية في تعاطيها من الشعر يجد أن هناك طيفاً كبيراً ممن يصنفوا أنفسهم محبين ومستمعين للشعر أنهم وقفوا عند شعر الراحل نزار قباني واكتفوا بذلك، بينما المتلقي قليل منه الذي ذهب معه ولم يتطور أدواته كي يستطيع أن يتمتع وأن يستفيد مما يسمع».
مشاركة :