واستكمالاً للموضوع السابق حول أذرع إيران الإرهابية بالمنطقة والتي تحاول إيران التهرب من مسؤوليتها تجاهها بعد أن تم حصارها اقتصادياً وعسكرياً وأصبحت على وشك السقوط في شر أعمالها الإرهابية التي أضرت بالمنطقة وبالمصالح الدولية، ومن تلك التنظيمات التي تتلقى الدعم والمساندة من النظام الإيراني: أنصار الله (الحوثي) اليمني وعلى شاكلة حزب الله اللبناني قامت إيران بدعم وتمويل عبد الملك الحوثي الذي أنشأ عصابات إرهابية باسم (جماعة أنصار الله)، وقامت إيران بتحويلها إلى خنجر مسموم في خاصرة الإمة العربية لتغلق باب المندب وطريق التجارة الدولية، وتحولت جماعة الحوثي الزيدية إلى حركة تابعة لمشروع ولاية الفقيه لأنهاك دول المنطقة وإشغالها بالحد الجنوبي بأعمال إرهابية وإجرامية، وأصبحت صنعاء العاصمة العربية الرابعة بعد بغداد ودمشق وبيروت في أيدي الحرس الثوري الإيراني، وقد قامت جماعة أنصار الله (الحوثي) بإطلاق مجموعة من الصواريخ البلاستية (إيرانية الصنع) على العاصمة السعودية (الرياض) ومكة المكرمة وجدة بالإضافة إلى الصواريخ اليومية التي تسقط على منطقة جيزان، وكذلك الطائرات المسيرة بدون طيار والتي أصابت مضخات النفط بالرياض. وتبقى جماعة أنصار الله (الحوثي) الأكثر تضررًا بسبب بعدها عن الحدود الإيرانية واعتمادها على السفن الإيرانية التي تحاول كسر حصار قوات التحالف وتهريب المساعدات على شكل وقود مهرب من إيران، الأمر الذي ألجئهم لسرقة المساعدات الإنسانية وما في أيدي الناس من قوت! سرايا الأشتر (البحريني) لقد كشفت بعض المصادر عن علاقة قائد (سرايا الاشتر) بالنظام الإيراني تسليحاً وتدريباً وتمويلاً، والقيام بالمهمات التي تطلبها طهران لتنفيذ عمليات ارهابية في البحرين، وقد وضعت وزارة الخارجية الأمريكية ومجموعة من الدول العربية مثل مصر والسعودية والإمارات (سرايا الأشتر) على قوائم الإرهاب، ويتلقى ذلك التنظيم المال والسلاح من قوات الحرس الثوري الإيراني، ويخضع اعضاؤها للتدريب العسكري في مخيمات الحرس الثوري الإيراني وحزب الله العراقي. التمويل الإيراني للجماعات الإرهابية رغم اعتراف الجماعات الإرهابية للدعم الكبير الذي تتلقاه من النظام الإيراني إلا أن ذلك التمويل لا يمكن متابعته ومعرفة كيفية وصله إلى تلك التنظيمات، فكل شيء يتم في الخفاء وبطريقة سرية للغاية، وقد طور النظام الإيراني وأتباعه من التنظيمات الإرهابية عملية التمويل التي لا تتم عن طريق البنوك والمصارف حتى لا تقع في مقصلة العقوبات الأمريكية، لذا يثار تساؤل كبير عن مصدر الأموال التي تدفعها إيران للجماعات الإرهابية بالمنطقة العربية، هل هي من صادرات النفط؟ أو من غسيل الأموال والمخدرات؟ أم هي من أموال الخمس التي تدفع لرجال الدين في إيران؟ يقول الصحفي الإيراني بهزاد (المختص في شؤون الحرس الثوري): (لم تعلن الجمهورية الإسلامية في أي وقت مضى عن مصدر الأموال التي يتم تقديمها إلى تلك الجماعات، ولا توجد أي أرقام رسمية أو دقيقة)، وذلك التمويل التي كانت إيران تنفقه على الخارج لتنفيذ عملياتها الإرهابية من خلال أذرعها في الدول العربية كان سبباً لأغلب المظاهرات التي عمت المدن الإيرانية أواخر العام 2017م، وقد رفع بعض المتظاهرين شعار (لا غزة، ولا لبنان، روحي فداء لإيران)، وهو بذلك يعني ما فائدة الأموال التي تصرف على قطاع غزة وجنوب لبنان والشعب الإيراني يتضور جوعاً. إن من أبرز أسباب التوتر في الشرق الأوسط هي التدخل الإيراني بدول المنطقة من خلال التنظيمات الإرهابية التي زرعتها، وتلك التنظيمات تأتي ضمن مشروع تصدير الثورة والمنصوص عليه في الدستور الإيراني، والذي يؤكد على التوسع وتصدير الثورة وبكل الوسائل وبأسرع وقت، إيماناً منها بأن المهدي المنتظر لا يخرج إلا عمت الفوضى والخراب والدمار، وهذا ما صرح به نائب قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري اللواء (إسماعيل قائاني) قائلاً: (إن إيران مستمرة في فتح بلدان المنطقة، وإننا بدأنا بالسيطرة على أفغانستان والعراق وسوريا وفلسطين ونتقدم اليوم في بقية بلدان المنطقة بنفوذنا)، وهذا التصريح ليس زلت لسان ولكنه يؤكد على السياسة التوسعية للنظام الإيراني، وأنها تريد الهيمنة والتوسع على حساب دول المنطقة. من هنا فإن تصريح وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بأن بلاده إيران لا تريد الحرب إنما هو خارج الزمن وإلا ماذا يسمى تلك الجماعات التي إنشأتها إيران في العراق وسوريا ولبنان واليمن والبحرين، أليست حرباً بالوكالة؟!
مشاركة :