إعداد: عبير حسين لعقود طويلة، ساد الاعتقاد بأن اللحوم الحمراء أحد أهم الأسباب المباشرة لارتفاع نسبة الكولسترول الضار في الدم، وما يترتب عليه من تهديد لصحة الشرايين وكفاءة القلب، لكن دراسة حديثة أجراها باحثون بجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو توصلت إلى أن اللحوم البيضاء هي الأخرى تقع في مرمى الاتهام عندما يتعلق الأمر بالكولسترول. وأكدت الدراسة التي نشرت الأسبوع الماضي في «المجلة الأمريكية للتغذية السريرية» أن الحد من استهلاك اللحوم بأنواعها أمر ضروري لخفض نسبة الكوليسترول الضار، وللتعويض عن نقص البروتين الحيواني، اقترح الباحثون إدراج بروتينات الخضراوات في النظام الغذائي بدلاً من اللحوم بأنواعها. الدكتور رونالد كراوس رئيس فريق الدراسة قال: «من المعروف أن الدهون المشبعة تزيد من تركيز LDL، أو الكوليسترول الضار، في مجرى الدم، وإذا تراكمت هذه المادة الشمعية داخل الشرايين، تكون النتيجة الطبيعية إما نوبة قلبية وإما سكتة دماغية. وتشمل الدهون المشبعة، التي يأتي معظمها من مصادر حيوانية، مثل الزبدة والدهون ولحم البقر. ولسنوات طويلة افترض أخصائيو التغذية أن نسبة الدهون المشبعة المرتفعة عموماً في اللحوم الحمراء دون البيضاء هي التي تساهم في مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، ومع ذلك لم يختبر أحد هذه النظرية بشكل كاف». وأضاف «اكتشفنا أن مستوى الدهون المشبعة متساو في اللحوم بنوعيها، وعليه يكون تأثيرها السلبي متشابهاً». أجريت الدراسة على 100 رجل وامرأة يتمتعون بصحة جيدة وتتراوح أعمارهم بين 21 و65 عاماً اختبروا 3 حميات، الأولى للحوم الحمراء (البقري المصدر الرئيسي)، والثانية للبيضاء اعتمدت على الدجاج، والأخيرة حمية خالية من اللحوم. واستمر كل نظام غذائي 4 أسابيع تم خلالها جمع عينات دم من المشاركين في بداية ونهاية كل فترة اختبار. وأظهرت الدراسة أن تأثير اللحوم البيضاء والحمراء في مستويات الكوليسترول والدهون المشبعة لدى المشاركين كانت متطابقة، بينما كان تأثير البروتينات النباتية صحياً في نسبة الكوليسترول في الدم. ماريا رومو بالافوكس أخصائية التغذية في مركز رود لسياسة الغذاء والسمنة في جامعة كونتيكت أثنت على نتائج الدراسة وقالت «إذا كنت تعاني مشكلات في ارتفاع الكوليسترول، أو لديك تاريخ عائلي من أمراض القلب والشرايين، فمن الأفضل استهلاك كميات أقل من اللحوم البيضاء والحمراء على السواء، وبدلاً من ذلك تستبدل بالفاصوليا والعدس وحبوب البروتين مثل الكينوا والصويا». وأضافت: اتباع نظام غذائي نباتي يميل إلى منحنا نتائج أفضل.