الدوحة - الراية :  تناولت صحيفة فرنسية معروفة حالة القوة والازدهار والتقدم الذي تمر به دولة قطر، فضلاً عن صلابة موقفها السياسي حيث تمكّنت وباقتدار من وضع الحصار الذي مر عليه عامان بالتمام والكمال خلفها. وفي تقرير نشرته أمس تحت عنوان “قطر قوية بعد عامين من حصارها”؛ قالت صحيفة “لاكروا” إنه منذ الحصار الذي فرضته المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين ومصر على دولة قطر، سعت الدوحة إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي من المواد التي كانت تستوردها من جيرانها وباتت بحال أفضل من رباعي الحصار. وأوضحت الصحيفة الفرنسية أن قطر أنشأت على بعد 50 كيلومتراً من العاصمة الدوحة مزرعة للأبقار بهدف توفير الحليب لسكان البلاد البالغ عددهم 2,6 مليون. ويمكن ملاحظة الإنجازات على أرض الواقع بزيارة بسيطة إلى داخل حظيرة “بلدنا” المكيّفة حيث يوجد حوالي 18 ألف بقرة مستوردة من عدة دول بينها الولايات المتحدة؛ تنتج يومياً 700 طن من الحليب. وأشارت “لاكروا” إلى أنه قبل عامين من الآن لم تكن قطر تنتج قطرة حليب واحدة؛ لكن الحصار الذي فرضته عليها دول الجوار بهدف مُعاقبتها على ما تصفه هذه الدول بتمويل الإرهاب والارتماء في حضن إيران؛ جعلها تبدأ في إنتاج الحليب. وقد شمل الحصار كذلك حظر استخدام طائرات الخطوط الجوية القطرية المطارات أو المجالات الجوية لتلك الدول وإغلاق المعبر الحدودي البري الوحيد مع السعودية والذي كانت نسبة 80٪ من حاجات قطر من الحليب تصل عبره. وهذا الحصار، الذي تشارك فيه مصر أيضاً، لم يؤثر كثيراً على البلد الأرفع دخلاً قومياً للفرد في العالم؛ كما تؤكد الصحيفة، موضّحة أن قطر باشرت بإنتاج الحليب في مزرعة بلدنا بهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي. وتنقل “لاكروا” عن المدير العام للمزرعة كامل عبد الله: إن المزرعة تمثل نموذجاً لكل من يسعى لاستغلال قدراته ونحن فخورون بها كإنجاز. وتابعت الصحيفة الفرنسية القول إن هذا الحصار الذي فرضته المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات ومملكة البحرين وجمهورية مصر ،شكّل فرصة مثالية إلى دولة قطر لتعتمد على نفسها ولا تعتمد على الآخرين فضلاً عن أنها انسحبت من التحالف السعودي الذي يقاتل الحوثيين في اليمن منذ 2015 وخلّف آلاف القتلى من المدنيين وكارثة إنسانية. وأنجزت قطر خطوات كبيرة تفوّقت بها على دول الحصار في تطوير الإطار القانوني للشغل لمئات الآلاف من العمّال الوافدين من الهند والفلبين الذين يعملون خاصة في بناء ملاعب كأس العالم 2022. واتخذت قطر إجراءات أخرى أبرزها إنهاء نظام الكفيل الذي يمكن أن يؤدي إلى منع المُقيم من مُغادرة البلاد أو تغيير جهة العمل. واعتبرت “لاكروا” أن الحلول تبدو معدومة للخروج من حالة الحرب الباردة (في إشارة واضحة إلى الحصار الذي تفرضه الدول الأربع على دولة قطر) والتي تؤثر على التوازن الهش في منطقة الخليج العربي؛ وذلك بالنظر إلى عمق الخلاف بين دول الحصار الأربع ودولة قطر. وتنقل الصحيفة عن أحد المراقبين قوله إن المملكة العربية السعودية التي راهنت على استسلام قطر في أسبوع لا تدرك أن ظروف قطر أفضل بكثير من ظروفها. وخلصت الصحيفة بالقول إنه بينما لا تجد الرياض مخرجاً مشرّفاً من الأزمة؛ تعتزم قطر فتح معرض خاص بالحصار في المتحف الوطني بالدوحة فيما يُشبه التأكيد أنها وقعت ضحية لجيرانها.