سنغافورة - الراية: شارك سعادة د.خالد بن محمد العطية نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون الدفاع في حوار شانغريلا السابع عشر الذي نظمه المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في سنغافورة أمس. وأكد سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية أن دولة قطر أصبحت أقوى من أي وقت مضى بعد عام من الحصار الذي فرضته بعض الدول المجاورة. وقال سعادته، في تصريحات خلال مؤتمر شانغريلا للأمن في سنغافورة، إن الهدف من الحصار هو إضعاف اقتصاد دولة قطر ومكانتها في العالم ولكنه فشل، مضيفاً إن الاقتصاد القطري يزدهر والمنتجات الوطنية، بما في ذلك الأدوية، والأغذية نمت. وأضاف: «لقد تمكنا من مواجهة العاصفة وخرجنا منها أقوى من أي وقت مضى».ووصف سعادته، الحصار المفروض على دولة قطر، بأنه غير عادل وغير مشروع وانتهاك صارخ للقواعد الدولية، مضيفاً إن دولة قطر تمكنت من النجاة بفضل التحالفات الجديدة. وحول الإرهاب، قال سعادته، إن «سرطان الإرهاب» سوف ينتشر ويدمر كل خلية صحية في طريقه، مضيفاً إن الشرق الأوسط عانى من هذه الظاهرة الخبيثة منذ عقود. وأكد أهمية العمل من أجل دعم وتطبيق سيادة القانون والحفاظ على قيم حقوق الإنسان والحرية، مشيراً إلى أن «هذه القيم الأساسية توحدنا ضد أعدائنا». وأشار إلى أن قطر لم تدخر جهداً في محاربة الإرهاب وستظل عضواً ناشطاً في التحالف الدولي ضد تنظيم داعش، وتساهم بشكل كبير في القتال لتفكيك وتدمير هذا التنظيم. وأضاف: وبصفتها عضواً في الأمم المتحدة، نفذت دولة قطر كل قرارات مجلس الأمن والعقوبات الخاصة بالإرهابيين وتمويل الإرهاب. وقال: وقد قمنا بوضع قوانيننا بطريقة تسمح لنا بتطويرها وإصلاحها باستمرار بحيث نبقى سابقين لأي نشاطات إجرامية أو إرهابية. وأضاف: بالرغم من كل ذلك، ومنذ سنة، استيقظت دولة قطر وشعبها ليجدوا أنفسهم ضحية حصار غير عادل وغير قانوني.. فخلال أول أيام أكثر شهورنا قداسة، شهر رمضان، تم حرماننا من مصادر الطعام والدواء وتركنا لنواجه مصيرنا. وقد كشف هذا الخرق الصارخ للقانون الدولي، بما في ذلك مبادئ عدم التدخل وحل النزاعات بالطرق السلمية، والالتزام بحماية واحترام حقوق الإنسان والحفاظ على الكرامة الإنسانية إضافة إلى معاهدة شيكاغو ومؤتمر الأمم المتحدة لقانون البحار، عن شراسة الإجراءات المتخذة ضد دولة قطر. وقال: استمرت دول الحصار بتسخير كل الوسائل المتاحة لها، سياسيين وشعراء ورجال دين وممثلين ومغنين وكتّاب، كلهم تم تجييشهم في الهجوم على دولة قطر. وأضاف: لم يتوقفوا عند هذا الحد فقد أصدرت دول الحصار قرارات بمنع مواطنيها من التعبير عن أي نوع من التعاطف تجاه قطر، وحددت عقوبات بالحبس مدداً تتراوح من 3 إلى 5 سنوات وغرامات مالية تصل إلى 150 ألف دولار. وكان الهدف من هذه العراقيل إضعاف موقفنا الاقتصادي واختراق نسيجنا الاجتماعي. وقال: إلا أنه وبمرونة لا مثيل لها أظهرها الشعب القطري وبحكمة قيادة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، فقد تمكنّا من مواجهة هذه العاصفة وخرجنا منها أقوى من قبل. وأضاف: في العام منذ فرض الحصار، تضاعف إنتاجنا من المنتجات المحلية، بما في ذلك الدواء والغذاء أضعافاً كثيرة. وقال: بنينا على علاقاتنا الثنائية ودخلنا في شراكات جديدة وواعدة للنمو والتطور نحو رؤيتنا الوطنية للتطور والرخاء الاجتماعي. ونحن اليوم أقوى مما كنا عليه منذ عام. ونحن نقترب من إكمال الذكرى الأولى للحصار، عام من المرونة والقوة، عام من الحسم والشجاعة، فإن علينا أن نتقدم بالشكر إلى الدول التي وقفت معنا ضد هذا الاعتداء ومع سيادة القانون ومبادئ القانون الدولي.. تلك الدول التي حددت أهمية التمسك بقوة القانون عوضاً عن فرض قانون القوة. وأضاف: معاً نحن أقوى.. باستغلال مثل هذه الفرصة بحيث نجتمع معاً لتبادل المعلومات الاستخباراتية والخبرات، فيمكننا بناء غد أكثر أماناً لنا جميعاً. مرة أخرى، أشكركم وأتطلع لمناقشات مُثمرة معكم. شانغريلا.. مؤتمر بارز للأمن الإقليمي قال د.خالد بن محمد العطية: إنني من المتابعين للمعهد العالمي للدراسات الاستراتيجية وأشكر منظمي هذا الحدث الراقي والذي يمنحنا على مدى ثلاثة أيام فرصة فريدة للالتقاء ومناقشة القضايا التي تهمنا. كما أود أن أعبر عن امتناني العميق لحكومة سنغافورة على استقبالهم الحار وضيافتهم الكريمة. وأضاف: لقد بدأ حوار شانغريلا كمؤتمر بارز للأمن الإقليمي، يخلق أرضية صلبة تمكن صانعي القرار الجيوستراتيجي والأمني والدفاعي من التقارب ومشاركة الأفكار وتبادل الرؤى حول أهم التحديات الأمنية التي تواجه منطقة آسيا والمحيط الهادئ وما هو أبعد من ذلك. أعتقد أن الكلمة الجوهرية لرئيس الوزراء مودي قد حددت الإطار الذي جرت ضمنه محادثاتنا خلال اليومين الماضيين عبر تحديد التحديات والفرص الأمنية التي تواجهها هذه المنطقة وبقية العالم. عندما تحدثت فيما مضى مع زملائي حول حوار شانغريلا، أكد كثير منهم أن هذا المؤتمر مثل لهم فرصة عظيمة للتعلم. وبانخراطي شخصياً في هذا المؤتمر فقد أصبحت مطلعاً على ثراء الأفكار والحلول المبدعة لتحديات اليوم والتي طورها المشاركون ومنظمو هذا الحدث الرائع. وركزت جلسات هذا العام من «حوار شانغريلا» الضوء على مناقشة عدة محاور رئيسية وهي القيادة الأمريكية وتحديات أمن المحيط الهادي، والتخلص من أزمة كوريا الشمالية، وتشكيل أمن النظام في آسيا. كما ناقشت الجلسات محاور الإستراتيجية الجديدة ومستقبل النزاع، وتعزيز الأمن البحري والأزمة الأمنية والإنسانية في ميانمار، والمنافسة والتعاون في المحيط الهندي، والتداعيات الإستراتيجية لتطوير القدرة العسكرية في منطقة آسيا والمحيط الهادي، وإدارة التنافس في التعاون الأمني الإقليمي. ويعتبر «حوار شانغريلا» السنوي أكبر منتدى أمني إقليمي في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وقد نظم المعهد البريطاني للدراسات الإستراتيجية الدولية هذا الحوار لأول مرة عام 2002 في سنغافورة. ويشارك فيه رؤساء الدول ووزراء الدفاع ومسؤولون عسكريون رفيعو المستوى لبحث القضايا الأمنيّة الإقليميّة الراهنة. استغلال الدوافع لتجنيد الإرهابيين قال د.العطية: انضمت دولة قطر لأصدقائها وحلفائها في المعركة الدولية ضد الإرهاب. وينبع ذلك من قناعتنا بأن الإرهاب - مهما كان شكله وأينما ضرب - فإن له تأثيراً ضاراً علينا جميعاً. فنحن جميعاً عرضة لهذا الشر ولذلك علينا جميعاً العمل بتناغم لاجتثاثه من الوجود. وأضاف: لعقود عدة، كنا قد حددنا أن سبباً ما أو غيره هو الدافع للإرهاب. وقمنا بتوجيه طاقاتنا بشكل أحادي للقيام بما اعتقدنا أنه سيكون العلاج من هذا الشر. وأضاف: يساهم عدد كبير من العوامل في خلق هذا العدو.. فالشعور بالنبذ، والصعوبات الاقتصادية، والفروقات الاجتماعيّة والإقصاء السياسي قد أثبتت جميعها أنها دوافع تستغل لتجنيد الإرهابيين وزيادة الهجمات الإرهابية. ولهذا السبب فإننا نحثّ المجتمع الدولي منذ فترة طويلة على مواجهة هذه المخاوف بشكل جماعي. صندوق عالمي للتدخل والمرونة المجتمعية أشار د.العطية إلى أن قطر ضمت جهودها مع دول مثل سويسرا، والولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، واليابان، والمملكة المتحدة، وكندا، وأستراليا، وغيرها وذلك بهدف إنشاء صندوق عالمي للتدخل والمرونة المجتمعية.. وهو صندوق مخصص لتوفير مبادرات على مستوى المجتمعات المحليّة ويركز على تعزيز المرونة ضد برامج العنف المتطرّف عبر التعاون مع الحكومات، ومنظمات المجتمع المدني، والقطاع الخاص لدعم الاستراتيجيات الوطنية الهادفة لمعالجة أسباب التطرف العنيف. وهذا الصندوق نشط الآن في دول مثل ميانمار، ومالي، وبنجلاديش. الإرهـــاب سرطــان يجـــب استئصالـه أكد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون الدفاع أن دولة قطر كانت في الخط الأمامي في معركة مكافحة الإرهاب لسنوات عديدة. وقال: قد عانينا بشكل مباشر من الأهوال والرعب اللذين ينتجان عن الهجمات الإرهابية، فعادة بعد مثل هذه الأحداث الرهيبة، يسيطر الغضب والخوف. وـضاف: نسعى لمعاقبة أولئك الذين أخطأوا في حقنا بطريقة سريعة وقوية، ونبتكر استراتيجيات تتعامل مع النتائج الفورية للهجمات، وغالباً ما نبحث في استراتيجيات وقائية حيوية يمكن أن تساعد في تجنب مثل هذه الكوارث. تتطور مخططات الإرهابيين والتنظيمات الإرهابية باستمرار في مسعاهم لنشر الخوف والدمار.وأكد أن سرطان الإرهاب، إذا ترك دون معالجة، فسيستمر في التكاثر والانتشار في جسم العالم، مدمراً كل خلية سليمة في طريقه. وقال: وقد بحثوا في طرق لعبور الحدود دون أن يتم اكتشافهم، وتجنيد صغار السن ومن يمكن التأثير عليهم، وتجاوز القوانين المالية لتهريب الأموال ضمن جهودهم لخدمة أفعالهم الشريرة، إن الاعتداء القاتل الأخير في مدينة لييج هو مثال يثير الأسى عن العنف المستمرّ الذي يهدّد الأمن والأمان لنا جميعاً. قطر نقلت المعركة إلى داخل غرفة الصف أكّد د. العطية أن قطر نقلت المعركة ضد التطرف من ساحة الحرب إلى داخل غرفة الصف.وقال : عبر منظمات مثل التعليم فوق الجميع وعلّم طفلاً، قد تمكنّا من توفير التعليم الأساسي لأكثر من 10 ملايين طفل خارج المدارس حول العالم. تقوية أطفالنا وتسليحهم بالأدوات الضرورية للتعامل مع عالم مضطرب ولا يمكن التنبؤ به، سيساعد على حمايتهم من الوقوع فريسة للجماعات والأيديولوجيات المتطرّفة. إضافة لما سبق، فقد وقع صندوق قطر للتنمية مؤخراً مذكرة تفاهم مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين التابعة للأمم المتحدة بقيمة 50 مليون دولار، خصصت لضمان حصول أبناء اللاجئين الفلسطينيين على التعليم في الضفة الغربية وغزة والأردن وسوريا ولبنان. وكقادة في القتال الدولي ضد الإرهاب، فإن علينا العمل دون كلل لتعزيز وتطبيق حكم القانون والحفاظ على قيم حقوق الإنسان والحرية التي نتشاركها جميعاً. فهذه القيم الجوهرية توحدنا في وجه كل أعدائنا وتضمن انتصارنا على أولئك الذين يرغبون في حرفنا عن مسارنا وعزلنا. لقد انحازت دولة قطر بفخر وبإصرار لمبادئ السلام العادل، والتعاون الدولي وحقوق الإنسان. وقد كنّا سبّاقين لدعم المحرومين والمضطهدين وعملنا مع شركائنا الدوليين وبالتعاون مع هيئات الأمم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني لتوفير الإغاثة المادية والإنسانية أينما دعت إليها الحاجة. أعداؤنا يختبئون خلف شاشات الكمبيوتر قال د. العطية: نواجه اليوم أشكالاً عديدة من الإرهاب.. أعداؤنا لم يعد لهم وجه، ولم نعد نعرف أسماءهم. فهم يختبئون بجبن خلف شاشات الكمبيوتر ويختبئون في الجبال والصحاري لينشروا أجندات الكراهية ويخططوا لعملهم العنيف التالي.. وكما يتطورون، فيجب علينا نحن أن نتطور. وأضاف: يجب أن نرى أبعد من المنظور لنحدّد أسباب ودوافع هذا الشرّ. ويجب علينا أن نتصرف الآن ليس فقط لتقوية حدودنا، بل لتقوية عقولنا وعقول شبابنا. إننا بحاجة لتبني سياسات شمولية وإصلاحات اقتصادية لبناء مستقبل أفضل لأبنائنا. مستقبل يملؤه الأمل. أمل بحياة أفضل، من النموّ والسلام والأمن. أمريكا أكثر حكمة من أن تتدخل عسكرياً في إيران بشأن التوترات بين الولايات المتحدة وإيران، قال سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون الدفاع، إنّ الولايات المتحدة أكثر حكمة من أن تنخرط في تدخل عسكري في إيران، مُشدداً على أنه من الأفضل بكثير حل المشاكل على طاولة المفاوضات.
مشاركة :