ميليشيات الهزارة، أو ما تطلق عليه إيران "لواء الفاطميون"، يتكون مقاتلوها من الهزارة الأفغان المنتمين إلى الأقلية الشيعية في أفغانستان، وهم يشكّلون الجزء الأكبر من أفراد قوات الميليشيا الذين استقطبتم إيران وجندتهم نظراً لتعصبهم المذهبي الشديد.في قتالهم في سوريا تجاوزت ميليشيا الهزارة وزنها كثيراً، وأصبح لها سطوة بعد نجاح في المعارك التي زجت طهران بهم فيها إلى جانب قوات نظام الأسد. وبحسب التقارير الواردة فإن إيران الآن نقلت أفراد هذا اللواء نحو إراضيها، فما اعتبره البعض نوعاً من التحسب لتطورات الأزمة بين طهران من جهة وبين واشطن وحلفائها ن جهة أخرى.دعم الأسدلم يستطيع الرئيس السوري التصرف بمفرده في التعاطي مع الاحتجاجات التي انطلقت في 2011، ما دعاه للاستنجاد بحليفه الإقليمي الأبرز ألا وهو النظام الملالي في إيران، إلا أن الأخيرة، الغارقة في آتون المعارك السياسية والعقوبات المتجددة، وجدت بلواء "الفاطميون" رأس حربة أنسب إليها. فمع ازدياد خسائر نظام الرئيس بشار الأسد، وتضاعف أماكن سيطرة المعارضة السورية في أواخر عام 2012، بدأ النظام في الاستعانة بمقاتلين أجانب من دول بالمنطقة، من أجل حماية ما تبقى له من مناطق، وبدء مرحلة جديدة لإخماد الثورة، واستعادة الأراضي المستولى عليها.ولمواجهة المجموعات المعارضة، وجدت إيران من الشعوب الفقيرة المعدمة التي هربت من الحروب في أفغانستان ملاذاّ لمساعدة النظام السوري من دون أن تتكبد، بحسب ما ظنته طهران، مزيداً من الضغوط السياسية أو الاقتصادية.وفي ذروة المعارك المسلحة في سوريا، ظهر لواء عسكري غير عربي، يحمل اسم لواء "فاطميون"، يحكمه التعصب المذهبي والموالاة التامة للنظام الإيراني، وسرعان ما بدأ اسمه ينتشر في العديد من الساحات داخل سوريا وصوره تتوزع على منصات التواصل الإجتماعي.50 ألف مقاتلتختلف التقديرات حول عدد مقاتلي لواء "الفاطميون" الموجودين في سوريا والذين قاتلوا دفاعاً عن نظام بشار الأسد، إلا أن موقع "ورلد بوليتيكال ريفيو" الإلكتروني، نقل عن تقرير لمعهد السلام الأمريكي أعده باحث أفغاني يُدعى أحمد شجاع جمال، أن ما يصل إلى 50 ألف شخص قد حملوا السلاح هناك بأمر من إيران ومعظمهم من أقلية الهزارة الأفغانية، وهم من بين أفقر فئات الشعب الأفغاني.وكان الحرس الثوري عمل على تجنيد شبان أفغان من خلال تدريبهم في معسكرات خاصة، مقابل مبلغ 500 دولار، وإعطائهم أوراق إقامة قانونية لهم ولعائلاتهم في إيران، ومن ثم إرسالهم إلى جبهات القتال في سوريا، وفي مايو (أيار) 2016، أقر البرلمان الإيراني قانون منح أسر المقاتلين الأجانب الجنسية الإيرانية، من بينهم لوائي "الفاطميون" (أفغان).ويؤكد التقرير أن طهران تكفلت بنفقات القتال والمعيشة لهذه العناصر بسوريا، لرغبتها بالاحتفاظ بمقاتليها بعيداً عن مراقبة الأجهزة الأمنية العالمية خلال السنوات القليلة الماضية، متجنبة فرض القوى الكبرى أي ضغوطات أو عقوبات عليها، وذلك لحين إعادة تنشيطهم.وقد شهدت الفترة الأخيرة انخفاضاً كبيراً في عدد المعارك بين المعارضة والقوات الموالية للنظام السوري مع بسط الأخيرة سيطرتها على أغلب المساحات التي خسرتها منذ اندلاع التحركات المعارضة في 2011، ومن ثم انتشار تنظيم داعش.وبناءً عليه، روت مصادر إيرانية أنه خلال الأشهر الثلاثة الماضية، تدفق مئات المقاتلين المنتمين إلى الميليشيات الإيرانية إلى إيران استجابةً لطلب قائد فيلق القدس قاسم سليماني بدعوى المساعدة في الإغاثة من الفيضانات التي شهدتها إيران.ومع شبه انتهاء الحرب السورية التي استمرت 8 سنوات، عادت مجموعات كبيرة من الأفغان إلى ديارهم، ولكن في الأسابيع الماضية، صعّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لهجته تجاه النظام الإيراني، ملوحاً في أكثر من مرة بالحل العسكري من أجل "النهاية الرسمية لإيران"، الأمر الذي دفع بسليماني لتحريك الدمى الإيرانية بين العراق وسوريا ولبنان، ومن بينها "الفاطميون" للتحضير للحرب محتملة، عل العمليات الإرهابية المرجوة تتستر بغطاء الميليشيات التابعة لها.
مشاركة :