الخرطوم:عماد حسن«الكنداكة» مفردة سودانية مغرقة في القدم، تعود إلى العصر النوبي القديم، وهي كلمة هيروغليفية نوبية تعني «الملكة الأم»، بعكس ما يعتقد نمطياً أنها «كان دا كان داكا..سيدي سيد الآراكا»، انسياقاً وراء أغنية «مرثية» شعبية محببة تحمل الاسم ذاته.وهذه الأيام ارتفع صيت التعبير، مع تسيد المرأة لأهازيج وشعارات و«هاشتاجات» الحراك السوداني.ومن أشهر الكنداكات، وهو رمز تاريخي للمرأة السودانية، الملكة أماني شيخيتو، الأكثر جمالاً وقوة ومنعة وثراء؛ حيث تفوقت في اقتناء النفيس وابتكرت حراسة مشددة للمدن، تأخذك الدهشة من البناء الهندسي الرفيع لهرمها، الذي خرب وسرقت مقتنياته، ويقبع على تلة تحيط بها مقابر أثرية لملكات أخرى مثل أماني تيرو وأماني كنداكة وأماني خبالي وأماني ريناس.ومقبرتها أو هرمها يدل على مكانة المرأة في ذلك الزمن؛ إذ كانت تنتخب للرئاسة مثل الرجل، ونالت كثيرات شرف الملوكية، ومنهن شخيتو و تيرو. وتشير هاجر سيد أحمد، من الإدارة العامة للسياحة، إلى أن البناء اعتمد على الحجر الرملي النوبي المتوفر بكثرة في المنطقة بجانب الطوبين الأحمر والأسود؛ حيث يختار الملك أو الملكة المنطقة التي يدفن أو تدفن فيها خلال حياته، فهناك منطقتا دفن ملوكية شمالية وجنوبية، ويختار أيضاً طريقة بناء مقبرته، التي تنقسم إلى مدرج أو هرمي أو مثلث.وتؤكد الدراسات مشاركة «الكنداكة» في اختيار العمارة الفنية العالية وزوايا الإسقاط بدرجات محددة، التي تتطلب خبرة عالية في البناء بمشاركة ما بين أربعة إلى خمسة آلاف عامل أغلبيتهم من أسرى الحرب والعبيد. وبالرغم من أن المنطقة بوحوشها وضواريها، أجبرت بعثات أجنبية على قطع رحلتها والعودة خوفاً من الأسود والنمور والذئاب، حسب الرحالة الفرنسي مستر كايو، إلا أنها تعرضت تاريخياً للسرقة.
مشاركة :