كعادته اليومية، يقف أمام حلقة السمك بمنطقة الأنفوشي، خلف طاولته الخشبية، مناديا المارة بوجه بشوش: «كل اللى نفسك فيه تلاقيه عندى وبالشروة».«أحمد السيد فلفل» شاب ثلاثيني، يقيم بمدينة الإسكندرية، يعمل صياد أسماك، ضمن ١٢ ولدا لصياد سبعيني، يقول: «سمعت عن البحر أسرارا وحكايات، من أبى وجدى شوقتنى لأن أكون صيادًا، ومن يوم ما جئت الدنيا ورزقنا فى الغزل، ببدل أنا وإخواتى فى الصيد والبيع، برمى الغزل فى البحر مع فجر كل يوم، وأرجع ألمه قبل الشمس ما تفتح، وكل يوم أتفاجأ بنوع جديد من السمك، شفت أشكال وألوان، سبحان الخلاق»، ويتابع: «بجمع السمك فى الطاولة وأحفظه بألواح التلج، وأفرش بيه قدام الحلقة يوميا، لى زباين خصوصي، بتجيلى من كل إسكندرية ومن خارجها، علشان لسانى حلو مع الزبون، والسمك طازة، بصطاده بنفسى وما ببعش بالكيلو، كله بالشروة حسب الرزق والتساهيل».ويتابع فلفل: «بعتمد فى البيع، على أنواع السمك اللى بيجى فى شبكتي، لأن مركبتى ما بتسافرش زى المراكب خارج إسكندرية، وربنا بيرزقنى بأنواع زي: الجمبري، المكرونة، المرجان الصرع، تعبان البحر، الدنيس، مرمار، غزلان، استاكوزا، قاروص والشراغيش، وبتجيب رزقها والحمد لله».وعن أغرب ما وجده «فلفل» فى البحر، يقول: «كان نفسى أقابل عروسة البحر اللى بيحكوا عنها، أو ألاقى سمكة طالعالى بجوهرة، والمفاجأة حصلت من ٥ سنين، بعد ما لميت الغزل أنا وإخواتي، قبل طلوع الشمس، سمعنا صوت بنى آدم بيتألم، وكأنه بيتنفس بصوت عالي، إخواتى اتفزعوا، وأنا الوحيد اللى فتحت التلاجة، وقلت أكيد عروسة البحر، ورحت أنقذها، لقيتها سمكة «القراض»، ودى كانت أول مرة تطلع فى الغزل، ودا صوتها لما بتطلع من الميه».
مشاركة :