فى ثلاثينيات القرن الماضى قام عالم نبات أمريكى يدعى ويليام وايتهاوس بتهريب بضعة كيلو جرامات من بذور الفستق الإيرانى !لتبدأ أمريكا فى زراعة "الفستق" الذى تهافت عليه الشعب الأمريكى فالفستق الأمريكى فى الأصل بذور إيرانية وهى تمثل بالنسبة لها زراعة استراتيجية إذ تُعد ثالث مدخول للعملة الصعبة لايران بعد البترول وصناعة السجاد الشيرازي وهى تدخل خزانتها أكثر من مليار ونصف المليار دولارا سنويا عن بيع مايعادل 70% من إنتاجها !الفستق الايراني احد الاشياء التى تزعج الولايات المتحدة بعد ان اصبح الفستق الامريكى احد السلع الاستراتيجية لها ايضا حيث يزرع فى كاليفورنيا ونيومكسيكو وايرزونا ويمثل للولايات المتحدة التى تصدر منه ما يقرب من 90% الذهب الأخضر !قفزت " حرب الفستق " على السطح الان فى ظل حالة التصعيد بين الولايات المتحدة وايران على خلفية الانسحاب من الاتفاق النووى فى الوقت الذى ترصد فيه الاستخبارات الامريكية حجم الاموال التى يمتلكها قادة إيران من تجارة بيع وتصدير " الفستق " فقد كان هاشمى رافسنجانى رئيس ايران السابق والاب الروحى الذى اتى وفرض (علي خامنئ ) مرشدا عاما من كبار تجار الفستق فى إيران وكونوا ثروات طائلة منها!الطريف ان هذه الحرب الخفية وهى حرب " المكسرات " بين ايران والولايات المتحدة اصبحت مادة درامية للصحافية الامريكية ياشا ليفين والمخرج رومان ويزنهام لانتاج فيلما وثائقيا يعرف ب " حرب الفستق " المندلعة فى ظل التصعيد النووى والباليستى !ومثلما قامت حرب الباسوس والتى دارت بين قبيلة تغلب وقبيلة بكرلمدة اربعين سنة من اجل ناقة والتى وقعت مابين عام 494 الى 534 من الميلاد قبيل مجئ الاسلام ربما تكون هناك مثلها بسبب المكسرات او حرب الفستق , وفيما يبدو ان دونالد ترامب قد تقمص شخصية كليب بن ربيعة زعيم قبيلة تغلب والذى توج ملكا وهو الآمر والناهي ولاتقوم قبيلة بكر باى عمل الا باوامر من كليب بن ربيعة ! ومثلما بدأت شرار الحرب بين القبيلتين بسبب الناقات ربما تكون الحرب بين الولايات المتحدة وايران بسبب الناقلات !اذ تشهد العلاقات بين البلدين تصعيدا حادا وتوترا متزايدا منذ ان تولى دونالد ترامب زمام البيت الابيض فى يناير 2017 بينما فى 8 مايو 2018 اعلن وقد بيت النية بانسحاب بلاده من الاتفاق حول برنامج ايران النووى التى اخلت بتعهداتها وفرض عقوبات اقتصادية قاسية علاوة على تصنيف الحرس الثورى الايرانى حامى جمهورية الملالى تنظيما ارهابيا وهى الخطوة التى ردت عليها طهران بادراج القوات الامريكية فى الشرق الذى اصدر بمثلها فيه الكونجرس الامريكى قانون عقوبات جديدةضد حزب الله احد اذرع ايران القوية فى لبنان فى الوقت!واذا كان جون بولتون مستسار الامن القومى ومايك بومبيو وزير الخارجية يمثلون الصقور , فان هربرت مكماستر مستشار الامن القومى الامريكى الاسبق كان اكثر تشددا اذ قال يوما " آن الاوان فى اعتقادى للتصرف ضد ايران !"الغريب انه قد مرت سبع ادارات مختلفة والضربة المزعومة لايران لم تقع فى الوقت الذى امضى فيه سيمور هيرش الصحافى الامريكى وهو يروج لفكرة ان الولايات المتحدة سوف تقوم بتوجيه ضربة عسكرية لايران قالها منذ مايقر من ثلاثين عاما ! واذا كانت شعارات إيران " الموت لامريكا " التى عادت مرة اخرى ابان عهد ترامب حيث استبدلته ايران بشعار " الموت للسعودية " وربما زادت فيه شعارات اخرى طالت الامارات العربية وربما دولا اخرى وقد نشرت لوحات كبيرة فى شوارع طهران تحمل شعارات " ان امريكا والسعودية والامارات سوف يمرغ انوفهم فى الوحل " !فهذا ليس جديدا فى ادبيات نظام الملالي وعلينا الا ننسى الشاه عباس الكبير محمد خدابنده الصفوانى الذى قتل سبعين الفا من الاكراد والسنة العرب وقد منعوا الحج الى مكة المكرمة واجبر الناس على ان يحجوا الى قبر ( الامام موسى بن رضا ) فى مدينة شهد فعقيدتهم السياسية والايديولوجية واللاهوتيه تقول ( ليس بيننا وبين العرب سوى الذبح 1 ) فاذا كان نرامب قد توعد ايران وبدأ معها حرب " التويتات " وهو لن يفعل شئ فامريكا لم تقتل ذبابة ايرانية واحدة على مدار هذا التاريخ على العكس ايران كانت قد توجه ضربات للمصالح وللقوات الامريكية ومنذ تفجير مقر المارينز فى بيروت عام 1983 والذى سقط فيه 241 جنديا امريكيا فى الوقت التى احتجزت ايران الجنود الامريكيين العشرة فى مياهها علم 2010 !فى حين ارسل ترامب مع القطع الحربية " للتهويش " رقم هاتفه للتواصل معه ! فقد يبقى فى الذاكرة سيناريو كوريا الشمالية والولايات المتحد وحالة التصعيد عبر منصات التويتر حتى كان اللقاء فى منتجع الدم فى جزيرة سينوتا واحدة من 63 جزيرة تتالف منها سنغافورة عبر دبلوماسية " كرة السلة " التى قام بها " دينيس رودمان " نجم السلة الامريكى السابق احد عشاق كيم , وقد نجحت المرأة الغامضة " جينا هاسبل " او "بيونك وومن " مديرة الاستخبارات الامريكية المركزية ( سي آى ايه ) فى ادارة هذه القمة بنجاح فهل سيحدث مع ايران مثلما حدث مع كوريا الشمالية وهو سيناريو مطروح!
مشاركة :