"البيئة الصحية المفرطة" وراء تزايد حساسية الطعام

  • 6/8/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أكد الدكتور حمد الهاملي، استشاري طب الأطفال والمراهقين ومستشار الحساسية في مدينة الشيخ خليفة الطبية، على تزايد حساسية الطعام في الإمارات بسبب ما يطلق عليه الأطباء «البيئة الصحية المفرطة»، وتعتبر بذور السمسم واحداً من أكثر العوامل المسببة لحساسية الطعام. وقال: «في حين أن حساسية الطعام كانت أكثر شيوعاً في البلدان المتقدمة، فقد أصبحت مصدر قلق كبير في دولة الإمارات مع تطور الدولة وزيادة الوعي بهذا الأمر، ففي الماضي كنا نعتقد أن الحساسية الغذائية كانت موجودة فقط في الدول الغربية، لكن الأمر لم يعد كذلك». وأضاف: «ما نراه في الإمارات هو مصدر قلق ويختلف عن المشكلة في الغرب، حيث إننا نتشارك بعض أنواع الحساسية الشائعة معهم، مثل حليب البقر، البيض، المكسرات والمأكولات البحرية، ولكن ما نراه في الإمارات زيادة في أنواع الحساسية من أشجار الجوز والحساسية للبذور والتي بدأت تشكل خطراً على الصحة». وتابع الدكتور الهاملي: «يعتبر السمسم أحد أبرز مسببات حساسية الطعام، وهو شائع الاستخدام بالطهي في الشرق الأوسط، كما تعتبر البذور والمكسرات الأخرى من الأسباب الجديدة المثيرة للقلق للإصابة بحساسية الطعام عند الأطفال والشباب». وحول أبرز مسببات الحساسية تجاه الطعام في الإمارات، أوضح الدكتور حمد الهاملي أن المادة الأولى المسببة للحساسية في الإمارات للأطفال هي حليب الأبقار، يليها البيض والقمح والسمسم، وهناك تزايد ظهور لحساسية تجاه المكسرات مثل الفستق والبندق والجوز والكاجو، لافتاً إلى أن بعض الأشخاص عندما يتناولون أنواعاً تحتوي على كميات معينة من مسببات الحساسية لا يتأثرون، ولكن يظهر تأثير الحساسية عندما يبدأ تناول الكميات الكبيرة من الطعام الذي يحتوي السمسم والأطعمة الهندية التي تحتوي الكاجو المطحون. وذكر أن لمس بعض أنواع الطعام يؤدي إلى حساسية مؤقتة في الجسم، بينما الحساسية المفرطة تجاه الطعام قد تؤدي إلى الوفاة في حالة الشم أو الاستنشاق القوي للطعام، خصوصاً السمك والفول السوداني. وأشار الدكتور الهاملي إلى العديد من النظريات حول سبب ارتفاع الحساسية، لكنه يدعم «نظرية النظافة»، التي تقترح أن النظافة الحديثة تعني أن الأطفال لم يعودوا يتعرضون لعدد كافٍ من الجراثيم يومياً لتطوير أجهزتهم المناعية. وبالتقدير هناك ما لا يقل عن 10% من السكان يعانون من الحساسية تجاه الطعام، والتي يمكن أن يكون سببها طعام أو منتجات غذائية تحتوي على شكل معدل من الطعام، مثل الطحينة (عجينة مصنوعة من السمسم). وينصح الهاملي الآباء والأمهات بإجراء اختبار لأطفالهم تجاه الحساسية من الطعام إذا كانوا موضع شك، ولا ينبغي إجراء اختبارات الحساسية دون أي أعراض سريرية، ولا داعي للقلق والمبالغة في الأعراض. ميثاء و10 أطعمة ذكر الدكتور الهاملي إحدى الحالات المصابة بالحساسية تجاه الطعام، حالة الطفلة ميثاء البالغة من العمر 3 سنوات، والتي بينت لديها أول رد فعل تحسسي عندما كان عمرها خمسة أشهر فقط. حيث تناولت حينها حلويات تحتوي على السمسم وبدأت بالتقيؤ وظهور تورمات على جسدها، موضحاً تحسسها تجاه 10 أنواع من الطعام أبرزها البيض، السمسم والمكسرات وتؤدي بها إلى الحساسية المفرطة التي تؤدي للاختناق. وأوضحت والدة الطفلة ميثاء أنها أجرت سلسلة من الاختبارات للحساسية تجاه الطعام، واتضح أن ميثاء غير قادرة على تناول البيض والمكسرات والبقوليات والكاكاو والأرز والحليب.

مشاركة :