استضاف بيت الشعر في المغرب، في إطار برنامجه «شعراء في الغرفة المضيئة» الشاعر المغربي رشيد المومني الذي قدمه الناقد نجيب العوفي بوصفه أحد الأصوات الشعرية من شعراء السبعينيات وترجمت أعماله إلى لغات عدة ومنها: «حين يورق الجسد»، «النزيف»، «مشتعلاً أتقدم نحو النهر»، «مُهود السّلالة»، «هكذا سُدى»، «ثلج مريب على جبهة الحطاب»، «أقترب ولا أدنو»، «بأنامل الضوء»، و«نيازك بالأبيضين». وقال إن المومني من الذين أرهفوا السمع لأصوات الحداثة الشعرية الآتية من شرق وغرب، ولأشواق الأممية الاشتراكية التي غمرت الوجدان العالمي بحثاً عن مكان أفضل تحت الشمس، مضيفاً أن رشيد المومني كان صديقاً حميماً لرائديْ القصيدة المغربية الحديثة محمد السرغيني وأحمد المجاطي. وجيل السبعينيات الذي ينتمي إليه بهذا المعنى، هو سارق النار من الجيل السابق. واللافت أن رشيد المومني كان داخل السّرب وخارجه في آن. كان، حسب نجيب العوفي، مع رفاقه في الحلبة، لكنه كان يلعب لعبته الخاصة على هامش الحلبة، لأنه لم يأت إلى الشعر من مسالكه المرسومة وأبوابه المطروقة، بل جاءه من تخومه وأقاصيه وأغواره. وأضاف العوفي أن المحتفى به، هو شاعر مُولع بالبِدع الشعرية. وكل بدْعة في عُرف القوم ضلالة. وضلال الشعر عند الشاعر أهم من استقامته وهُداه. والشعر اختراق للتّابُوهات وكشف عن عوالم تظلّ في حاجة مستمرة إلى الكشف كما قال الشاعر الفرنسي روني شار. وتابع العوفي: عرفت المومني منذ مطالع السبعينيات الساخنة، منذوراً للرياح المعاكسة وما يزال الطفل المشاغب الذي يسكنه يأبى أن يشِبّ عن الطّوق ويمْتثل لتعاليم السّلالة والعشيرة. جاء المومني إلى الشعر ليس مدفوعاً بشيطان الشعر فحسب، بل جاءه مُعبّأ بالتأمل والفكر والنّهم المعرفي. وأكد العوفي أن ثمة خِلالاً وسِمات تسِم وتميّز التجربة الشعرية لرشيد المومني منها أنه اختار قصيدة النثر أفقاً لهذه التجربة، ولم يحد عنها ولم يرض عنها بديلاً منذ الزمن الأول. وبعد التقديم قرأ الشاعر رشيد المومني مختارات من دواوينه بإصغاء من عشاق الشعر.
مشاركة :