دار الشعر بمراكش تحتفي بتجربة الشاعر المغربي محمد الشيخي

  • 11/29/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

مراكش (المغرب) - تجدد لقاء دار الشعر بمراكش مع جمهورها مؤخرا، بالمكتبة الوسائطية – المركز الثقافي الداوديات بمراكش، من خلال حلقة جديدة من فقرة “تجارب شعرية”، والتي احتفت بأحد رواد القصيدة المغربية الحديثة الشاعر محمد الشيخي. الشاعر الذي وسمه عبدالحق ميفراني، مدير دار الشعر بمراكش، بإحدى أيقونات تجربة الشعر السبعيني والذي أسهم، إلى جانب شعراء آخرين، بتحقيق تحول “عميق وجوهري في بنية القصيدة الشعرية وأبعادها الرؤيوية”، و”الاحتفاء بمحمد الشيخي، هو احتفاء بمسار شاعر، ظل طيلة مساره الشعري الممتد على مدى 50 سنة من العطاء الأدبي، يرسخ صوته المتفرد، بمنجز شعري وارف من أقانيم وسهوب الشعر وأسئلته الوجودية والأنطولوجية”. فقرة “تجارب شعرية”، وبعدما فتحت دفتي سير شعرية لكل من الشاعرين أحمد بلحاج آية وارهام ومحمد بنطلحة، وتوجت في الدورة الأولى لمهرجان الشعر العربي (سبتمبر 2018) التنوع الشعري والثقافي المغربي من خلال ثلاثة أصوات شعرية نسائية (خديجة ماء العينين، حبيبة الصوفي، وفاطمة الورياشي)، يتجدد اللقاء في تجارب من خلال الاحتفاء بالشاعر محمد الشيخي، وعبره تستدعي، دار الشعر بمراكش، “تجربة مائزة في تاريخ الشعر المغربي: جيل السبعينات، والذين شكلوا إضاءة لافتة في مسار تشكل القصيدة المغربية الحديثة”. وسهر على الغوص في سمات هذه التجربة الشعرية الغنية في المنجز الشعري المغربي كل من الناقد نجيب العوفي، أحد رواد النقد الأدبي في المغرب والذي أسهم بشكل لافت في تقديم الكثير من التجارب الإبداعية، والناقدة خديجة توفيق، الأستاذة المؤهلة بالكلية المتعددة التخصصات بخريبكة والحاصلة على الدكتوراه في الشعر الحديث، والناقدة الدكتورة بشرى تاكفراست، أستاذة النقد الأدبي ومناهج الدراسات الأدبية بكلية اللغة العربية – جامعة القاضي عياض بمراكش. كما حضر الخطاط والتشكيلي لحسن فرساوي، في مشاركة فنية حية مصاحبة. افتتح الناقد نجيب العوفي، والذي خبر عن قرب تجربة الشاعر الشيخي، أولى مداخلات “تجارب شعرية”. معتبرا أننا أمام تجربة شعرية عميقة ضاربة بجذورها في تربة الشعر، لشاعر سبعيني، انطلق وتألق شعريا منذ أوائل السبعينات، لأنه اصطلى وجدانيا وفكريا بجمر هذه المرحلة وغاص في أتون همومها وأحلامها وأسئلتها الساخنة، وعبر عن ذلك شعريا من خلال ديوانيه “حينما يتحول الحزن جمرا”، و”الأشجار”. الشاعر محمد الشيخي، الشاعر الملتزم بالشعر والملتحم بأسئلته، المسكون إلى حد “العشق الصوفي المدنف للشعر”. لينتقل الناقد نجيب العوفي إلى أعماق قصائد ديوان “وردة المستحيل”، والتي اعتبرها تشكل انتقالا واعيا إلى إيقاع لغة ومعجم شعري وحقل دلالي وشعوري مختلف، بحكم سياق المرحلة التي وسمت بالانهيارات والانكسارات. واتجهت الناقدة والباحثة الأكاديمية خديجة توفيق، والتي جاءت من قلق أسئلة الشعر الحديث، كي تؤشر على حاجة النقد الشعري الاحتفاء بالتجارب الشعرية الجادة والرائدة والمؤسسة لأفق القصيدة المغربية الحديثة. معتبرة أنه ضمن المنجز الشعري للشيخي، الذي تواصل من خلال إصداراته، يحضر الملمح الصوفي بحدة، معبرا عن مرحلة تأمل خاصة للشاعر في مكنونات تقع ضمن صلب دوال الشعر. وتعتبر الباحثة، خديجة توفيق، أن تجربة محمد الشيخي الشعرية ليست متماثلة ومتطابقة، وإنما هي تجربة متعددة بتعدد الأطوار التي مرت منها. وأكدت الناقدة والباحثة بشرى تاكفراست أن فقرة “تجارب شعرية” لدار الشعر بمراكش، قد ساهمت في استعادتها لتجربة شعرية غنية، بمنجزها الدلالي والرؤيوي، أسهمت بشكل لافت في تطور القصيدة المغربية الحديثة. لكنها تشيد بضرورة أن يتوقف الدرس النقدي مليا عند تجربة الشاعر محمد الشيخي، لأنها تفتح مسارات مهمة لإعادة تمثلنا لتجارب الشعر المغربي الحديث، وإعادة قراءته. تخللت فقرة تجارب شعرية، وإلى جانب القراءات النقدية المقدمة، قراءات شعرية للشاعر محمد الشيخي، أعاد من خلالها رسم مسار منجزه الشعري. وقد عبّر الشاعر عن سعادته للحظة الاحتفاء، واختيار دار الشعر بمراكش أن تخصص فقرة تجارب شعرية لمنجزه الشعري، من خلال رؤى وعيون نقاد أجلاء. واعتبر اللحظة، عودة لمرحلة أساسية في حياته حينما درس في مدينة مراكش، وهو ما شكّل لديه استعادة لأمكنة ظلت محفورة في ذاكرته. وصاحب الفنان والخطاط الحسن الفرساوي، في لحظة فنية حية، وكاليغرافيا خاصة تغوص في تجربة الشاعر المحتفى به، هو العاشق للشعر والمروض للحرف، ليهدي في آخر اللقاء لوحة فنية تحتفي بأحد نصوص الشاعر محمد الشيخي.

مشاركة :