القدس- أحمد عبدالفتاح – أشارت تقارير اسرائيلية الى ان الاجتماع الامني، وهو الاول من نوعه الذي سيعقد الاسبوع القادم في القدس المحتلة، بمشاركة مسؤولي الأمن القومي في الولايات المتحدة وروسيا وإسرائيل، يأتي لتنسيق الاطراف الثلاثة نشاطاتها، ورسم حدود مصالحها ونفوذها في سوريا. ولفتت الى ان روسيا تلعب دوراً محورياً في تحديد مستقبل سوريا ونظامها، بسبب علاقتها مع مختلف اللاعبين في الساحة السورية، فإضافة الى علاقاتها مع واشنطن وتل ابيب، فهي ترتبط بعلاقات متينة مع طهران وحزب الله رغم ان الاولى تنافسها على قوة التأثير في البلد الذي مزقته الحرب وصدعت نظامه. وأشارت الى ان إسرائيل تعمل على الاستفادة من تعارض المصالح بين روسيا وإيران، وهو ما يتجلى بوضوح في التنسيق العسكري بين الجيشين الإسرائيلي والروسي في سوريا، بهدف إبعاد إيران منها، ولذلك يعتبر اجتماع مستشاري الأمن القومي للبلدان الثلاثة في القدس دلالة على تلاقي المصالح، بما من شأنه أن يكون رسالة لطهران والنظام في دمشق وسائر قادة المنطقة. ووفق محلل الشؤون العربية في صحيفة هآرتس تسفي برئيل، فإن روسيا تعمل على استعادة النظام السوري السيطرة على كل أراضي سوريا، باعتباره رافعة واداة لتعميق حضورها في الشرق الأوسط في إطار عملية شاملة تتضمن تعويم النظام، واعادة علاقاته مع السعودية والإمارات ومصر، كمخرج من العقوبات الاقتصادية الأميركية والأوروبية التي فرضت عليه. واضاف ان الرؤية الروسية تتعارض فعلياً مع مصالح طهران التي ترى في سوريا موقعا استراتيجيا يعزز دورها الاقليمي في مواجهة السعودية، ومن خلالها تضمن نفوذها وتواصلها مع لبنان على البحر الابيض المتوسط، وبالتالي تستكمل خط تحالفاتها في المنطقة. واشار برئيل الى ان إيران تلقت «صفعتين مؤلمتين» من روسيا، الأولى عندما رفضت موسكو طلب إيران الحصول على صواريخ «إس – 400» المضادة للطائرات، والثانية عندما سمحت لإسرائيل بقصف أهداف إيرانية في سوريا. ونقل عن مصادر غربية قولها ان موسكو تلعب لعبة مزدوجة في ادارة علاقتها مع طهران وواشنطن، فقد دعمت قرار طهران خفض التزامها بالاتفاق النووي انطلاقا من رغبتها في إبقاء التوتر قائما بين طهران وواشنطن ضمن لعبتها الاستراتيجية. بينما التزمت الصمت حيال اعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب استعداده لإجراء مفاوضات مع إيران من دون شروط مسبقة، الأمر الذي رفضته طهران، مشيراً الى أن روسيا ترى أن تخفيف العقوبات الاقتصادية عن إيران يتعارض مع مصالحها الاقتصادية، فهي تخشى من نوايا دول الاتحاد الأوروبي تنويع مصادرها النفطية من خلال شراء النفط الإيراني، بينما عملت موسكو على استكمال خط الغاز مع تركيا، وفي حال أزيلت العقوبات الاقتصادية عن إيران، فهي ستؤدي الى خسارة حصتها في السوق الأوروبية، وانحسار نفوذها. وقال برئيل إن تلاقي المصالح بين إسرائيل وروسيا والولايات المتحدة في المسألة الإيرانية هو الذي اثمر فكرة عقد قمة المستشارين للأمن القومي في إسرائيل، مئير بن شبات ونيكولاي باتروشيف وجون بولتون، لـ«مناقشة التطورات كشركاء متساوين، وليس مواضيع ثنائية». وكشف عن تقديرات مراجع سياسية اسرائيلية ان الولايات المتحدة ستعترف بالنظام السوري وتزيل العقوبات المفروضة على دمشق، مقابل أن تعمل روسيا على سحب القوات الإيرانية منها. وأضاف أن عقد هذه القمة، حتى لو لم تثمر عن نتائج محددة فوراً، فإنها توضح لإيران ودول المنطقة أن المحور الروسي – الأميركي – الإسرائيلي هو «العرض الجديد والرسمي الذي يقرر خريطة الطريق الجديدة في الشرق الأوسط»، ولكن من دون التقليل من اهمية النفوذ الايراني، مشيراً الى تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف التي قال فيها إن «احتمالات أن تستطيع روسيا صد النفوذ إيران في سوريا هي غير واقعية». واشار برئيل الى أن روسيا لم تلتزم بتعهدها في إبعاد القوات الإيرانية مسافة 80 كيلومتراً عن الحدود مع إسرائيل، حيث إن باتروشوف قدّم لنظيره الإسرائيلي بن شبات، قبل نحو 6 أشهر، اقتراحا روسيا بسحب القوات الإيرانية مقابل عدم فرض عقوبات اقتصادية على إيران، ورفضت إسرائيل الاقتراح وجرى فرض العقوبات. وأضاف برئيل ان هناك احتمالا آخر، وهو الضغط على بشار الأسد لإبعاد القوات الإيرانية، باعتبار أنه هو الذي استدعاها، وعندها ستجد طهران صعوبة في البقاء في سوريا، لا سيما أن الثمن الذي سيحصل عليه الأسد في المقابل ليس قليلا، كالاعتراف الأميركي بنظامه، والتزام إسرائيل بعدم مهاجمة بلاده بعد إخراج القوات الإيرانية، والتزام السعودية بالمساعدة في إعادة الإعمار، إضافة إلى الدعم الاستراتيجي الروسي، ولكن الأسد سيجد صعوبة في تبرير ذلك لإيران، وبالتالي فإنه سيكون مضطراً للاعتماد على روسيا والولايات المتحدة وإسرائيل. وختم برئيل بالقول إن الأسد غير ملزم حتى الآن باتخاذ قرار بهذا الشأن، فالحرب لم تنته بعد، ولم يعرض عليه أي «إغراء» أميركي، ولكن «لحظة الحسم تقترب». احتدام المعارك بريف حماة تواصلت المعارك والاشتباكات المسلحة بين فصائل المعارضة والنظام السوري في مناطق عدة بريف حماة الشمالي، وذلك بعد يومين من إعلان المعارضة لهجوم مضاد يصد النظام وحلفاءه في وقت يضغط النظام بشكل كبير، لاستعادة قريتي تل ملح والجبين شمال غرب حماة بدعم جوي روسي. واندلعت اشتباكات عنيفة تمكّن مقاتلو الفصائل من التصدي للقوات المهاجمة ودمروا دبابتين وقتلوا عددا كبيرا من قوات النظام. ونقلت شبكة إباء التابعة لجبهة النصرة عن مصدر عسكري تأكيده أن 10 من قوات الأسد قتلوا بعد استهدافهم من مقاتلي هيئة تحرير الشام، أثناء تواجدهم في سيارتهم على محاور ريف حماة الشمالي. بدوره، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «الفصائل المقاتلة والإسلامية ومجموعات متطرفة لا تزال تسيطر على قرية تل ملح الاستراتيجية وعلى الجبين، لكنها انسحبت من قريتي كرناز والجلمة»، وأن حصيلة الخسائر الأخيرة خلال أقل من 40 ساعة فاقت الـ120 قتيلا من الجانبين . (ا ف ب، رويترز)
مشاركة :