السعدون... وفهد الأحمد

  • 6/9/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

لم ينصلح حال كرة القدم الكويتية، سواء على يد الاتحاد الحالي ولا السابق له، وربما لن ينصلح بتاتاً، نتيجة انعدام الفكر الاحترافي والتخطيط المدروس. كل الأمور التي تحكم اتحاد العديلية فيها من الفوضى و«الخربطة» والتسرع الكثير الكثير. اتحادات لا تعرف إلا مجاملة أندية على حساب أندية، فضلاً عن تعيينات «براشوتيّة» بـ«كروت توصية وميانة»، و«طلبتك» و«تكفه... عطيتك». اللافت أن انجازات الاتحادات «القديمة»، من بطولات كأس خليج الى كأس آسيا وأولمبياد وكأس العالم، جاءت على الرغم من صراعات إدارية بين الأندية وغياب الكفاءات الإدارية والفنية والدوري القوي والمسابقات المحلية ذات القيمة الفنية العالية، بل ساعد فيها وجود شخصية قيادية قوية ومهيبة ومحترمة، من أمثال العم احمد السعدون والشهيد فهد الاحمد. فالكل يقف احتراماً وتقديراً لهاتين القيادتين اللتين ساهمتا في تدعيم أسس اتحاد اللعبة الأكثر شعبية وجماهيرية. لم يعاصر كاتب هذه السطور فترة رئاسة السعدون عن قرب كإعلامي رياضي لكن ما كان يسمعه من لاعبين عايشوه، وتابعوه من تحضيرات موسمية ومشاركات للمنتخبات، كشفت مكانة هذه الشخصية الرياضية الفذّة التي يكفي انها قادت، وبكل فخر، آسيا إلى طرد الكيان الصهيوني من عضوية الاتحاد القاري. أما الشهيد فهد الاحمد، فقد كان كاتب هذه السطور محظوظا جداً بأن يكون قريباً منه طوال الفترة التي ترأس فيها الاتحاد وامتدت 13 عاما إلى يوم استشهاده. فقد وجدت فيه ذاك القيادي الذى ينتزع حقوق الرياضيين ويقاتل من اجل إيجاد رياضة كويتية قادرة على المنافسة والتطور. اتسمت ادارته للاتحاد بـ«دكتاتورية ايجابية» وضعت «الأزرق» على سكة «العالمية» بتعاون اعضاء مجالس ادارات لعل نصفهم لم يمارس كرة القدم بيد أنه صنع منهم اداريين جيدين يدركون واجباتهم ودورهم المطلوب من دون بهرجة اعلامية كاذبة. لا شك في أننا فقدنا نوعية تلك القيادات منذ ابتعاد واستشهاد «الرمزين» أحمد السعدون وفهد الاحمد، خصوصاً أن القيادة لا تشترى ولا يجري وهبها. القياده فن وعلم ودراية وشخصية، وهذه صفات ربّانية ونتاج تربية وصقل وشخصية. عندما نتابع تخبطات وقرارات وتعاطي اتحاد كرة القدم مع الملفات، في هذا الزمن الأغبر الذي يشهد تراجعاً مخيفاً للعبة على مستوى المنتخبات والأندية والمتابعة الجماهيرية، نعي عمق التخلف الاداري الذي زاد عن حده نتيجة غياب القيادة الرياضية المناسبة. لن ينصلح «اتحاد العديلية» إلا بوجود شخصية قوية ونافذة تعرف كيفية تسيير الامور وتضع حداً لعهود من الضعف والتخلف قضت على هيبة الكرة الكويتية والرياضة بشكل عام، لسنوات... نتمنى ألا تطول.

مشاركة :