انطلقت قبل أيام قليلة (عاصفة الحزم) كبرهان تطبيقي عابر للزمن على قول النابغة الجعدي: وَلا خَيْرَ في حِلْمٍ إذَا لَمْ يَكُنْ لَهُ بَوَادِرُ تَحْمِي صَفْوَهُ أَنْ يُكَدَّرَا وَلاَ خَيْرَ في جَهْل إذَا لَمْ يَكُنْ لَهُ حَلِيْمٌ إذَا ما أوْرَد الأمْرَ أصْدَرَا فَفي الحِلْمِ خَيْرٌ في أُمورٍ كَثِيرةٍ وفي الجَهْلِ أحْيَاناً إذَا مَا تَعَذَّرا وفي حالة الحرب لا يوجد حياد ولا أنصاف حلول فإما أن تكون مع بلدك في موقفه السياسي والعسكري أو ضده، وفي حالة الحرب يأتي دور الشعر في التعبير عن المشاعر الوطنية ورفع الروح المعنوية وبث الحماسة في النفوس وقد تسابق شعراء الوطن منذ اللحظة الأولى لانطلاق العاصفة مناصرين للوطن ومؤيدين للقيادة وعلى الرغم من أهمية الشعر الشعبي ودوره الوطني والإعلامي في مثل هذه المواقف والأزمات إلا أن لاحظنا للأسف أن هؤلاء الشعراء لجأوا إلى وسائل الإعلام الجديد عبر اليوتيوب وتويتر والواتساب وغيرها لبث قصائدهم وإخراجها بالطريقة التي يرونها مناسبة، نعم قد يكون ذلك اختيارهم بسبب سرعة الانتشار أو سهولة الإدراج أو هامش الحرية أو اختيار التوقيت؛ ولكن أين دور وسائل الإعلام الرسمي وخصوصاً الإذاعة والتلفزيون؟! وهو الأمر الذي جعلني أوجه رسالة إلى رئيس هيئة الإذاعة والتلفزيون عبر حسابه في تويتر نصها:" أعرف موقف نائبكم السلبي من الشعر الشعبي ولكن أتمنى أن تتاح الفرصة لشعراء الوطن في تلفزيون الوطن للتعبير عن مشاعرهم نحو الوطن" وبالطبع لم يكلف رئيس الهيئة نفسه عناء الرد على الأقل حتى كتابة هذا الموضوع كما فعل نائبه من قبل حين واجهناه بموقفه السلبي المعلن من الأدب الشعبي هنا في هذه الزاوية عندما تحدثنا عن (يوم الوديعة) في أعقاب الاعتداء الآثم على منفذ الوديعة في رمضان 1435ه وذلك في العدد 16823 من هذه الجريدة. السؤال الذي يفرض نفسه: لماذا لا تقوم هيئة الإذاعة والتلفزيون بمراجعة ما نص عليه نظامها ورؤيتها ورسالتها وأهدافها؟! لعلها تقوم بعد ذلك باحتواء شعراء الوطن وتخصيص برامج لهم للتعبير عن مشاعرهم الوطنية وبث الحماسة والتشجيع في نفوس العسكريين والمدنيين من أبناء الوطن في هذا الوقت بالذات! وإلا فإن بعض الشعراء لديهم الاستعداد لإنتاج قصائدهم إذا كان هذا هو السبيل لعرضها في التلفزيون السعودي!! وأخيراً لنتأمل بعض أبيات الشاعر الرائع مرزوق الثبيتي في عاصفة الحزم: دق ناقوس الخطر منّا ومنّا واستعنّا واحدٍ ما فيه غيره لا توكلنا على الله واستعنّا ما حسبنا للكبيرة والصغيرة لا يهمّك لا يهمّك يا وطنّا لو مقابيس الخطر في كل ديرة الملك ذخر الفهد والشعب حنّا من طمع في دارنا حسْنا مريره علّم الحوثي وردّ العلم عنّا كان قام الحرب قلنا الحرب خيرة أبك لولا طيبنا وفعول أهلنا ما تسلطنّا على شبه الجزيرة
مشاركة :