لماذا تشتمون حسن نصر الله؟ - مازن السديري

  • 4/1/2015
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

أستغرب ردود العامة ضد حسن نصر الله عبر وسائل الإعلام خصوصاً المحلية لسببين؛ الأول: الرجل هامشي في المعادلة، ولو يسقط النظام السوري فهو أول الهاربين، والآن بدأ وسواس تكرار نفس التجربة العربية والسعودية على اليمن الشقيق أن يحدث في سورية مستقبلاً ، ويتصاعد هناك مثيراً معه الكثير من الخوف والقلق، وأنه برغم أسعار البترول الحالية فإن المملكة تقدم مصلحة الأمن القومي على المعطيات الاقتصادية المتذبذبة والمؤقتة، كما أن المملكة في كل الحالات تمتلك احتياطياً نقدياً بعكس إيران. السبب الثاني: نصر الله لا علاقة له باليمن سوى المصالح الإيرانية، وجميع المصالح الخارجية سواء إيران أو منظمات القاعدة وغيرها تدور حسب (بهلوان) السياسة العربية علي عبدالله صالح.. وأنا هنا لا أشتمه، ولكن أصفه، لأنه طيلة عمره يعيش على المساومات منذ أن استلم إدارة اليمن في أواخر السبعينيات عبر انقلاب عسكري، ومراقبته لتدهور الأوضاع في اليمن الجنوبي، وعمله بهدوء لزيادة الصراع والعزلة الجنوبية حتى انفجار أحداث عام 86م؛ التي قتل فيها رموز اليمن الجنوبي مثل أحمد عنتر وغيره من القادة الكبار في المجزرة الشهيرة داخل مبنى الحزب، ولم يتبقَ سوى علي سالم الذي استدرجه علي صالح بمهارة وعقد الوحدة ثم همّشه بهدوء وقمع محاولة الانفصال عام 94م. وخلال هذه السنوات أخذ يضرب القيادات ببعضها ويسبق القوى السياسية للمدنية بالتقارب مع المواطنين وفتح الحريات، حتى أعلن عام 2006 تسليمه السلطة ثم اعتقل أشرس المعارضين، وعاد ليقول أتراجع بناء على طلب الجماهير، وصنع علاقات دولية بمهارة مع الخليج وإيران وصدام حتى إسرائيل، وكان له لقاء شهير مع (بيريز) في باريس عام 96م خلال جنازة الرئيس ميتران، واشترى من استطاع من القيادات الأفريقية القريبة منه لتسهيل دخول وخروج بعض ثروته. والحديث عن ثروته لا يتوقف؛ فحسب تصنيف الأمم المتحدة تقدر بحوالي 62 مليار دولار لبلد يعد أفقر بلد عربي.. نسبة الفقر تصل إلى 45% من الشعب.. والعاطلون 33%، والزراعة للأسف تقوم بشكل رئيسي على القات الذي يزداد نموه نحو 6% سنوياً، الزراعة هي أكبر نشاط في اليمن الحبيب ومع ذلك مهملة، والآبار تجف، كما تآكلت آبار البترول التي كانت تصل إلى 440 برميلاً، والمناطق التاريخية والسياحية أصبحت مهجورة مع الاختطافات والاضطرابات الأمنية التي يتحمل مسؤوليتها، في يوم من الأيام بلغ سياح اليمن 250 ألف سائح. للأسف اليمن الغني بالموارد الطبيعية والآثار والتاريخ والمناظر الطبيعة والزراعية تعرّض لحكم مبني على اللصوصية أسّسه علي صالح.. اليوم الطاقة الكهربائية في اليمن لا تتجاوز "1 جيجا" لشعب بحدود 24 مليون نسمة.. علاج المشكلة استئصال علي صالح وإعادة بناء ثروات اليمن، أما حسن نصر الله فلا يزيد على كونه مادة للتسلية الإعلامية، حتى اسمه أصبح (حسن زمارة) في لبنان.

مشاركة :