قطر تحسم معركة المكانة الدولية وتحاصر دول الحصار

  • 6/9/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الدوحة - الراية: نجحت قطر في حسم معركة العلاقات العامة التي شنتها دول الحصار لتشويه صورتها دوليًا بكشفها الحملات المأجورة ضدها من جهة وتعزيز مسيرة نهضتها ومكانتها الدولية من جهة أخرى. ورغم مرور عامين على الحصار، تلقت جماعات الضغط السعودية والإماراتية في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، صفعات متتالية ضد حملات تشهير وتشويه سمعة قطر وتجلت في أبرز صورها بتأكيد الاتحاد الدولي لكرة القدم، استضافة قطر لمونديال ٢٠٢٢، بعد أن أنفقت دول الحصار مليارات الدولارات على شركات العلاقات العامة وجماعات الضغط لإلحاق الضرر بسمعة قطر وتجريدها من البطولة أو حتى مشاركتها شرف الاستضافة دون جدوى. كما كشفت العديد من وسائل الإعلام الغربية التي لجأت إليها الرياض وأبوظبي في بداية الأزمة، عن عدم قناعة العالم بأسباب الحصار المفتعلة ضد قطر وأكدت أنها أصبحت أكثر قوة واستقلالية بعد عامين من الحصار الجائر على شعبها، فيما انقلب السحر على الساحر بانتقادات لاذعة من جانب هذه الوسائل الغربية ضد السعودية والإمارات لانتهاكهما حقوق الإنسان في الداخل والخارج خاصة بعد جريمة اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول والجرائم ضد الإنسانية في حرب اليمن.   محاور أساسية تمحورت حملات شركات العلاقات العامة الممولة من جانب دول الحصار ضد قطر حول عدد من المحاور الأساسية أبرزها شن حملات دعاية في الغرب للإمعان في تشويه صورة قطر بربطها بالإرهاب، وعدم أحقيتها باستضافة مونديال ٢٠٢٢ وأنها تعيش عزلة دولية واقتصادها يتدهور.   صفعات متتالية وبلغة الأرقام والحقائق وجّهت قطر صفعات متتالية زلزلت دول الحصار خلال عامي الأزمة. وحول مزاعم العزلة تشير حقائق الأمور في أهم أبعادها على سبيل المثال لا الحصر، إلى قيام حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى بزيارة ٣٧ دولة في خمس قارات، تم خلالها توقيع اتفاقيات تعاون وشراكة استراتيجية مع دول بحجم الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا وروسيا والصين وكوريا واليابان وغيرها من الدول الصديقة إلى جانب اتفاقيات نوعية مع كيانات دولية مرموقة مثل الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي «الناتو» وغيرها من المنظمات والدول التي حرصت على توطيد العلاقات مع الدوحة فضلاً عن استقبال قطر للعديد من رؤساء وقادة العالم خلال عامي الحصار خلال منتدى الدوحة واجتماعات الاتحاد البرلماني الدولي بحضور ممثلي ١٦٠ دولة لتوجه بذلك صفعات قوية لمزاعم عزلة قطر التي لا تزال تروّجها دول الحصار التي تعيش حالة هذيان وإنكار غير مسبوقة في تاريخ الأزمات الدولية. مونديال ٢٠٢٢ وبينما تمركزت معظم حملات التشوية التي تقودها شركات العلاقات العامة بتمويل من دول الحصار ضد قطر حول استضافة مونديال ٢٠٢٢ وترويج أكاذيب عن سحب البطولة من قطر كل صباح ومساء، أكد الاتحاد الدولي لكرة القدم مرارًا وتكرارًا أن قطر هي المستضيف الوحيد للبطولة وأعرب عن ثقته أنها ستنظم بطولة مبهرة للعالم أجمع. نمو الاقتصاد ومن ناحية الاقتصاد الذي تدّعي الحملات المشبوهة تدهوره، أعلن البنك الدولي تصاعد معدل النمو في قطر ليصل إلى ٢.١ عام ٢٠١٨ مع توقعات بارتفاعه إلى ٣ % العام الجاري على أن يصل إلى ٣.٤ % عام ٢٠٢١، فيما تحافظ قطر على احتياطيّ نقديّ يبلغ ٤٠ مليار دولار وثروة صندوق سيادي بقيمة ٣٣٥ مليار دولار، فضلا عن انتشار المنتج القطري في الأسواق لأول مرة وتحقيق معدلات غير في الاكتفاء الذاتي بلغت ٨٠٪ في قطاع الدواجن على سبيل المثال لا الحصر. نهج قديم متجدد وتواصل دول الحصار نهجها الصبياني القديم المتجدد منذ بداية الأزمة باستهداف قطر وسمعتها عبر جماعات الضغط وشركات العلاقات العامة وإطلاق جيوش إلكترونية للملاحقة والتشويه حيث أظهرت رسائل بريد إلكتروني مسرّبة أن مسؤولين إماراتيين تآمروا مع مجموعة متنوعة من جماعات المصالح وجماعات الضغط لشن حملة تشهير ضد قطر قبل فرض الحصار بفترة طويلة. وقد حدد خبراء الاستخبارات وخدمات الأمن السيبراني في قطر أن الإمارات هي من تقف وراء قرصنة وكالة الأنباء القطرية، والتي أشعلت الأزمة الخليجية برمّتها.   انقلاب السحر على السحرة بانهيار سمعة دول الحصار أثبتت تطورات الأزمة الخليجية مع تعزيز قطر لمكانتها إقليميا ودوليا، انهيار سمعة دول الحصار، وانقلاب السحر على السحرة خاصة بعد الانتقادات الدولية الكبرى لتورط الرياض وأبو ظبي في حرب اليمن وانتهاكات حقوق الإنسان على أراضيها وأيضا جريمة اغتيال خاشقجي الوحشية. ورغم تمويل دول الحصار لجماعات ضغط ضد قطر وتنظيمها احتجاجات وهمية في الولايات المتحدة وأوروبا وخارجها كجزء من محاولات فاشلة لنشر اتهامات زائفة ضد قطر والتلاعب بمواقفها وآرائها، إلا أن السحر كان دائمًا يعود على الساحر، بفضح هذه الحملات في كل مرة وتشويه سمعة منظميها في نظر المجتمع الدولي.                      جماعات الضغط الغربية تكشف غياب الدعم الشعبي للحصار كشف اعتماد دول الحصار على شركات علاقات عامة وجماعات ضغط غربية للترويج لمخططاتها الخبيثة ضد قطر عن افتقادها لدعم شعبي من مواطنيها لهذه المخططات. ورغم الإساءات التي تروجها بعض الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي إلا أن ما كشفته تحقيقات إعلامية عن الذباب الإلكتروني والحسابات الوهمية يؤكد إفلاس دول الحصار وعجزها عن النيل من سمعة قطر بدعم شعبي واسع من مواطنيها. وفي نوفمبر ٢٠١٨، كشف تقرير للكاتب جيان فولبيسلي نشره على موقع وايرد البريطاني تحت عنوان «شركة علاقات عامة توظف كلابًا مأجورة لمهاجمة قطر وآبل»، كشف أن شركة علاقات عامة تشن حملة لتشويه سمعة دولة قطر وشركة آبل والنشطاء الأمريكيين في مجال البيئة وذلك من خلال نشر مقالات وأخبار كاذبة عن تلك الجهات والترويج لها في وسائل التواصل الاجتماعي، وبين التقرير أن الخط التحريري للموقع ربما يكشف من الممول حيث إنه يعمل على وضع الأخبار المسيئة لدولة قطر في الواجهة بينما يتناول أخبار دول الحصار وأمريكا بصورة إيجابية وينشر تقارير عن احتفالاتهم بروابط الصداقة والشراكة من أجل السلام ومحاربة التطرف ومكافحة الإرهاب، مايرجح وقوف دول الحصار وراء حملة تشويه سمعة قطر. التحريض ضد قطر وصل ألعاب الفيديو لم تسلم ألعاب الفيديو على الهواتف النقالة من طفولية الأنظمة الحاكمة في دول الحصار، وتوظيفها سياسيًا لتشويه صورة قطر بربطها بالإرهاب عبثا. وتضمن تحريض دول الحصار على قطر، دفع شركة في السويد لإنتاج ألعاب فيديو تستهدف الشباب وتصوّر المواطن القطري على أنه إرهابي يجب محاربته. كما تم إنتاج لعبة أخرى باسم عاصفة الحزم تؤيد الحرب في اليمن، في استغلال صارخ لوسائل الترفيه لتوجيه رسائل سياسية من أنظمة طفولية تغامر بحاضر ومستقبل المنطقة ولا تدرك حجم المخاطر ولا تفقه آليات إدارة الأزمات الدولية. إطالة الأزمة تعمق انحطاط دول الحصار أكّدت قطر منذ البداية أنه كلما طالت الأزمة الخليجية، تضررت سمعة دول الحصار أمام العالم، وأصبح حلّ خلافاتها مع قطر أكثر صعوبة. ففي أغسطس ٢٠١٧، قال سعادة الدكتور مطلق بن ماجد القحطاني المبعوث الخاص لوزير الخارجية لمكافحة الإرهاب والوساطة في تسوية المنازعات، إنه حان الوقت للتخلي عن حملات العلاقات العامة والحصار والإنذارات وتكتيكات الضغط. ولا بدّ من الاجتماع على طاولة المفاوضات، حتى نتمكّن من التوصل إلى حلّ عادل ونزيه لأزمة الخليج. وأوضح، في مقال نشرته صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، تحت عنوان «قطر لن تخضع للترهيب» أنّ حملة التشويه ضد قطر سلّطت الضوء على التاريخ المخجل والمُمارسات السيئة للسعوديين والإماراتيين أنفسهم، لافتاً إلى أنّ 15 من الخاطفين الـ 19 المُنفّذين لهجمات 11 سبتمبر كانوا سعوديين، كما شارك مُواطنان إماراتيان في عمليات الاختطاف التي وقعت في 11 سبتمبر. وأن الكثير من تمويل الهجمات تدفَّق من خلال الإمارات، التي كانت مركزاً عالمياً لغسل الأموال.                       دول الحصار تفشل في اختراق ألمانيا لتشويه قطر كشفت التطورات الأخيرة عن فشل محاولات دول الحصار في توظيف شركات علاقات عامة في ألمانيا لتشويه صورة قطر لدى واحدة من أقوى الحلفاء الإستراتيجيين للدوحة. وأشار تقرير بثّته قناة الجزيرة مؤخراً إلى تحقيق أجرته صحيفة بيلد الألمانية عن تمويل السعودية لجماعات ضغط وتعاقدها مع شركات علاقات عامة لمحاولة اختراق البرلمان الألماني والمستشارية الألمانية والأحزاب السياسية الفاعلة هناك بهدف تشكيل رأي عام لتحسين سمعة السعودية من جهة وتشويه صورة قطر من جهة أخرى. وكشفت التحقيقات الإعلامية الألمانية أن جماعة الضغط السعودية في برلين كانت تطمح إلى اختراق البرلمان الألماني لتحسين صورة المملكة ولكن بعد جريمة اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول، قامت هذه الشركات بإلغاء العقود.                       خلط الدين بالسياسة حلال ضد قطر امتدّ انتصار قطر على مخططات الاستعانة بشركات العلاقات العامة لتشويه صورتها إلى سقوط الأقنعة الزائفة عن الأئمة والدعاة الذين استخدمتهم دول الحصار للهجوم على قطر. ويبرز استخدام دول الحصار للدعاة والمشايخ لشرعنة الحصار وخدمة مواقفها السياسية فيما تتّهم هذه الدول قطر بدعم جماعات الإسلام السياسي التي تخلط الدين بالسياسة. ويبرز استخدام دول الحصار للدين لتبرير الإجراءات الظالمة بحقّ قطر وأهلها وتطويع النصوص الشرعية لخدمة أهداف الحصار، حيث سبق أن قال إمام الحرم المكي السديس إن الإجراءات ضد قطر سديدة، بينما قال مفتى السعودية إن القرارات التي تمّ اتخاذُها بحق دولة قطر مبنية على الحكمة والبصيرة وفيها فائدة للجميع. دول الحصار تخسر مليارات شراء الذمم ضد قطر على مدار عامَي الأزمة الخليجية، تكبدت دول الحصار خسائر بمليارات الدولارات أنفقتها على حملات مسعورة لتشويه سمعة قطر. ولم تتوانِ دول الحصار عن شراء الذمم وإطلاق هذه الحملات مدفوعة الأجر ضد الدوحة دون جدوى. وفيما تواصل دول الحصار عرض الانحطاط والنخاسة، يبقى خالداً في ذاكرة العالم، تأجير دول الحصار لفتيات من أوروبا الشرقية لحضور مؤتمر ضد قطر في مدينة ميونخ الألمانية العام الماضي، ثم استئجار أشخاص لتنظيم احتجاج وهمي ضد قطر قرب دوانينغ ستريت، حيث مقرّ رئاسة الوزراء البريطانية في يناير هذا العام، بينما كشفت صحيفة إندبندنت البريطانية عن أن قطر ضحية حملة تشهير مدفوعة الثمن، حيث تظاهر أشخاص مأجورون ضدها خارج مقرّ الأمم المتحدة، مشيرة إلى أنّ كل مشارك قبض ما يعادل مئة دولار مُقابل مُشاركته.

مشاركة :