كتب - طوخي دوام: تستأنف بورصة قطر نشاطَها اليوم عقب عطلة عيد الفطر المُبارك، وسط توقّعات بمُواصلة مُؤشّر السوق ارتفاعاته التي أنهى بها الأسبوع الأخير من شهر رمضان الفضيل بدعم من عمليات الشراء من المُستثمرين على الأسهم، خاصةً في قطاعات العقارات والبنوك، ومُعززاً باقتصاد قويّ وإقبال كبير من المُحافظ والمُؤسّسات الأجنبية على الاستثمار في بورصة قطر عقب إضافة 3 شركات قطرية على مؤشّر مورجان استنانلي للأسواق الناشئة. وتنطلق اليوم عملية تجزئة الأسهم في بورصة قطر من 10 ريالات إلى ريال واحد فقط، والتي سوف تستمرّ على مدى 21 يوماً، بمعدّل شركتَين كل جلسة تداول تقريباً، وسوف تتمّ عملية التجزئة بعد نهاية جلسة التداول، على أن يتم التعامل مع القيمة الاسمية الجديدة والقيمة السوقيّة المعدّلة للسهم في يوم العمل التالي. وتهدف هذه الخطوة إلى زيادة آفاق الاستثمار في السوق المالي وتوسيع قاعدة المُساهمين فيه وجذب مزيد من صغار المُستثمرين وتعدّد فرص الاختيار أمام كافة المتعاملين في بورصة قطر وزيادة نسبة السيولة ومعدل دوران التداول على الأسهم المدرجة في السوق، حيث تسعى الهيئة بذلك إلى تحقيق رسالتها التي تهدف إلى تنظيم سوق رأس المال وتطويره، وتوافقاً مع خطة الهيئة الإستراتيجية المُتناغمة مع خُطة القطاع المالي للدولة. ومن المقرّر أن تتم تجزئة أسهم البنك التجاري، وبنك قطر الأوّل، اليوم، وذلك بعد إنهاء جلسة التداول، ثم البنك الخليجي، ودلالة القابضة غداً، والدولي الإسلامي، والإجارة 11 يونيو، ثم QNB، والبنك الأهلي في 12 يونيو. وسوف يتمّ تجزئة أسهم كل من مصرف قطر الإسلامي، وبنك الدوحة 13 يونيو. وسيتمّ تجزئة أسهم مصرف الريان في بداية الأسبوع الثاني من عملية التجزئة، كما سيتمّ تجزئة أسهم كل من الميرة، والمناعي في 17 يونيو، بينما تتمّ تجزئة أسهم كل من شركة ودام، وشركة زاد القابضة، والقطرية الألمانية الطبية في 18يونيو. ويتوالى تجزئة أسهم باقي الشركات حسب الجدول المنشور. جاذبية الأسهم وقال ناصر العبدالغني، مُدير إدارة العمليات ببورصة قطر إنّ تجزئة الأسهم تعزّز من أداء السوق وجاذبية الأسهم وتُسهم في تنويع الخيارات أمام المُستثمرين، مُشيراً إلى أن البورصة أنهت استعداداتها لعملية تجزئة الأسهم والتي سوف تنطلق اليوم، وذلك بعد نهاية فترة التداول على أن يتمّ العمل بالقيمة الاسمية الجديدة والقيمة السوقية المعدلة للسهم في يوم العمل التالي. وأضاف العبد الغني في تصريحات لالراية الاقتصادية إنّه سيتمّ نشرُ عملية التجزئة وجدول تفصيلي يوضح تاريخ التجزئة لكل شركة من الشركات المُدرجة التي ستخضع أسهمها للتجزئة، وذلك على الموقع الإلكتروني لكل من بورصة قطر، وشركة قطر للإيداع المركزيّ للأوراق المالية. وأشار إلى أنّ التجزئة تهدف إلى تغيير وحدات المُزايدة السعرية على النحو الذي يتناسب وأسعار الأسهم في السوق، وتوسيع فرص الاختيار أمام المُستثمرين، فضلاً عن تنظيم سوق رأس المال وتطويره بما يتناغم مع خُطة القطاع المالي في الدولة. وأشار للاختبارات اللازمة التي قامت بها البورصة على أنظمتها لتواكب عملية تجزئة القيمة الاسمية للسهم، وذلك بالتنسيق الكامل مع كل من هيئة قطر للأسواق المالية، وشركة قطر للإيداع المركزيّ للأوراق المالية. عودة النشاط هذا، ويعاود سوق الأسهم اليوم نشاطه تزامناً مع عودة الحركة المصرفية للبنوك المحلية، بالإضافة إلى العمل بتجزئة الأسهم والتي من شأنها أن تُعطي دعماً معنوياً للمُساهمين، لذلك من المتوقّع دخول قوى شرائيّة وقيام بعض المُحافظ باتّخاذ مراكز مالية جديدة في النصف الثاني من العام الحالي، وهو ما يعطي صورة إيجابيّة لأداء المؤشّر الفترة المُقبلة. وكشف المسار الصاعد للسوق خلال شهر رمضان، تأثّره بإقبال المُستثمرين الأجانب على الشراء، وسجلت تعاملات السوق خلال الجلسات الماضية نمواً واضحاً، بعد أن ارتفعت معنويات غالبية المُستثمرين بالسوق، حيث ارتفعت السيولة داخل قاعات التداول خلال الأسبوع الماضي، ودخلت قوى شرائية جديدة حفزت المؤشّر على مواصلة الارتفاع. وقد كان للأداء الجيد الذي غلف ارتفاع المؤشّر في الجلسات الأخيرة من شهر رمضان دلائل بعثت الطمأنينة والارتياح في أوساط المُتعاملين الذين استبشروا خيراً بترافق ارتفاع أحجام التداول بارتفاع مماثل على أسعار الأسهم. وتوقّع اقتصاديون وخبراء أن تشهد تعاملات السوق تحسناً في النصف الثاني من العام الحالي سواء على صعيد أحجام التداول أو أسعار الأسهم، وأكّدوا أن بورصة قطر بها جميع مقومات تحقيق أداء أفضل على صعيد الأسعار وأحجام التداول، وقالوا: إن البورصة مهيأة بشكل كبير لمُواصلة ارتفاعاتها القوية وتحطيم مستويات المقاومة لأسعار الأسهم والمؤشرات، لكن فقط تنقصها محفزات إيجابية قوية على رأسها إعلان الشركات عن نتائجها النصفية. ويرى الخبراء أن تعاملات شهر رمضان حملت إشارات جديدة حيال المسار المُرتقب في المرحلة برسائل تفيد باحتمال دخول السوق حالة من الانتعاش على وقع بيانات الشركات المالية والتي يقول كثيرون إنّ رياحها حملت بذور التغير الإيجابي لأداء اقتصاد البلاد بشكله الكُلي، فضلاً عن مؤسّساته العاملة على المستوى الجزئي. وأكّدوا أنّ السوق يسير في الاتجاه الصحيح، حيث سجّل عدّة مكاسب، مُعتبرين أنه توجد رغبة لدى عموم المُستثمرين في الشراء. قدمت إيضاحات حول التجزئة.. قطر للأسواق المالية: تجزئة الأسهم لن تؤثر على حقوق المساهمين نشرت هيئة قطر للأسواق المالية على موقعها في توتير فيديو يوضح آلية تجزئة الأسهم، وكيفية التعامل معها. وكانت الهيئة قدّمت توضيحات بشأن تجزئة الأسهم، مُشيرة إلى أنّ تجزئة السهم عبارة عن زيادة عدد أسهم الشركة إلى عددٍ أكبرَ من الأسهم بقيمة اسمية أقلّ، دون أي تأثير أو تغيير في حقوق المساهمين وبما لا يؤثّر على إجمالي القيمة السوقية لمحفظة العميل. وأكّدت على تعزيز الاستثمار وتوسيع قاعدة المُساهمين، وجذب صغار المُستثمرين وزيادة نسبة السيولة ومعدل دوران التداول على أسهم الشركات المُدرجة في السوق، وتعزيز جاذبية السوق للمُستثمرين. وأشارت إلى أنّ تجزئة الأسهم ستؤدّي إلى مُضاعفة عدد الأسهم المُتاحة للتداول بمقدار 10 مرات للشركات، أما القيمة السوقية للشركات المُدرجة، فهي ثابتة. وشدّدت الهيئة على أنّ الأرباح التي توزعها الشركات على المُساهمين لن تتأثّر بعملية تجزئة الأسهم. وأشارت إلى أنّ ربحية السهم الواحد ستنخفض نتيجة زيادة عدد الأسهم، لكن قيمة صافي الأرباح ستكون هي ذاتها في المحصلة النهائية سواء قبل أو بعد التجزئة. وأعلنت عن الجدول الزمني لبدء تنفيذ تجزئة القيمة الاسمية للأسهم لكل شركة مُدرجة من 10 ريالات إلى ريال واحد، وذلك اعتباراً من اليوم، وتستمر شهراً، بمعدل شركتَين كل جلسة تداول تقريباً، وسوف تتمّ عملية التجزئة بعد نهاية جلسة التداول، على أن يتم التعامل مع القيمة الاسمية الجديدة والقيمة السوقيّة المعدّلة للسهم في يوم العمل التالي. أكد أن التجزئة تعزز الأداء.. أبو حليقة: المنتجات الجديدة تعزز مكانة البورصة عالمياً أكّد المُستثمر يوسف أبو حليقة أن تجزئة القيمة الاسمية للأسهم تُعتبر نقلة نوعية للبورصة، مُشيراً إلى أن المُنتجات الجديدة تعزّز مكانتها عالمياً، وتمنحها دفعة كُبرى للأمام، وسيكون لها دور قوي على السوق وتزيد من السيولة في السوق وتعطي رغبة قوية لدى المُستثمر بالشراء في هذه الأسهم خاصةً من جانب صغار المُستثمرين. وأشار إلى أنّ شريحة صغار المُستثمرين تعدّ هي الفئة الأكثر استهدافاً من عمليات تجزئة الأسهم، والذي يقضي على استئثار شريحة المُستثمرين ذوي الملاءة المالية الكُبرى للاستثمار بالأسهم الثقيلة ذات القيمة المرتفعة. وقال أبو حليقة إن البورصة تتوفر بها العديد من المحفزات الإيجابية التي تُسهم بدورها في زيادة جاذبية الأسهم وعزّزت من إقبال المحافظ الأجنبية والأفراد على البورصة من خلال عمليات البيع والشراء الواسعة في ظلّ الأسعار المغرية للشراء الحالية، لاسيما على صعيد الأسهم المُتوسطة والصغيرة. وأشار إلى أنّ البورصة تهدف إلى جذب المُستثمرين بتخفيض القيمة الاسمية للأسهم، حيث سيزيد الطلب على الأسهم بما يتجاوز ضعف الطلب الحالي، مُضيفاً إنه يعمل أيضاً على إنعاش السوق من خلال زيادة كمية تداول الأسهم بيعاً وشراءً، حيث إن الطلب على الوحدات الصغيرة يكون دائماً أعلى من الطلب على الوحدات الكبيرة. وتوقع أبو حليقة أن يتجاوز المؤشّر العام للبورصة حاجز 10500 نقطة في الأسابيع القليلة المُقبلة، في ظلّ جاذبية السوق والارتفاع المُتواصل للمؤشّر.
مشاركة :