كتب - طوخي دوام: دخلت بورصة قطر مرحلة جديدة من التطور وذلك مع انطلاق عملية تجزئة القيمة الاسمية للأسهم وهي الآلية التي ستغير من نمط التداول، وزيادة حجم السيولة بالسوق، ويعزز ثقة المستثمرين في الأجواء الإيجابية للاستثمار المباشر في بورصة قطر التي باتت سوقاً مالية متقدمة تتوفّر فيها كل مقومات النجاح والاستدامة. وحققت البورصة مستويات قياسية جديدة بنهاية تداولات أمس وسط إقبال شديد من المستثمرين الأجانب وذلك بالتزامن مع بدء تطبيق عملية تجزئة الأسهم من 10 ريالات إلى ريال واحد فقط، وحقق مؤشر البورصة ارتفاعًا قويًا بنسبة 2.02% وأغلق عند مستوى 10503 نقطة، ليصل لأعلى مستوى له في 4 أشهر. وربح رأس المال السوقي للأسهم المقيدة بالبورصة نحو 13.6 ريال، ليصل إلى 579.1 مليار ريال أمس. وجاء ارتفاع السوق أمس بدعم من أسهم قيادية والشركات التي تم تجزئة اسهمها بالفعل، ومن الواضح أن هناك تفاؤلاً بمستقبل السوق خلال الفترة المقبلة وكان ذلك دافعًا للمستثمرين في زيادة مشترياتهم من الأسهم مع وضوح اتجاه السوق والتي خالفت التوقعات واختفى فيه أي تباطؤ لها وبزيادة في التفاؤل بشأن ما ستحققه الأسهم من مكاسب خلال الفترة المقبلة. ومن المقرر أن تطبق عملية تجزئة الأسهم لـ 3 شركات خلال عمليات التداول اعتبارًا من اليوم، حيث أعلنت البورصة على موقعها الإلكتروني أن سيكون إجمالي عدد أسهم بنك الخليج التجاري عقب نتائج تجزئة الأسهم المذكورة 3 مليارات و 600 مليون سهم وسيكون سعر الإغلاق المعدل 1.17 ريال، والحد الأقصى لسعر الأسهم 1.28 ريال، والحد الأدنى 1.06 ريال، فيما سيكون عدد أسهم شركة دلالة للوساطة والاستثمار القابضة 284 مليونًا و160 ألف سهم بسعر إغلاق معدل بقيمة 0.937 ريال والحد الأقصى لسعر الأسهم 1.03ريال، والحد الأدنى 0.844 ريال. وسيكون عدد أسهم شركة قطر وعمان للاستثمار 315 مليون سهم بسعر إغلاق معدل بقيمة 0.85 ريال والحد الأقصى لسعر الأسهم 0.638 ريال، والحد الأدنى 0.522 ريال. تعزيز الاستثمار وتهدف عملية تجزئة الأسهم إلى زيادة آفاق الاستثمار في السوق المالي وتوسيع قاعدة المساهمين فيه وجذب مزيد من صغار المُستثمرين وتعدد فرص الاختيار أمام كافة المتعاملين في البورصة، وزيادة نسبة السيولة ومعدل دوران التداول على الأسهم المدرجة في السوق. وقال الخبراء: إن تجزئة القيمة الاسمية للأسهم سوف يمكن المستثمرين، وخاصة الصغار منهم، من شراء الأسهم القيادية أو التي تعتبر أسعارها عالية، وسيعزز من تدفق الاستثمارات الخارجية والداخلية نحو السوق ويعمل على تعميقها، وسيفتح الباب أمام دخول شرائح جديدة من مستثمرين محليين وأجانب. ولفتوا إلى أن تطبيق هذا المقترح من شأنه أيضاً أن يسهم في تسريع وتيسير الطرح العام الأولي للأسهم بالبورصة. وأضافوا: إن المستثمرين الأفراد هم الفئة الأكثر استفادة من عمليات تجزئة الأسهم، في ظل قدرتهم على تنويع المحافظ، وزيادة الأوزان النسبية لبعض الأسهم في محافظهم المالية، مشيرين إلى أن تخفيض قيمة الأسهم إلى ريال واحد يهدف إلى توسعة قاعدة الاستثمار وتنشيط ودعم سوق الأوراق المالية من خلال دعم وتعزيز القدرات الرقابية للجهات المختصة دون المساس بالمرونة والسرعة الواجبتَين عند التعامل من خلال هذا السوق. إدراجات جديدة وأشاروا إلى أن بورصة قطر أصبحت مهيأة أكثر من أي وقت آخر لاستقبال الإدراجات والمنتجات الجديدة وذلك من خلال الارتفاعات التي شهدها السوق الفترة الماضية ليصل لأعلى مستوى له قبل أن يرتد دون ذلك المستوى متأثراً بعمليات جني أرباح، ولكنه تمكن من استعادة توازنه وواصل مسيرة الارتفاعات، مستهدفاً مستوى 11 آلاف نقطة مرة أخرى وذلك بفضل الوضع المتميز للاقتصاد القطري الذي يُعد من أقوى الاقتصادات العالمية. وأفاد الخبراء بأن تجزئة الأسهم تسهم في تشجيع سوق الإصدار الأوًلي للأوراق المالية وتحقيق التنوّع فيها بما يتلاءم مع خبرة وقدرة المستثمر في السوق من خلال خفض الحد الأدنى للقيمة الاسمية للأسهم لتكون ريالاً بدلاً من 10 ريالات. وتستغرق عملية التجزئة 21 يومًا وتبدأ بقطاع البنوك والخدمات المالية في الفترة من 9 يونيو إلى 16 يونيو، ومن ثم تجزئة أسهم شركات قطاع الخدمات في الفترة من 17 يونيو إلى 20 يونيو، كما تبدأ تجزئة قطاع الصناعة خلال الفترة من 23 يونيو إلى 26 يونيو، وقطاع التأمين في الفترة من 27 يونيو وحتى 30 يونيو، ومن ثم القطاع العقاري يومي 1 و2 يوليو، بينما سيتم تجزئة أسهم قطاع الاتصالات في 3 يوليو وقطاع النقل في 4 يوليو، وتختتم عملية التجزئة بصندوقي المؤشرات المتداولة الإسلامي والتقليدي وشركة قامكو في السابع من يوليو.
مشاركة :