أجمعت المجلات الأسبوعية الفرنسية في أعدادها الأخيرة على أن ملف الأزمة اليمنية قد ألقى بظلاله على أعمال القمة العربية السادسة والعشرين في شرم الشيخ بجمهورية مصر العربية. وتوقفت مطولا عند كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز أمام القادة العرب الآخرين والتي قال فيها إن عملية "عاصفة الحزم" العسكرية التي تقودها المملكة منذ يوم الأربعاء الماضي في إطار تحالف عربي ضد الحوثيين في اليمن ستستمر حتى يعود الأمن إلى هذا البلد. وأكدت مجلة "ليكسبريس" أن القادة العرب الذين شاركوا في هذه القمة ينظرون إلى عملية "عاصفة الحزم" باعتبارها اختبارا حقيقيا للقرار الذي اتخذوه خلال القمة العربية الأخيرة والقاضي بتشكيل قوة عربية مشتركة تساعد الدول العربية على التصدي للتطرف والإرهاب. أما مجلة "لوبس" التي كانت تسمى من قبل "لونوفيل أبسرفاتور"، فإنها أشارت في مقال مطول حول الموضوع إلى أن المملكة العربية السعودية وحلفاءها في عملية "عاصفة الحزم" ماضية فعلا في قصف مواقع المضادات الجوية ومخازن الأسلحة التي كان الحوثيون يعولون عليها لبسط نفوذهم في اليمن. وقالت المجلة إن البحرية السعودية قد حرصت على إجلاء عدد كبير من الدبلوماسيين الذين كانوا في عدن قبيل بدء العملية العسكرية ضد الحوثيين الذين استطاعوا قبل أيام الوصول إلى مشارف هذه المدينة. وأضافت المجلة الفرنسية فقالت إن من الأهداف التي أتلفها الطيران العسكري السعودي في اليمن مجموعة من صواريخ "سكود". ورأت المجلة الفرنسية أن إتلاف هذه الأهداف أمر هام جدا لدى القيادة السعودية نظرا لأن المملكة والدول المتحالفة معها ضد الحوثيين قررت التحرك ضد قوات الحوثيين لأنها لاحظت من خلال صور التقطتها الأقمار الصناعية في شهر يناير الماضي حركة غير عادية تتمثل في نقل عدد هام من صورايخ "سكود" إلى شمال اليمن ووضعها على الحدود اليمينة السعودية على نحو يجعلها بحق تشكل خطرا جسيما على أجزاء مهمة من التراب السعودي. ونقلت مجلة " لوبس" عن دبلوماسيين معتمدين في منطقة الخليج أقوالا تفيد بأن الحوثيين تلقوا في الأشهر الأخيرة دعما لوجستيا وعسكريا هاما من قبل إيران وحزب الله اللبناني وميليشليات عراقية موالية لإيران. (بيادق إيران) وفي السياق ذاته نشرت مجلة " لوبوان" الفرنسية الأسبوعية حديثا أجرته مع السفير الفرنسي السابق في صنعاء جيل غوتييه تحت عنوان صيغ على الشكل التالي: "هكذا تدفع إيران بيادقها" في إشارة إلى الأطراف العربية التي تعول عليها السلطات الإيرانية في منطقتي الشرق الأوسط والخليج لجعل اليمن بوابة تسعى طهران من خلالها إلى بسط نفوذها في الخليج. ويرى السفير الفرنسي السابق في صنعاء أن الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح أصبح في الفترة الأخيرة جزءا من هذه الأطراف لعدة أسباب منها أنه لايزال طامعا في العودة إلى السلطة رغم أن الرئيس الحالي عبدربه منصور هادي وصل إلى الحكم بشكل شرعي وعلى نحو كان يفترض من خلاله أن يقود اليمن في إطار فترة حكم انتقالية من شأنها دعم دولة المؤسسات. ويضيف جيل غوتييه السفير الفرنسي السابق في صنعاء أن علي عبدالله صالح احتفظ بثروة طائلة حصل عليها بطرق غير شرعية طوال الفترة الطويلة التي حكم خلالها اليمن وأن كثيرا من ضباط القوات الجوية اليمينة الحالية ظلوا موالين له مما يبرر ضعف أداء الجيش اليمني أمام الحوثييين. ويخلص السفير الفرنسي السابق في صنعاء إلى أن طهران كانت تحرص أيضا من خلال دعم الحوثيين على السيطرة الكلية على مضيق باب المندب باعتباره ممرا أساسيا لقرابة ثلث المبادلات التجارية البحرية العالمية. (محاولة اشعال حرب طائفية) وفي آخر عدد من مجلة "ماريان" الأسبوعية الفرنسية مقال أساسي عما وصفه واضعه الصحافي ريجيس سوبرويار ب"الحريق اليمني" تحدث فيه عن التحالفات الظرفية المتعددة التي نشأت فس السنوات الأخيرة في منطقتي الخليج والشرق الأوسط والتي حملت المملكة على التحرك بسرعة ضد الحوثيين. ومنها تلك التي يراد من ورائها الزج بالدول الخليجية في حرب طائفية بين السنة والشيعة. وقال كاتب المقال إن الهجمات الأخيرة على مسجدين في صنعاء وآخر في صعدة كان فيها أساسا مصلون شيعة والتي تبناها تنظيم "داعش" تندرج في هذا الإطار ويراد منها الحفاظ على حالة من عدم الاستقرار في اليمن تستغلها إيران لمدة طويلة.
مشاركة :