تتعدد دوافع الفرد من أجل تحسين مستواه الدراسي والحصول على درجات علمية عليا وتحقيق التفوق، ونلقي الضوء على نموذج لطالب علم مكافح سطر تاريخ بحصوله على رسالة الماجستير بعد أن تخرج من إحدى المدارس الفنية الصناعية بشمال سيناء ليتفاخر به أبناء المحافظة.أشرف جابر البالغ من العمر 46 عاما متزوج وله 4 أبناء بينهم 2 في المرحلة الثانوية، حصل على دبلوم صنايع عام 1991 والتحق بالعمل بمديرية الري بحي المساعيد بالمخازن، كما عمل في أحد المطاعم لتحسين دخله، حيث اختار العمل في المطعم طوال الليل، ليتمكن من تحسين وضعه الوظيفي.وقال أشرف جابر إن أولى محطاته كانت تعينه بدبلوم صنايع في وظيفة حكومية بالمخازن لمدة 6 ساعات وبعدها يخرج للعمل في مطعم لمدة 12 ساعة واختار الفترة الليلية كي يوفر وقتا للمذاكرة في التعليم المفتوح الذي استمر 4 سنوات بكلية العلوم البيئية الزراعية جامعة العريش وحصل منها على تقدير امتياز "الأول على دفعته".واضطر أشرف إلى تغيير نشاطه بترك المطعم ليوفر وقتا ليستكمل دراسته حيث عمل في مجال المعمار كي يزيد من دخله لمواجهة متطلبات الدراسة والحياة، ونجح فيها متفوقا على زملائه أيضا، وواصل كفاحه ليسجل رسالة الماجستير التي تحدد لها موعدا للمناقشة خلال شهر يناير الجاري 2019م للحصول عليها.وقال إن الدراسات العليا كان لها دور كبير في تحقيق تقدم في مستواه العلمي، لدرجة أنه اتجه للدراسة لمستوى "تويفل" بمساندة طلبة بكلية الطب وتمكن من التفوق والحصول على درجة 500 درجة وهي المطلوبة من باحث الدكتوراه بينما الماجستير 450 درجة. وأضاف، أمنيتي استكمال العلم للحصول على رسالة الدكتوراه خلال عامين في حالة توافر دخل كاف ولكن احتياجات أبنائي أقوى من امنياتي في استكمال التعليم.ويقول أشرف إن المشوار كله صعب فقد كان يحتاج إلى إمكانات وأدوات لاستخدامها في التجارب المعملية، ولم يكن أمامه سوى استكمال طريق التفوق، لافتا إلى أن له 4 أبناء في مراحل الثانوية العامة والإعدادي.وأضاف أنه نظرا لظروفه المادية فإن ليس أمامه سوى أكاديمية البحث العلمي أو جامعة العريش للحصول على منحة أو مؤسسة خيرية تابعة للثقافة والعلوم أن تتبني حالته وتوفر له احتياجاته البحثية من أدوات وإمكانيات حتي يتفوق في مرحلة الدكتوراه فلديه طموح ولكن العنصر المادي هي التحدي الرئيسي أمامه، خاصة وأن تكلفة إعداد رسالة الدكتوراه تتراوح من 15 إلي 20 ألف جنيه.
مشاركة :