التناغم بين المؤلف والمخرج سرّ نجاح العمل

  • 6/9/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

نيفين ابولافي –  كثيرا ما نلحظ تعليقات وملاحظات لبعض كتاب الدراما على اعمالهم بعد ان يتم تجسيدها على الشاشة، اما بسبب عدم مطابقتها لرؤية الكاتب وإما بسبب التعديلات التي يقوم المخرج بادخالها على النص، او بسبب بعض العناصر الفنية التي تؤثر في فكرة النص الاساسية، فينزعج منها الكتاب وتخلق حالة من عدم الرضا على العمل اخراجا وتنفيذا. هذه العلاقة بين الكاتب والمخرج هي اساس نجاح العمل من وجهة نظر الكتاب باعتبار النص الدرامي خطا احمر يجب عدم اللعب بمفرداته من دون الرجوع للمؤلف، ومنها تأتي بعض الخلافات والتصريحات في بعض الاحيان عن عدم الرضا عن المسلسل او المسرحية بعد تقديمهما. حول هذا الموضوع استطلعنا آراء بعض كتاب الدراما. الكاتب فهد العليوة تحدث عن هذا الموضوع قائلا: الرضا عن أي ناتج فني، سواء كان مسلسلا أو لوحة أو أغنية أو رواية.. دائما يكون نسبيا، ولا يمكن ان يصل أي فنان او كاتب او رسام أو موسيقي إلى رضا تام عن أعماله، حيث تتفاوت النسب من وجهة نظري للعمل بعد التنفيذ، فهناك أعمال راض عنها بما يفوق الـ%90 مثل «ساهر الليل» و«حال مناير»، وأعمال أخرى أقل من ذلك مثل مسلسل «مذكرات عائلية جدا»، أو مسرحية «عصابة عزوز» التي لم اكن راضيا عنها تماما، وقد يكون سبب عدم الرضا أو التفاوت في نسبة الرضا عن الأعمال له علاقة بعملي داخل هذا العمل ككاتب، أو لعناصر اخرى مثل الانتاج او التمثيل او الاخراج. واضاف: مسألة الرضا عن عمل من عدمه مسألة نسبية، وكما ذكرت سابقا مسلسل «مذكرات عائلية جدا» ومسرحية «عصابة عزوز» لم اكن سعيدا بهما ابدا، اما مسلسل «للحب كلمة» فكانت لي عليه ملاحظات كثيرة اكثر من الايجابيات فيه. عدم تواصل الكاتبة علياء الكاظمي تحدثت عن اسباب عدم رضاها عن بعض اعمالها قائلة: هناك اعمال راضية عنها بنسبة كبيرة، وهناك اعمال غير راضية عنها، ففي احد اعمالي السابقة لم يتم اختيار الموسيقى الخاصة بالعمل بشكل مناسب مع المحتوى، مما اضر كثيرا بالعمل، وبرأيي ان من اهم اسباب النجاح هو التواصل الجيد بين الكاتب والمخرج ليظهر العمل على اتم واجمل صورة، اما عن اخر اعمالي (الديرفة) فالحمدلله انا راضية عنه تماماً وسعيدة جداً بهذا العمل، ولا ملاحظات لدي فالعمل جاء اجمل وأفضل مما توقعت. ملحمة درامية الكاتبة منى الشمري تحدثت قائلة «لقد قدم المخرج محمد دحام الشمري مسلسل (لا موسيقى في الأحمدي) ليس كمسلسل درامي عادي، ولكن كملحمة درامية متكاملة العناصر، المشاهد كانت لوحات تشكيلية، حركة الكاميرا مريحة ومختلفة عن عملنا السابق (كحل أسود قلب أبيض) كروح وصورة، والجميل أن دحام لا يكرر نفسه كمخرج، في كل عمل أدواته وألوانه مختلفة، وهو يحرص على انتقاء كل عناصر العمل بعناية ودقة ورؤية فنية؛ ابتداء بالنص والممثلين، كل ممثل نجم في دوره لانه في المكان المناسب تماما لقدراته، واختيار فريق العمل من الفنيين وحتى اختيار الموسيقى التصويرية، طلب ادخال الايقاعات والاصوات الشعبية الكويتية في سيمفونية الفنان ابراهيم شامل، أجدني ممتنة لمخرج لايتثاءب في عمله ولايغفل عن كل صغيرة وكبيرة، ومحافظ على هدوئه وجو المحبة والألفة في «اللوكيشن». واضافت: بالتأكيد راضية تماما عن «لاموسيقى في الأحمدي» وعن المخرج محمد دحام، الحريص على كل كلمة أكتبها أكثر مني، فهو مثال للمخرج الواعي الذي يستغل النص من دون أن يحذف أو يغير، يعيش معه قصة حب فيظهر هذا على الشاشة بقوة وينعكس على نجاح العمل، لأنه مثقف وعميق ولهذا التناغم والتفاهم معه سهل فهو يملك مفاتيح النجاح، بقي أن أقول إن هذا العمل الضخم المكلف ما كان سيرى النور لولا الانتاج السخي من الفنان المنتج عبدالله السيف، والشركة المنتجة التي وفرت كل الإمكانات وسخرتها لنجاحه الذي اثبت أن النجاح سهل من دون نجوم مادام هناك نص قوي ومخرج نجم. تفاهم المؤلف والمخرج الكاتب د. حمد الرومي قال: اي عمل فني درامي يعتمد على التفاهم بين الكاتب والمخرج، واذا ما كان هناك تناغم بين الرؤية الاخراجية ورؤية الكاتب بالتأكيد سيكون هناك عمل جيد اذا ما تكاملت عناصره الفنية، وبالنسبة لي راضٍ عن الطريقة التي قدمت بها الاعمال التي كتبتها، وكان اخرها مسلسل «انا عندي نص» الذي عرض أخيرا في رمضان، وسعدت بالرؤية الاخراجية وراض عنها كامل الرضا. توافق فكري الكاتبة مريم نصير تحدثت قائلة: بشكل عام حتى الان لدي شعور بالرضا عن الاعمال التي قدمتها، خصوصا انني اتفق فكريا مع هيا عبدالسلام مخرجة وممثلة، وقدمت معها عملين اخرهما مسلسل «اجندة» الذي عرض ضمن موسم الاعمال الرمضانية أخيرا، وغالبا ما نتحدث معا حول فكرة العمل ونتناقش في الرؤية العامة له مما يخلق حالة رضا عامة، الى جانب ثقتي بقدراتها مخرجة وفنانة، لذا لا توجد لدي اي ملاحظات على هذه الاعمال.سعاد عبدالله في “أنا عندي نص”

مشاركة :