إذا لم نفز بهذا اللقب، سنندم طيلة حياتنا. أثق في قدرتنا على تحقيق هذه الرغبة وإحراز اللقب».. هكذا كانت كلمات سيرخيو أجويرو نجم هجوم المنتخب الأرجنتيني لكرة القدم قبل خوض الفريق فعاليات كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا) 2015 في تشيلي.وإذا كرر أجويرو هذه الكلمات الآن، ستكون معبرة بشكل أكبر عن حال الفريق حاليا قبل خوض فعاليات النسخة الـ46 من البطولة نفسها والتي تستضيفها البرازيل هذا الشهر.وعبر أجويرو بكلمات بسيطة عن الشعور الذي يهيمن على أجواء المعسكر الأرجنتيني وقتها ولكن ما أشبه الليلة بالبارحة حيث صرح أجويرو نفسه قبل أيام قليلة بأنه وباقي لاعبي الفريق يرغبون في الفوز بلقب كوبا أمريكا 2019 في البرازيل ليس لأي شيء سوى زميلهم ليونيل ميسي.ويبدو أن أجويرو حاول الإشارة لفشل الفريق في الفوز بأي لقب في البطولات الكبيرة خلال السنوات الطويلة التي قضاها الأسطورة ميسي في صفوف منتخب الأرجنتين لكن الحقيقة أن الإخفاق لا يقتصر على ميسي وإنما على جيل بأكمله.ولا يمكن التشكيك في أن الجيل الذي لعب للتانجو الأرجنتيني خلال السنوات الأخيرة قد يكون الأفضل لتوافر المواهب الرائعة في مختلف المراكز لكنه يظل حتى الآن جيلا ذهبيا بلا إنجاز.ومن إخفاق إلى إخفاق، اقترب جيل ميسي من خط النهاية دون حمل أي كأس في البطولات الكبيرة وهو ما يجعل الفريق حاليا في أمس الحاجة لخطف لقب كوبا أمريكا 2019 لإنقاذ سمعته في سجلات التاريخ.وبعد خسارته للمباراة النهائية في كل من النسختين الماضيتين من البطولة القارية وكأس العالم 2014 بالبرازيل، تلقى المنتخب الأرجنتيني صفعة أقوى في العام الماضي بالخروج المبكر من الدور الثاني (دور الستة عشر) في مونديال 2018 بروسيا.ولم يعد أمام جيل ميسي سوى أن يحالفه الحظ هذه المرة ليتوج باللقب الغائب عنه منذ 26 عاما خاصة وأن ميسي وعددا من نجوم الفريق قد لا يحالفهم الحظ للحاق بكأس العالم المقبلة والمقررة عام 2022 في قطر.وخسر المنتخب الأرجنتيني أمام نظيره التشيلي بركلات الترجيح في نهائي كوبا أمريكا 2015 بتشيلي و2016 بالولايات المتحدة كما خسر أمام المنتخب الألماني في نهائي المونديال البرازيلي لكن الضربة القاسية الأكبر كانت في المونديال الروسي حيث ودع الفريق البطولة بالهزيمة 3/4 أمام نظيره الفرنسي.ويأمل منتخب التانجو هذه المرة في أن يحالفه الحظ وأن يتوج باللقب القاري من خلال النسخة التي تستضيفها البرازيل خلال الأيام القليلة المقبلة.ويمكن لهذه النسخة أن تمنح نجم التانجو الأرجنتيني ليونيل ميسي ورفاقه أول لقب للتانجو في بطولات كوبا أمريكا منذ أن توج بلقب نسخة 1993 والذي كان الرابع عشر له في تاريخ البطولة.ولن يرضى المنتخب الأرجنتيني الزاخر بالنجوم إلا بالتتويج بطلا في هذه النسخة تحت قيادة المدرب ليونيل سكالوني لأن الإخفاق مجددا يعني نهاية حقبة في تاريخ الفريق بأسماء ذهبية وإخفاقات مدوية.ولن تكون مهمة المنتخب الأرجنتيني سهلة في تقديم ضربة بداية قوية بالبطولة حيث يستهل الفريق مسيرته في البطولة بالمجموعة الثانية التي قد يصفها البعض بأنها مجموعة الموت حيث تضم منتخبات كولومبيا وقطر وباراجواي.ويبدأ التانجو رحلته في هذه البطولة بأصعب مواجهة ممكنة حيث يلتقي نظيره الكولومبي الزاخر أيضا بالمواهب والمرشح للمنافسة على اللقب.وإذا اجتاز المنتخب الأرجنتيني هذه المجموعة بنجاح، قد تكن الفرصة سانحة أمامه لرد الاعتبار وإنقاذ سمعة نجوم هذا الجيل والتأكيد على أنه الجيل الأفضل في تاريخ الكرة الأرجنتينية وأنه قد يتساوى على الأقل مع أجيال سابقة منها جيل الأسطورة دييجو مارادونا الذي قاد المنتخب الأرجنتيني للفوز بلقب كأس العالم 1986 بالمكسيك ولكنه فشل في الفوز مع الفريق باللقب القاري حيث فاز بها التانجو في عامي 1991 و1993 في غياب مارادونا.ويحتاج المنتخب الأرجنتيني لتجهيز نفسه للضغوط الجماهيرية المتوقعة على لاعبي التانجو في هذه النسخة التي تقام على ملاعب المنافس اللدود البرازيل.وقد تكون خبرة اللاعبين التي تضاعفت في السنوات الماضية عنصرا يضاف إلى أسلحة الفريق في النسخة الجديدة إضافة للمستوى الرائع الذي ظهر عليه ميسي مع برشلونة في الموسم الماضي.ويحظى المنتخب الأرجنتيني بخط هجوم يثير غيرة وحسد المنافسين حيث يضم إلى جانب ميسي كلا من آنخل دي ماريا نجم ريال مدريد الإسباني سابقا ونجم باريس سان جيرمان الفرنسي حاليا وسيرخيو أجويرو مهاجم مانشستر سيتي الإنجليزي وباولو ديبالا مهاجم يوفنتوس الإيطالي ولاوتارو مارتينيز نجم انتر ميلان الإيطالي.ولا تقتصر قوة الفريق على خط الهجوم وإنما يحظى الفريق بكتيبة من المحترفين البارزين في خطي الوسط والدفاع ومن بينهم نيكولاس أوتاميندي وراميرو فونيس موري في الدفاع وروبرتو بيريرا وماركوس أكونا وجيوفاني لو سيلسو في الوسط.وقد تكون نقطة الضعف الرئيسية في الفريق هي عدم خبرة حراس المرمى بعدما اعتمد الفريق في الماضي على حارسي المرمى المتميزين سيرخيو روميرو وماريانو أندوخار.
مشاركة :