جيل ميسي يسعى لرد الاعتبار قاريا

  • 6/10/2019
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

“إذا لم نفز بهذا اللقب، سنندم طيلة حياتنا. أثق في قدرتنا على تحقيق هذه الرغبة وإحراز اللقب”.. هكذا كانت كلمات سيرجيو أغويرو نجم هجوم المنتخب الأرجنتيني لكرة القدم قبل خوض الفريق فعاليات كأس أمم أميركا الجنوبية (كوبا أميركا) 2015 في تشيلي. وإذا كرر أغويرو هذه الكلمات الآن، ستكون معبرة بشكل أكبر عن حال الفريق حاليا قبل خوض فعاليات النسخة الـ46 من البطولة نفسها والتي تستضيفها البرازيل هذا الشهر. وعبر أغويرو بكلمات بسيطة عن الشعور الذي يهيمن على أجواء المعسكر الأرجنتيني وقتها ولكن ما أشبه الليلة بالبارحة حيث صرح أغويرو نفسه قبل أيام قليلة بأنه وباقي لاعبي الفريق يرغبون في الفوز بلقب كوبا أميركا 2019 في البرازيل لا لشيء سوى زميلهم ليونيل ميسي. ويبدو أن أغويرو حاول الإشارة إلى فشل الفريق في الفوز بأي لقب في البطولات الكبيرة خلال السنوات العديدة التي قضاها الأسطورة ميسي في صفوف منتخب الأرجنتين، لكن الحقيقة أن الإخفاق لا يقتصر على ميسي وإنما على جيل بأكمله. ولا يمكن التشكيك في أن الجيل الذي لعب للتانغو الأرجنتيني خلال السنوات الأخيرة قد يكون الأفضل لتوافر المواهب الرائعة في مختلف المراكز لكنه يظل حتى الآن جيلا ذهبيا بلا إنجاز. ومن إخفاق إلى إخفاق، اقترب جيل ميسي من خط النهاية دون حمل أي كأس في البطولات الكبيرة وهو ما يجعل الفريق حاليا في أمس الحاجة إلى خطف لقب كوبا أميركا 2019 لإنقاذ سمعته في سجلات التاريخ. وبعد خسارته للمباراة النهائية في كل من النسختين الماضيتين من البطولة القارية وكأس العالم 2014 بالبرازيل، تلقى المنتخب الأرجنتيني صفعة أقوى في العام الماضي بالخروج المبكر من الدور الثاني (دور الستة عشر) في مونديال 2018 بروسيا. منتخب باراغواي يحتاج إلى بذل أقصى جهد ممكن من أجل اجتياز هذه المجموعة ولم يعد أمام جيل ميسي سوى أن يحالفه الحظ هذه المرة ليتوج باللقب الغائب عنه منذ 26 عاما خاصة وأن ميسي وعددا من نجوم الفريق قد لا يحالفهم الحظ للحاق بكأس العالم المقبلة والمقررة عام 2022 في قطر. وخسر المنتخب الأرجنتيني أمام نظيره التشيلي بركلات الترجيح في نهائي كوبا أميركا 2015 بتشيلي و2016 بالولايات المتحدة كما خسر أمام المنتخب الألماني في نهائي المونديال البرازيلي، لكن أكبر ضربة قاسية كانت في المونديال الروسي حيث ودع الفريق البطولة بالهزيمة 3-4 أمام نظيره الفرنسي. ويأمل منتخب التانغو هذه المرة في أن يحالفه الحظ وأن يتوج باللقب القاري من خلال النسخة التي تستضيفها البرازيل خلال الأيام القليلة المقبلة. ولن يرضى المنتخب الأرجنتيني الزاخر بالنجوم إلا بالتتويج بطلا في هذه النسخة تحت قيادة المدرب ليونيل سكالوني لأن الإخفاق مجددا يعني نهاية حقبة في تاريخ الفريق بأسماء ذهبية وإخفاقات مدوية. ولن تكون مهمة المنتخب الأرجنتيني سهلة في تقديم ضربة بداية قوية بالبطولة حيث يستهل الفريق مسيرته في البطولة بالمجموعة الثانية التي قد يصفها البعض بأنها مجموعة الموت حيث تضم منتخبات كولومبيا وقطر وباراغواي. يبدأ التانغو رحلته في هذه البطولة بأصعب مواجهة ممكنة حيث يلتقي نظيره الكولومبي الزاخر أيضا بالمواهب والمرشح للمنافسة على اللقب. وإذا اجتاز المنتخب الأرجنتيني هذه المجموعة بنجاح، قد تكون الفرصة سانحة أمامه لرد الاعتبار وإنقاذ سمعة نجوم هذا الجيل والتأكيد على أنه الجيل الأفضل في تاريخ الكرة الأرجنتينية وأنه قد يتساوى على الأقل مع أجيال سابقة منها جيل الأسطورة دييغو مارادونا الذي قاد المنتخب الأرجنتيني للفوز بلقب كأس العالم 1986 في المكسيك ولكنه فشل في الفوز مع الفريق باللقب القاري حيث فاز بها التانغو في عامي 1991 و1993 في غياب مارادونا. ويحتاج المنتخب الأرجنتيني إلى تجهيز نفسه للضغوط الجماهيرية المتوقعة على لاعبي التانغو في هذه النسخة التي تقام على ملاعب المنافس اللدود البرازيل. وقد تكون خبرة اللاعبين التي تضاعفت في السنوات الماضية عنصرا يضاف إلى أسلحة الفريق في النسخة الجديدة إضافة إلى المستوى الرائع الذي ظهر عليه ميسي مع برشلونة في الموسم الماضي. ويحظى المنتخب الأرجنتيني بخط هجوم يثير غيرة وحسد المنافسين حيث يضم إلى جانب ميسي كلا من آنخل دي ماريا نجم ريال مدريد الإسباني سابقا ونجم باريس سان جيرمان الفرنسي حاليا وسيرجيو أغويرو مهاجم مانشستر سيتي الإنكليزي وباولو ديبالا مهاجم يوفنتوس الإيطالي ولاوتارو مارتينيز نجم إنتر ميلان الإيطالي. تصحيح الأوضاعمن ناحية أخرى وبعد فشله في التأهل لبطولة كأس العالم للنسخة الثانية على التوالي، يتطلع منتخب باراغواي لكرة القدم إلى تتويج مرحلة إعادة البناء التي بدأها قبل سنوات من خلال بطولة جديدة في كأس أمم أميركا الجنوبية (كوبا أميركا). وقدم منتخب باراغواي واحدة من أسوأ المشاركات له في التصفيات خلال بطولة كأس العالم 2014 وحل في المركز الأخير بالتصفيات ليبدأ الفريق بعدها في إعادة البناء وتصحيح أوضاعه، لكن ذلك لم يكن كافيا حيث حل الفريق سابعا في التصفيات التالية وفشل في بلوغ نهائيات كأس العالم 2018 بروسيا. وكانت مرحلة إعادة البناء بدأت في ديسمبر 2014 بقيادة مديره الفني الأسبق الأرجنتيني رامون دياز لكن إخفاق الفريق في النسخة المئوية لكوبا أميركا عام 2016 بالولايات المتحدة أطاح بالمدرب دياز من تدريب الفريق ليعود المدرب الوطني فرانسيسكو آرسي إلى تدريب الفريق في 2016. ومع فشله أيضا في قيادة الفريق لنهائيات المونديال الروسي، رحل آرسي عن تدريب الفريق تاركا المسؤولية بشكل مؤقت لمواطنه جوستافو مورينيجو حتى تولى المسؤولية الكولومبي خوان كارلوس أوسوريو في أواخر 2018 لكنه لم يستمر مع الفريق سوى شهور قليلة واستقال في فبراير الماضي. وعاد منتخب باراغواي إلى المدرسة الأرجنتينية حيث تولى المسؤولية إدواردو بيريزو قبل شهور قليلة من خوض المعترك القاري في كوبا أميركا 2019. ورغم عدم الاستقرار في القيادة الفنية للفريق على مدار السنوات الأخيرة، قد يجد منتخب باراغواي في البطولة المرتقبة فرصة مثالية لتصحيح أوضاعه إذا نجح في التقدم للأدوار النهائية. وما يؤرق الفريق حاليا أن القرعة لم ترحمه حيث أوقعته في مجموعة نارية مع المنتخبين الأرجنتيني والكولومبي المرشحين للمنافسة على اللقب والمنتخب القطري الطموح الذي يخوض البطولة بعد شهور قليلة من فوزه باللقب الآسيوي عن جدارة. المزيد من الحظويحتاج منتخب باراغواي من أجل اجتياز هذه المجموعة إلى بذل أقصى جهد ممكن لكنه في نفس الوقت يحتاج إلى المزيد من الحظ وإلى بداية قوية على حساب نظيره القطري الذي سيلتقيه في افتتاح مبارياتهما بالمجموعة. ولا يمتلك منتخب باراغواي نجوما ساطعين وبارزين مثل منتخبات أخرى مشاركة في كوبا أميركا 2019، ولكن الفريق يعتمد بشكل كبير على حماس وخبرة لاعبين مثل هيرنان بيريز وريتشارد أورتيز إضافة إلى أداء بعض لاعبيه المتميزين مثل ديرليس غونزاليس وأوسكار روميرو وخوان مانويل إيتربي الذين قدموا مستويات جيدة مع الفريق في السنوات الماضية. وتوج منتخب باراغواي بلقب كوبا أميركا في نسختين سابقتين في عامي 1953 و1979 كما خاض الفريق ثماني نسخ من بطولات كأس العالم وكانت أفضل نتائجه فيها عندما بلغ دور الثمانية في نسخة 2010 بجنوب أفريقيا علما بأنها كانت النسخة الرابعة على التوالي التي يشارك فيها الفريق بالمونديال لكنه غاب عن نسختي 2014 و2018. وقد تعفي الترشيحات الضعيفة للفريق هذه المرة أيضا لاعبي باراغواي من الضغوط وتساعدهم على التقدم في البطولة.

مشاركة :