غليان شعبي في إيران والنظام يقر بورطته

  • 6/10/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

تستمر محاولات السلطات في إيران تلميع صورتها أمام الرأي العام العالمي، بالإيهام أنّ طهران لم تتأثر اقتصادياً ولا تعاني من العقوبات المفروضة عليها، إلا أن ما صدر اليوم الأحد عن وزير الخارجية، محمد جواد ظريف، أن النظام قد اقترب من الهاوية.وكان ظريف استنجد اليوم بالدول الأوروبية قائلاً إن عليها "تطبيع" العلاقات الاقتصادية لإنقاذ الاتفاق النووي المبرم عام 2015، مشيراً إلى أن الإجراءات المتخذة حتى الآن لمواجهة أثر العقوبات الأمريكية "غير كافية".ويأتي تصريح ظريف غداة "الإنذار الأخير" الذي أطلقته طهران في الثامن من مايو  الماضي للأطراف الأخرى بالاتفاق النووي (روسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا) كي تضمن على الأقل المعاملات المالية وتصريف صادراتها النفطية.ومع غياب أي مؤشرات على إمكانية أن يتوقف الاقتصاد الإيراني عن تدهوره المتسارع، لاسيما مع دخوله العام الثاني بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، يعترف بعض مستخدمي منصات التواصل من إيران أثناء الاحتفال بعيد الفطر، أن عائلاتهم لم تتناول وجبة من اللحم منذ أكثر من 6 أشهر، في دلالة على مدى تأثر السوق الإيراني بالعقوبات.وبحسب تقارير اقتصادية نشرتها وكالات الأنباء الإيرانية، فإن النمو الذي كان مدهشاً خلال السنوات الماضية، وخصوصاً بعد الازدهار عندما رفعت العقوبات عنها، دخل اليوم مرحلة العجز، فارتفعت نسبة التضخم 31% في 2018، بحسب ما يشير إليه صندوق النقد الدولي.ويؤكد مركز الإحصاءات في طهران، أن معدل العاطلين عن العمل للفئة العمرية بين 15 و24 عاماً بات 31.5%. وفي ملف المأكولات الأساسية، فإن أسعار اللحوم والدواجن ارتفعت 57%، الخضراوات 47%، الأجبان والبيض 37%.ووفق صندوق النقد الدولي، فيتوقع أن ينكمش اقتصاد إيران 6% مع نهاية العام الحالي، بعد أن فقد الناتج المحلي الإجمالي أكثر من 3.9 في المائة في العام الماضي.بداية العام الحالي، اعترف النائب الإيراني رسول خضري، حسب ما نقلت عنه وكالة أنباء "مهر" شبه الرسمية الإيرانية، أن نحو 40 مليون شخص في البلاد يعيشون دون خط الفقر، خاصة مع تقليص حصة قطاع الصحة والعلاج في ميزانية الحكومة.ومع استمرار إيران عملية التسلح والعمل على برنامجها النووي وتمويل الميليشيات المختلفة بين اليمن وسوريا ولبنان، على الرغم من الفقر المنتشر بين السكان، خرج وزير النفط الإيراني بيجن نمدار زنجنة في تصريح معترفاً بأن طهران تستخدم طرقاً "غير تقليدية" للالتفاف على العقوبات الأمريكية ومواصلة بيع نفطها، بحسب وكالة "شانا" الإخبارية الإيرانية، موضحاً أن لبلاده "مبيعات غير رسمية أو غير تقليدية، جميعها سرية، لأن الولايات المتحدة ستوقفها إن علمت بها".ويستمر التعنت الإيراني في تجاهل مطالب الحياة اليومية للشعب، والتركيز على توريد ودعم الإرهاب إلى الدول المجاورة، في المقابل فإن الشارع الإيراني يعيش حالة غليان قد تؤدي إلى موجة غضب أشد من أحداث 2009 وغيرها، من موجات الاحتجاج المتقطعة.وهذا ما لفتت إليه مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية بقولها إن "كارثة حقيقية" تحدق بالنظام الإيراني مع عدم استطاعته الصمود أكثر أمام العقوبات الاقتصادية.والخطة التي حاولت طهران اتباعها والتي كانت تقضي بالضغط وشد الأحزمة حتى انقضاء عهدة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، باءت بالفشل، ولذا بدا أن القادة الإيرانيين أخذوا يستشعرون أكثر من أي وقت مضى الخطر المحدق بهم، ما دعاهم للجوء إلى خطة أخرى تقضي بزرع الخوف في قلوب الإيرانيين.وكان واضحاً ما عمد إليه المرشد الإيراني علي خامنئي أثناء خطبة عيد الفطر، مع حمله سلاح دراغانوف في اليد اليسرى أثناء التحدث مباشرة على الهواء، محاولاً الضغط على عصب الشارع الإيراني ووصف ما تتعرض إليه إيران من عقوبات اقتصادية بـ"خيانة للأمة الإسلامية".وفي المقابل، تكشف منصات التواصل الاجتماعي عن احتجاجات في عشرات من المدن الإيرانية مع تصاعد الغضب ضد نظام الملالي بسبب الفشل في منع تدهور الاقتصاد وانهيار الريال واستمرار تفشي الفساد.وكان واضحاً الهتافات التي خرجت في مدن مثل طهران وأصفهان ومشهد وهمدان وغيرها ومن بينها "خامنئي اخجل واترك البلاد؛ الموت للدكتاتور؛ لا تخافوا لا تخافوا كلنا متحدون معاً" و"الموت للدكتاتور".

مشاركة :