رفع جاهزية مستشفى الملك حمد لعلاج الإصابات المكتشفة ورسم خطة علاجية خلال شهرين تنطلق الخميس القادم أكبر حملة وطنية نوعية محليا وخليجيا للكشف المبكر عن سرطان القولون والمستقيم مجانا للمواطنين لأعمار «45 - 75» عاما باستخدام أحدث التقنيات المخبرية، فيما تم رفع الجاهزية العلاجية لمستشفى الملك حمد الجامعي لاستيعاب الحالات المكتشفة من خلال زيادة الطاقة الاستيعابية لغرف الإقامة القصيرة واستحداث عيادة خاصة بالمرض، إضافة إلى توظيف كوادر طبية وتمريضية لتسير وتيرة الكشف والعلاج وشراء أجهزة طبية متطورة لإنجاز الحملة كما هو مخطط لها... أعلن عن ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده مستشفى الملك حمد الجامعي صباح أمس بمشاركة استشاري أمراض الجهاز الهضمي والكبد، رئيس قسم الباطنية ونائب رئيس الأطباء الدكتور عمر الشريف ورئيس مركز البحرين للأورام الدكتور إلياس فاضل واستشارية الغدد الصماء والسكري وممثل مستشفى الملك حمد باللجنة الوطنية لمكافحة الأمراض المزمنة الدكتورة دلال الرميحي واستشاري الجراحة العامة وجراحة أورام القولون الدكتور عصام مازن جمعة. وقال رئيس قسم الباطنية ونائب رئيس الأطباء استشاري أمراض الجهاز الهضمي والكبد الدكتور عمر الشريف إن المستشفى قام بشراء أدوات جمع العينات لتغطية 3 سنوات قادمة من عمر الحملة بقيمة 200 ألف دينار، مؤكدا أن من المخطط أن يتم إدراج الفحص ضمن الفحوصات الدورية المجانية المقدمة للمواطنين بمعدل مرة كل عامين، مشيرًا إلى أن المرحلة الأولى تشمل محافظة المحرق وتستهدف 5000 مريض يتم تعميمها علي بقية المحافظات بعد التأكد من جاهزيتها ودراسة آليات التنسيق وتجاوز العراقيل التي ستخوضها المرحلة الأولى، مبينا أن الحملة ستشمل 150 ألف مواطن من الإناث والذكور من الفئة العمرية 45 - 75 عاما وفق السجلات الوطنية. وقال إن مستشفى الملك حمد الجامعي وبالتعاون مع وزارة الصحة وبالشراكة مع اللجنة الوطنية لمكافحة الأمراض المزمنة غير السارية وفر أجهزة لتقييم عينة من البراز للمشاركين في الفحص لتحديد الحالات التي تشكل نسبة اختطار عالية لوجود سرطان القولون أو اللحميات وذلك عن طريق تحليل Fecal immunochemical testing (FIT)، مشيرًا إلى ان الفحص المخبري من الفحوص عالية الدقة ومعتمد دوليًا ويقوم به المرضى في منازلهم ولا يتطلب حمية خاصة أو تجنب أدوية معينة، موضحا أنه في حالة ظهور نتائج إيجابية للتحليل يتم توجيه الحالات التي تشكل نسبة اختطار عالية لوجود سرطان القولون إلى عمل تنظير القولون ووضع خطة علاجية متكاملة بدءا من دائرة الجراحة بالمستشفى وصولا إلى مركز البحرين للأورام. وأفاد بأن سرطان القولون والمستقيم ثاني أكثر أنواع السرطان انتشارًا في مملكة البحرين ويعد ثالث أكثر أنواع السرطان شيوعًا في العالم، مبينا بأن برنامج الاكتشاف المبكر يهدف إلى زيادة فرص الشفاء وتقليل العبء المادي لعلاج المرضى قبل أن ينتشر لديهم مرض السرطان، حيث أثبتت الدراسات أن برامج التوعية التي تحث المجتمع على تجنب عوامل الخطر المؤدية إلى السرطان مثل قلة النشاط البدني والسمنة والتدخين وغيرها وبرامج الكشف المبكر تؤدي إلى تقليل نسبة الوفيات المرتبطة بسرطان القولون والمستقيم. ما يعزز أهمية التركيز على الوقاية والكشف المبكر عن هذا المرض. مراكز بالمحرق تقدم الفحص ومن جانبها قالت ممثل مستشفى الملك حمد باللجنة الوطنية لمكافحة الأمراض المزمنة؛ استشارية الغدد الصماء والسكري الدكتورة دلال الرميحي إن آلية العمل للحملة خلال المرحلة الأولى ستستهدف المواطنين من أهالي محافظة المحرق حيث سيوفر مستشفى الملك حمد الجامعي أدوات جمع العينات للمراكز الصحية بمراكز محافظة المحرق الستة وبعد جميع العينات بناء علي طلب الأطباء بالمراكز الصحية سيتم توصيل عينات الفحص إلى مستشفى الملك حمد الجامعي الذي سيقوم بتحليلها وإعادة إرسال التقارير إلى الأطباء بالمراكز الصحية مرة أخرى؛ ليتم بعدها طمأنة المرضى ذوي النتيجة الطبيعية وتوجيههم إلى إعادة الفحص بعد عامين، مشيرة إلى أن الفريق الطبي في المركز الصحي سيقوم بنصح المرضى ذوي النتيجة السلبية بإعادة الفحص كل سنتين بينما يتم تحويل المرضى ذوي النتيجة الإيجابية لعيادات تخصصية لعمل التقييم اللازم قبل منظار القولون كما يمكن للمريض إجراء منظار القولون في المؤسسات الصحية المشاركة أو في القطاع الخاص وبخصومات معتمدة من قبل الحملة تم الاتفاق عليها مسبقا. وحول تعميم الحملة على بقية المحافظات أفادت الدكتورة دلال بأن مستشفى الملك حمد الجامعي سيوفر أدوات جمع العينات للمراكز الصحية بمختلف المحافظات بالمملكة، موضحة أن الأمر يتطلب استعدادًا من المستشفيات الحكومية والخاصة لتلقي الحالات التي تحتاج إلى منظار القولون ويشمل ذلك توفير الكوادر الطبية اللازمة والمعدات لمنظار القولون وجاري العمل على تنسيق ذلك. وأشارت إلى أنه سيتم إرسال رسائل نصية لهواتف الفئة المستهدفة في محافظة المحرق للمشاركة في المرحلة الأولى ضمن الخطة الإعلامية للحملة إضافة إلى إقامة معرض توعوي لإطلاق الحملة في مجمع الأفنيوز يومي الخميس والجمعة الموافق 13 و14 الجاري للترويج لها بمشاركة رئيس المجلس الأعلى للصحة الفريق طبيب الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة ووزيرة الصحة فائقة الصالح وعدد من النواب كما سيتم توفير كتيبات ومعلومات توضيحية إلكترونيا كمطبوعات في المؤسسات الصحية المشاركة. وحول طرق المتابعة قالت الرميحي إنها ستضم مكتب تنسيقي من مستشفى الملك حمد الجامعي ومركز البحرين للأورام سيقوم بمتابعة نتائج الفحوصات والتحويل للعيادات المتخصصة إضافة إلى تشكيل قاعدة بيانات إلكترونية في مستشفى الملك حمد الجامعي لمتابعة ورصد النتائج وتقييم جودة وكفاءة الخدمة المقدمة تمهيدا لتنفيذ المرحلة الثانية من الحملة الشاملة لجميع المحافظات. الشفاء بنسبة 90% ومن جانب آخر قال استشاري الجراحة العامة وجراحة أورام القولون الدكتور عصام مازن جمعة إن نسبة إصابة الفرد بسرطان القولون تصل إلى 4% خلال حياته ونسبة الإصابة ترتفع لدى الأشخاص الذين لديهم سجل عائلي بالإصابة بمعدل 3 أضعاف، الأمر الذي يتطلب الفحص والكشف المبكر عن المرض، مشيرًا إلى أن المشروع يهدف إلى استقطاب ما لا يقل عن 50% من الفئة المستهدفة في أول سنتين من التطبيق، موضحا أن عدة مستشفيات خاصة أبدت رغبتها في المشاركة في المرحلة الأولى والثانية بتوفير خدمة منظار القولون بكلفة مخفضة لمساندة نجاح هذا المشروع الوطني ويمكن للقطاع العام شراء الخدمة من القطاع الخاص إن لزم ويجب أن يغطي التأمين الصحي والضمان الصحي كلفة منظار القولون للمواطنين، منوها إلى أن الكشف المبكر يسهم في تحقيق نسب شفاء عالية تصل إلى 90% فيما لو تأخر الكشف فإن نسبة البقاء علي الحياة لا تتعدي 10%. اكتشاف 800 إصابة سنويا ومن جهة أخرى كشف رئيس مركز البحرين للأورام الدكتور ألياس فاضل بأن السجلات تبين تسجيل 800 إصابة سنويا بالأورام السرطانية فيما تم توثيق 98 إصابة جديدة بسرطان القولون العام الماضي في البحرين، موضحا أن سرطان الرئة يحتل المركز الأول في حجم الإصابة للرجال في البحرين يليه سرطان القولون أما بالنسبة إلى الإناث فيتصدر سرطان الثدي القائمة يليها سرطان القولون. وقال إن كل مرضى الأورام البحرينيين يتلقون العلاج في مركز الملك حمد للأورام وفق آلية معتمدة عالميا تهدف إلى التأكد من التشخيص ووضع الخطة العلاجية من خلال مناقشة الحالة في المجلس الوطني للأورام بحضور الطبيب المعالج ونخبة من الاستشاريين من مستشفيات مملكة البحرين علمًا بأن المجلس الوطني للأورام يرحب بكل أطباء مملكة البحرين ويعمل تحت إشراف ومتابعة المجلس الأعلى للصحة.
مشاركة :