الابتعاث.. برنامج حضاري تنموي

  • 6/10/2019
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

برنامج ابتعاث الطلاب والطالبات إلى جامعات مختلفة في أنحاء العالم هو من أهم القرارات الاستراتيجية التي اتخذتها المملكة في السنوات الأخيرة. مشروع وطني تنموي حضاري ثقافي. هو نافذة للاطلاع والتعرف على علوم وثقافات دول أخرى، هو جسر لبناء العلاقات العلمية والإنسانية. أدركت حكومات المملكة منذ تأسيسها أهمية التعليم، كما أدركت أهمية الابتعاث إلى دول متقدمة للاستفادة من تجاربها في تخصصات ومجالات مختلفة. الابتعاث إلى هذه الدول فيه إضافة علمية من خلال التعليم العالي المتقدم، وفيه إضافة أشمل من ذلك من خلال الحياة العملية ونقل التجارب المميزة للاستفادة منها في تنمية الوطن في كافة المجالات. برنامج الابتعاث هو أحد البرامج المهمة التي تساهم في تحقيق رؤية المملكة 2030. رسالة البرنامج حسب أدبياته هي إعداد الموارد البشرية السعودية وتأهيلها لتصبح منافساً عالمياً في سوق العمل ومجالات البحث العلمي ورافداً مهماً في دعم الجامعات السعودية والقطاعين الحكومي والأهلي بالكفاءات المميزة . ومن أبرز أهداف البرنامج تأسيس مستوى عال من المعايير الأكاديمية والمهنية، وتبادل الخبرات العلمية والتربوية والثقافية مع مختلف دول العالم، وبناء كوادر سعودية مؤهلة ومحترفة في بيئة العمل. هذا البرنامج الرائع الذي استوعب أكثر من 200 ألف مبتعث إلى دول مختلفة لا تقيم نتائجه بالانطباعات أو حالات فردية لم يحالفها النجاح أو تصرفات استثنائية غير مقبولة مقارنة بحجم المشروع وأهدافه الوطنية الاستراتيجية. كانت تحاصرنا نظرية الغزو الثقافي، نظرية ارتبطت بخطاب متشدد يحذرك حتى من إلقاء السلام على الآخر. نحن السعوديين في برنامج الابتعاث لم ننتظر قدوم الآخر بل ذهبنا إليه في موطنه لأننا نثق بثقافتنا، ونؤمن بالتنوع واكتساب المعارف والخبرات الجديدة، وإعداد الكفاءات المتمكنة علمياً ومهنياً، وبناء العلاقات الثقافية والإنسانية المبنية على الاحترام المتبادل. هذا المشروع التنموي تلحقه بعض الإساءات نتيجة أخطاء يمكن أن تحصل داخل وخارج المملكة ولكن من الخطأ الاعتماد عليه كمعيار للحكم على نجاح أو فشل الابتعاث. ومن الخطأ أيضاً أن نتهم الابتعاث وننسب إليه ما يحدث من تصرفات فردية تحت سيطرة نظرية الغزو الثقافي على فكر من يطلق هذه الأحكام. البرنامج خضع للتقييم والتطوير من حيث المعايير والإجراءات وتنويع الجامعات والارتباط بخطط الدولة التنموية. من يريد أن يقيم البرنامج عليه أن ينظر نظرة شمولية موضوعية لا تتأثر بالانطباعات والإشاعات والنظريات الوهمية.

مشاركة :