بدأت قوات حكومة الوفاق في الانسحاب من بعض محاور القتال في طرابلس، وذلك وسط تقدم قوات الجيش الوطني الليبي مدعومة بسلاح الجو، خاصة في محور طريق المطار. وقال اللواء فوزي المنصوري، قائد غرفة عمليات أجدابيا، آمر محور عين زارة في طرابلس، لـ«الاتحاد» إن القوات التابعة لحكومة الوفاق بدأت في الانسحاب من محاور طرابلس، وتعمل على إقامة سواتر ترابية عالية لعرقلة تقدم قوات الجيش الليبي. وقصفت مقاتلات سلاح الجو التابع للجيش الوطني أهدافاً لقوات حكومة الوفاق في محور طريق المطار، ما أدى لتكبيدها خسائر في العتاد والأرواح، وتدمير مخازن أسلحة لبعض الميليشيات التي تقاتل إلى جانب حكومة الوفاق. واتهم الجيش الليبي قوات حكومة الوفاق بقصف عشوائي على منازل المدنيين، ما تسبب في جرح وقتل الأطفال، وأضرار مادية كبيرة في ضواحي طرابلس، مؤكداً أن الأبواق الإعلامية لجماعة الإخوان تبث الأكاذيب حول عملية تحرير طرابلس. وفي ترهونة، خرج أهالي المدينة في مظاهرات حاشدة لتجديد دعمهم الكامل للجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، مؤكدين خلال التظاهرة دعمهم اللامحدود لعمية طوفان الكرامة التي تسعى إلى تحرير العاصمة طرابلس. واتهم أهالي ترهونة حكومة الوفاق بالاستعانة بميليشيات مسلحة وعناصر إرهابية، محذرين في هذا الصدد من يقوم بالمساس بقوت الليبيين ويقوم بالقبض على أساس الهوية. ودعا أعيان وحكماء مدينة ترهونة جميع مدن ومناطق المنطقة الغربية لدعم الجيش الوطني الليبي في حربه ضد الإرهاب. وزار أهالي وحكماء وأعيان قبائل المنطقة الجنوبية ومدينة الأصابعة غرفة عمليات الكرامة بالمنطقة الغربية بقيادة اللواء عبدالسلام الحاسي، وذلك لدعم الجيش الوطني الليبي في حربه ضد الإرهاب والجريمة وسعيه لتطهير البلاد من الميليشيات المسلحة. من جانبه، رحب اللواء عبدالسلام الحاسي، آمر غرفة عمليات المنطقة الغربية، بزيارة أهالي مدينة الأصابعة ووفود المنطقة الجنوبية لغرفة العمليات، مؤكداً أهمية تلاحم القبائل الليبية لمواجهة خطر الإرهاب والجريمة في ليبيا. وفي طرابلس، اجتمع رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، فائز السراج، مع رئيس الأركان العامة التابعة لقوات حكومة الوفاق الفريق ركن محمد علي الشريف. وقال المكتب الإعلامي لحكومة الوفاق الليبية، في بيان صحفي، إن الاجتماع الذي عقد بالعاصمة طرابلس، ناقش الوضع العسكري وسير العمليات في محاور القتال كافة في نطاق طرابلس الكبرى والمنطقة الغربية بشكل عام. وفي سياق متصل، وصلت إلى طرابلس مساء السبت لجنة أوروبية لعقد مجموعة من اللقاءات الموسعة مع كل من رئيس المجلس الأعلى للدولة ورئيس المجلس الرئاسي ووزراء بحكومة الوفاق وعمداء البلديات والأحزاب السياسية، وتضم اللجنة أكثر من 30 شخصية من سياسيين وعسكريين واقتصاديين ومراسلين أجانب للاطلاع على مجريات الأحداث في طرابلس والمنطقة الغربية. ويرى مراقبون أن حكومة الوفاق تسعى لتنظيم عدد من الزيارات للشخصيات الأوروبية للاطلاع على تطورات الأوضاع في طرابلس، ومحاولة إقناع تلك الشخصيات بتبني رواية المجلس الرئاسي حول عملية تحرير طرابلس. بدوره، نشر اللواء أحمد المسماري المتحدث الرسمي باسم الجيش الوطني الليبي خريطة توضح عدد الإرهابيين من أصل ليبي المنتشرين في دول أوروبية، موضحاً أن ما يقارب 309 إرهابيين من أصل ليبي يتوزعون في 8 دول أوروبية. وأكد المسماري أن بريطانيا تتقدم قائمة الدول التي يوجد بها 190 إرهابياً من أصل ليبي، تليها سويسرا بـ41 إرهابياً، ثم ألمانيا 24، واليونان 22 إرهابياً، ومالطا 17، و7 في هولاندا، و5 إرهابيين في إيطاليا، وثلاثة إرهابيين في دولة السويد. وتتخوف الدول الأوروبية من استهداف عناصر إرهابية فارة من سوريا والعراق وليبيا أهدافاً في القارة، وهو ما يدفع أجهزة الاستخبارات الأوروبية للتنسيق مع الدول التي تنشط بها الجماعات المتطرفة، خاصة في سوريا وليبيا والعراق.
مشاركة :