السفير الأميركي في اسرائيل يؤيد حقها في ضم "جزءاً" من الضفة الغربية و"ليس كلها"

  • 6/10/2019
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

قال السفير الأميركي لدى اسرائيل ديفيد فريدمان في مقابلة أمس السبت إنّ الدولة العبرية تملك "الحق" في ضم "جزء" من أراضي الضفة الغربية المحتلة، في تصريحات يرجح أن تعمّق الرفض الفلسطيني لخطة السلام الأميركية المنتظرة. وسارعت السلطة الفلسطينية الى التنديد بالتصريحات المسؤول الأميركي، واكد إنها "تدرس تقديم شكوته لدى الجنائية الدولية لخطورته على السلم والأمن في المنطقة". ورفض الفلسطينيون خطة السلام الاميركية حتى قبل الكشف عنها، مشيرين إلى أن سلسلة خطوات قام بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب تعكس مدى تحيّز إدارته لآسرائيل. وفي المقابلة التي نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز" السبت، اعتبر فريدمان أن ضم أراضٍ في الضفة الغربية بدرجة ما هو أمر مشروع. وقال "في ظل ظروف معيّنة، أعتقد أن إسرائيل تملك الحق في المحافظة على جزء من، لكن على الأغلب ليس كل، الضفة الغربية". وكان صائب عريقات أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير اعتبر أن أي سياسة من هذا النوع تعكس تواطؤاً أميركيًا مع خطط إسرائيل الاستعمارية، على حد تعبيره. ولم يتم بعد تحديد موعد مؤكد للكشف عن خطة إدارة ترامب رغم أنه سيتم عقد مؤتمر في البحرين في وقت لاحق هذا الشهر لعرض جوانبها الاقتصادية. وتشير التصريحات العلنية التي أدلى بها مسؤولون في الإدارة الأميركية حتى الآن إلى أن الخطة ستعتمد بدرجة كبيرة على تقديم دعم مالي مهم للاقتصاد الفلسطيني، مقابل تنازلات عن الأراضي وحق إقامة دولة. وقال فريدمان في المقابلة إن "آخر ما يحتاج اليه العالم هو دولة فلسطينية فاشلة بين إسرائيل والأردن". وأضاف: "قد لا يقبلون بها (الخطة) وقد لا تحقق الحد الأدنى" من مطالبهم. لكنه أضاف: "نعتمد على حقيقة أن الخطة المناسبة في الوقت المناسب ستحصل على رد الفعل المناسب مع مرور الوقت". ورأى فريدمان الذي يعد من أشد داعمي المستوطنات الإسرائيلية، في تصريحاته لـ"نيويورك تايمز" أن خطة ترامب تهدف إلى تحسين ظروف الفلسطينيين المعيشية لكنها لن تشكّل "حلّاً دائمًا للنزاع". وقال إنه لا يعتقد أن الخطة قد تتسبب باندلاع أعمال عنف من الجانب الفلسطيني. لكنه أكد أن واشنطن ستنسق بشكل وثيق مع حليفها الأردن الذي قد يواجه اضطرابات في أوساط سكانه الفلسطينيين الذين يرجح أن يحتجوا على خطة يعتبرون أنها تصب في مصلحة إسرائيل في شكل كبير. من جانبها دانت وزارة الخارجية الفلسطينية تصريحات فريدمان الذي وصفته بـ "المستوطن". وأكدت إنها "تدرس تقديم شكوى ضده لدى الجنائية الدولية لخطورته على السلم والأمن في المنطقة". واعتبرت تلك التصريحات "امتداداً لسياسة الادارة الاميركية المنحازة في شكل كامل للاحتلال وسياساته الاستعمارية التوسعية". وتساءلت الوزارة في بيان نشرته وكالة الانباء الفلسطينية (وفا) "بأي منطق يعتقد فريدمان أن من حق إسرائيل ضم أجزاء من الضفة الغربية لها، لكن ليس كل الضفة؟ على ماذا اعتمد المستوطن فريدمان في قناعته تلك؟ على القانون الدولي الذي يمنع ضم الأرض بالقوة أم على واقع الحال المفروض من قبل سلطات الاحتلال؟ وهنا نستغرب كيف مرر مراسل صحيفة النيويورك تايمز هذا الكلام الخطير دون أية علامة استفهام او استفسار او تعمق في فهم مضامين مثل تلك الاجابة". ورأى الناطق باسم الحكومة الفلسطينية إبراهيم ملحم أن تصريحات فريدمان، تعكس حجم هيمنة "غلاة المتطرفين" على السياسة الخارجية الأميركية. ووصف ملحم فريدمان بأنه "سفير الاستيطان"، معتبرا أن تصريحاته "خارجة عن الشرعية الدولية". وقال إن تصريحات السفير الأميركي "تتماهى مع السياسات الإسرائيلية وتعكس حجم الارتهان الاميركي للغطرسة وشهوة التوسع الإسرائيلية"، معتبرا أن تصريحاته "خارجة عن الشرعية الدولية". وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو تعهد في الحملات التي سبقت الانتخابات العامة في نيسان (ابريل)، ضم المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية في تحرّك دعمه منذ مدة طويلة جميع النواب تقريبًا في تحالفه الذي يضم أحزابًا يمينية ودينية. من جانبها اعلنت حركة "السلام الآن"، في بيان السبت، أنّ على ترامب إزاحة فريدمان من منصبه إذا كان يريد الحفاظ على اي صدقية لخطته. وكتبت بالعبرية على موقع تويتر "إذا كان الرئيس الاميركي ينوي أن يكون وسيطاً نزيهاً، فعليه أن يأمر فريدمان بحزم حقائبه الليلة". وتساءلت "بوجود أصدقاء مثل السفير الأميركي ديفيد فريدمان، من سيحتاج إلى أعداء؟".

مشاركة :