حفلت الصحافة العربية على مختلف مستوياتها بمواضيع متعددة عن أحداث اليمن.وقد حظيت عاصفة الحزم بأصداء واسعة في كافة وسائل الإعلام والصحافة التي تناولتها في تغطية شاملة ومستمرة. أخيــــــراً عاصــــــــفة الحـــــــــزم: خليل كلفت بعد شهور من الانتظار بدهشة لرد الفعل السعودي والعربي والدولي، وبمخاوف قيام دولة حوثية بصورة تهدد طريق باب المندب، والتجارة العالمية النفطية وغير النفطية، وإغلاق قناة السويس، وكذلك أمن المنطقة المعنية جاء أخيرا رد الفعل وبقوة لافتة، وبمجموعة من النتائج العسكرية السريعة وجهت ضربات قوية إلى الفتح الحوثي بالتحالف مع الرئيس اليمني الذى خلعته الثورة الشعبية اليمنية فيما كان يقمعها بوحشية. ومن المعطيات السابقة، بكل نتائجها الخطيرة الممتدة، لا يمكن لعاقل، مهما يكن موقفه من السعودية ودول الخليج، ومن السياسة المصرية الراهنة، إلا أن يستنتج أن التدخل العربي العاجل كان قد صار ضرورة قصوى. وإذا اتخذت الدول المعنية موقف اللامبالاة فسيكون معنى هذا أننا نتخذ موقف اللامبالاة إزاء مصير الشعوب العربية. حيث لا يمكن لعاقل أن يبني تصوراته على هذيانات الفيسبوك الخفيفة الدم عند من يتذوقونها. وكان المبدأ المستقر إلى الآن هو أن نواجه بكل قوة أىّ تهديد مباشر أو غير مباشر يتهدد دُوَلنا أو شعوبنا، ولا يمكن تفاديه بوسائل أخرى. ويعني سقوط اليمن أو السعودية أو ليبيا دون شك سقوط مصر. ويتصور هؤلاء الساخرون أننا لا نملك دولة ينبغي أن نحرص عليها. ذلك أنهم يتصورون أن حالتنا الراهنة لا تقلّ سوءًا عن حالتنا المحتملة، لنا أو لمن حولنا. ويعتقد مفكرو الفيسبوك هؤلاء أن الصراع يدور ضد دُولنا وليس ضد شعوبنا. هناك من يخلطون بين الدولة فى مفهوم القانون الدولي أو الدستورى، والدولة بالمفهوم الاجتماعي الطبقي. وإذا عُدنا إلى الأحداث الأخيرة فى اليمن فسيكون لدينا غزو حوثي مفاجئ منذ عدة شهور بالتحالف مع الرئيس الذى خلعته الثورة. وأخذ الغزو يتطور بسرعة ليشمل اليمن من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، وكان غزوا همجيا واسع النطاق، إلى حد اعتقال رجال الدولة، ورفض كل عروض التفاوض والصلح. ولا يمكن بالطبع أن يجرؤ الحوثيون على هذا العمل الكبير دون اعتماد على الرئيس اليمني السابق بحكم طموحه إلى العودة إلى السلطة بابنه وكانت النتائج المحتملة خطيرة. ولا شك فى أن هناك مخاوف من تورُّط مصر فى حرب مع اليمن فى وقت تواجه فيه حصارا حربيا من الغرب الليبي والشرق السيناوي والحماسي والجنوب السوداني ومن الداخل المصي. غير أن نتائج حرب اليمن يمكن أن تكون كارثة حقيقية. ولا مبالغة فى هذا فمن كان يتخيل هذه التطورات المفاجئة؟ ولا مناص من الحرب لحماية الدولة والشعب. العاصفة والقوة العربية: صلاح منتصر حتى لا تختلط الأمور، هناك فصل واضح بين قوات «عاصفة الحزم» التى تمارس عملياتها حاليا فى اليمن ، وبين «القوة العربية المشتركة» التى بدأ الحديث عنها فى القمة العربية أخيرا. قوات العاصفة بدأت مع تطور الأحداث فى اليمن وتقودها السعودية والحديث عنها فى الماضي والحاضر، بينما القوات العربية المشتركة الحديث عنها فى المستقبل ،فهي لم تتكون بعد وإن كان وزراء الخارجية العرب قد أقروا فى اجتماعهم الذى سبق اجتماع القمة مبدأ تكوينها استنادا إلى اتفاقية الدفاع العربي المشترك ولمواجهة خطر الإرهاب . وقد دار جدل طويل بعد ذلك فى القمة حول هذه القوة انتهى إلى الموافقة على إنشائها «من حيث المبدأ» وخيارية الانضمام إليها، لكن الطريق لتكوينها وعملها مازال طويلا ويحتاج إلى حوار تفصيلي يجيب عن التساؤلات الأولية المعروفة : من وكيف وأين ومتى ولماذا وغيرها ؟ وربما كانت البداية إجتماع رؤساء أركان حرب جيوش الدول العربية بعد شهر للإجابة عن هذه التساؤلات وبينما “القوات العربية المشتركة” كما يدل عليه اسمها تضم فقط الدول العربية الأعضاء فى جامعة الدول العربية ، فإن قوات “عاصفة اليمن” كما وصفها البيان النهائي لإجتماع القمة تحرك عربي ودولي (ضم دولا عربية وغير عربية الولايات المتحدة منها وباكستان ) استدعته التطورات التى شهدتها اليمن والتى وصفها بيان القمة بأنها “انقلاب حوثي” هدد الشرعية ، مما كان ولابد من التصدى له . وحسب بيان القمة »سيستمر هذا التصدى الى أن تنسحب الميليشيات الحوثية وتسلم اسلحتها ويعود اليمن قويا . بقى أن عاصفة الحزم وإن تكونت خارج إطار الجامعة العربية إلا أنها نالت تأييد ومباركة الدول العربية باعتبارها عملية عسكرية تتصدى لقوات الحوثيين الذين يهددون شرعية اليمن . وقد بدأوا منذ سنوات كحركة احتجاج ضد حكم على عبد الله صالح على سوء المعاملة التى يلقاها سكان محافظتى صعدة وعمران بقيادة حسين الحوثي الذى قتل لكنهم أخذوا اسمه . ومع تطور الأحداث وتحالف على عبد الله صالح معهم بعد خروجه من الحكم ، أصبحوا يهددون نظام الرئيس عبد ربه منصور فكانت العاصفة ! هوامش حرة..القمة العربية: فاروق جويدة منذ سنوات لم تشهد القمة العربية هذا المستوى من الحشد والحضور والجدية في مواجهة الواقع العربي الذى وصل إلى أقصى درجات التراجع والتردي .. كان الحضور كاملا سواء على مستوى الملوك والرؤساء أو من ناب عنهم من كبار المسؤولين .. وجاءت كلمات المسؤولين العرب على مستوى المسؤولية التاريخية والظروف الصعبة التي يعيشها الشعب العربي. لقد طغت أزمة اليمن على القمة العربية وذلك بسبب القرار العسكري الذى بدأته المملكة العربية السعودية بعاصفة الحزم ودخلت فيه قوات من عشر دول عربية ولا شك أن الموقف في اليمن هو الأخطر خاصة ان فيه تهديداً حقيقياً للأمن العالمي وليس الاقليمي .. ان معظم صادرات البترول تعبر من مضيق باب المندب وكانت قوات الحوثيين طوال الوقت تسعى للسيطرة عليه كما ان الاستيلاء على هذا المضيق يهدد التجارة العالمية القادمة من الصين والهند وشرق آسيا أو المتجهة إلى هذه الدول من اوروبا عبر قناة السويس .. والاستيلاء على باب المندب فيه تهديد لقناة السويس اهم ممر ملاحي دولي وما تمثله للامن القومي المصري ولنا ان نتصور لو وصلت ايران إلى هذه المناطق.. كانت الضربات الجوية على قوات الحوثيين عملا ناجحا من حيث النتائج والتوقيت والسرعة ولهذا وجد صدى عالميا كبيرا في كل دول العالم.. لم تتراجع ملفات القضية الفلسطينية من القمة وان فقدت الكثير من أولوياتها امام مواقف اسرائيل وفشل مفاوضات السلام ورفض اسرائيل اقامة الدولة الفلسطينية.. وكانت محنة سوريا على قائمة الأولويات أمام ملايين المهجرين والضحايا طوال أربع سنوات من الدمار ..ولم تنس القمة العربية ما يحدث في ليبيا وكيف تهدد الامن العالمي وليس الاقليمي وكان حضور وفد عراقى كبير فرصة لعودة العراق إلى الساحة العربية بعد سنوات من الاحتلال والعنف والفوضى..وتوقفت القمة عند مأساة الصومال وما يعانيه الشعب الصومالى من مآسي الحرب الاهلية التى دمرت كل شىء .. لا شك أن حضور الملوك والرؤساء العرب قمة شرم الشيخ في هذه المرحلة الحرجة يمثل نجاحا حقيقيا في مواجهة الأزمات التى تتعرض لها الشعوب العربية. نقطة نور..اليمن الأعلى واليمن الأسفل؟ مكرم محمد أحمد حظيت العملية العسكرية التى قامت بها السعودية وعدد من الدول العربية، بينها مصر والأردن والمغرب إلى جوار دول الخليج بإجماع عربي واسع فى قمة شرم الشيخ، باستثناء العراق الذى أبدى تحفظه لأسباب معروفة!. وتشير النتائج إلى أن العملية التى تعتمد أساسا على القصف الجوي لمواقع الحوثيين نجحت فى وقف الهجوم على مدينة عدن، ودمرت عددا مهما من مراكز القوات الحوثية، كما دمرت قواعد الصواريخ متوسطة المدى التى أقامها الحوثيون بمعاونة أساسية من طهران لتهديد أمن السعودية ودول الخليج ويمكن أن يصل مداها إلى مصر، وكانت السبب الأساسي لإسراع السعودية بالعملية. ويبدو أن الإسهام الرئيسي لمصر حتى الآن يتمثل فى الدوريات البحرية التى يقوم بها عدد من قطع الأسطول المصري فى منطقة باب المندب، وبامتداد سواحل السعودية على البحر الأحمر لمنع أى محاولات تخريبية تأتي من البحر، وإن كانت مصر قد أكدت استعدادها للإسهام فى عمليات القصف الجوى أو أي عمليات برية إن لزم الأمر، لكن العملية لا تزال تعتمد على القصف الجوي على أمل أن يرتدع الحوثيون، بعد أن فشلت جهود التفاوض للوصول إلى حل سلمي، الذين يساندهم الرئيس السابق على عبدالله صالح بعدد من قوات الجيش اليمني المنشقة. لكن الواضح أن العملية العسكرية تلقى دعما قويا متزايدا داخل اليمن، سواء فى مناطق الشوافع التى تبدأ من جنوب مدينة تعز حتى جنوب اليمن فى عدن وصولا إلى حضرموت، حيث يتشكل غالبية السكان من السنة الذين يعتنقون فى الأغلب المذهب المالكي، وهجروا منذ زمن بعيد حرفة الحرب، يعملون بالزراعة والتجارة والصيد ويهاجر أبناؤهم إلى كرديف فى بريطانيا للعمل فى مناجم الفحم، ولا يقتنون السلاح، ويختلفون كثيرا عن سكان اليمن الأعلى الذين ينتمى معظمهم إلى المذهب الزيدي أحد فروع الشيعة الذين يصل عددهم إلى حدود 20% من سكان اليمن. ويشكل الحوثيون المجموعات الزيدية بينما ينتمى غالبية الزيود إلى قبيلتي حاشد وبكيل أكبر قبائل الشمال التى ترفض مواقف الحوثيين وتربطهما علاقات قوية بالسعودية، ويشكلان الثقل الأساسي فى اليمن الأعلى، حيث يكاد يكون القتال حرفة تمتهنها القبائل الزيدية التى تعيش فى مناطق جبلية وعرة وفقيرة تقتات على الحرب، يقاتلون بعضهم بعضا إن لم يجدوا من يقاتلونه، ولا يستطيع الحوثيون أن يغيروا كثيرا من موازين القوى فى اليمن مادام- أن القبيلتين الكبيرتين حاشد وبكيل لا تشاركهما الحرب. آفـــــاق الصــــــراع الإقليمـــي: د. محمد السعيد إدريس فجرت حرب «عاصفة الحزم» التى يقودها، ولأول مرة، «تحالف عربي» يضم عشر دول عربية (أبرزها السعودية ومصر) ضد المتمردين الحوثيين فى اليمن وأعوان الرئيس اليمني المعزول على عبد الله صالح موجة من ردود الفعل تراوحت بين أغلبية مؤيدة داخل مصر والدول العربية، لكن كان هناك من اعترضوا أيضاً ومن أدانوا، ومن حذروا، وكان هناك من فضلوا التريث. كان لافتا فى ردود الفعل هذه أن إيران كانت على رأس القوى الإقليمية المنزعجة من هذه الحرب، وامتد الانزعاج الإيرانى إلى أطراف عربية حليفة لإيران وبالذات الحكومة العراقية والنظام السوري وحزب الله فى لبنان، وأطراف سياسية عربية كانت ومازالت على علاقة تفاعل ما مع ما يسمى «محور الممانعة»، والذين اختاروا، من منطلق هذه العلاقة، الانحياز إلى صف النظام السوري فى صراعات الأزمة السورية التى مازالت ممتدة. أما القوتان الإقليميتان الأخريان: إسرائيل وتركيا فكانت مواقفهما مختلفة لأسباب تتعلق بالمصالح والاستراتيجيات العليا لكل منهما. فتركيا وعلى لسان رئيسها رجب طيب اردوغان اختارت تأييد هذه الحرب ووجهت، وعلى لسان اردوغان، انتقادات لاذعة للموقف الإيراني الرافض لهذه الحرب. اردوغان اتخذ هذا الموقف بناء على محصلة نتائج زيارته الأخيرة للسعودية ولقائه مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، وهى الزيارة التى تزامنت مع زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى للعاصمة السعودية، ولم تكلل بلقاء مشترك مع الرئيس المصري، والأرجح أن السبب يرجع إلى رفض الرئيس السيسى لمثل هذا اللقاء بسبب السياسة العدوانية التى يلتزمها اردوغان وحكومته ضد مصر ورئيسها وثورة 30 يونيو. أما إسرائيل فقد فضلت التريث والانتظار، فهى فى صراع علني وعنيف مع إيران وحلفائها وبالذات حزب الله، صراع له أبعاده وأسبابه المختلفة، حيث ينظر قادة الكيان الصهيوني إلى إيران باعتبارها تمثل «تهديداً وجودياً» لبقاء وأمن إسرائيل. لذلك يتمنى الإسرائيليون دخول إيران فى صراع علني ومكشوف مع الدول العربية، وهم يأملون أن تتحول إيران إلى العدو الأول والاستراتيجى للعرب وليس لإسرائيل وحدها، لكن إسرائيل فى ذات الوقت ليست فى معرض تأييد الحرب العربية الحالية ضد حلفاء إيران فى اليمن لأنها تشعر بارتياب وتشكك شديدين فى هذه الخطوة العربية التى جاءت مقترنة ومتزامنة بدعوة مصرية لتشكيل قوة عسكرية عربية مشتركة تتصدى لكل مصادر الخطر التى تتهدد الأمن القومي العربي ومصالح وأمن الدول العربية. فإسرائيل حريصة دائماً على منع حدوث أى خطوة توحد عربية باعتبار أن التوحد العربي، أياً كان نوعه، تهديد ليس فقط لوجود إسرائيل بل لوظيفة إسرائيل التى تأسست من أجلها والتى أرادها الغرب «شوكة فى قلب الوطن العربي» تحول دون توحده وتسعى إلى تمزيقه وتقسيمه. لذلك جاء موقف إسرائيل من «حرب عاصفة الحزم» حذراً، ومتخوفاً ومرتاباً فى كل ما يحدث. فردود الفعل العنيفة لإيران ولحزب الله ضد حرب «عاصفة الحزم» فى اليمن دفعت مراقبين إلى التخوف من أن تتسع هذه الحرب وتتحول إلى «صراع إقليمي» قد لا يقتصر على إيران والسعودية، أو إيران و”الحلف العربي” الذى قد يتشكل من رحم هذه الحرب ليضم «مصر ودول مجلس التعاون الخليجى والأردن» بصفة ابتدائية، ولكن ربما تتورط فيه تركيا وإسرائيل لدوافع خاصة وانتهازية، وربما يتسع أكثر لتورط أطراف دولية قد ترى أن تداعيات هذه الحرب قد تؤثر على مصالحها وطموحاتها وتحالفاتها فى الشرق الأوسط. فالرئيس الإيراني حسن روحانى بادر بإجراء اتصالات بأطراف دولية لوقف هذه الحرب والتحذير من خطورة استمرارها. اتصل بالرئيس الروسي وبالرئيس الفرنسي وبالأمين العام للأمم المتحدة، لكن الحكومة الإيرانية ممثلة بوزارة الخارجية، ومجلس الشورى الإيراني (البرلمان) دخلا طرفين مباشرين فى التصدى لهذه الحرب. فقد ندد وزير الخارجية محمد جواد ظريف بهذه الحرب وطالب بأن تتوقف فوراً باعتبارها «تنتهك السيادة اليمنية، وتدخل المنطقة فى المزيد من التوتر» واستدعت وزارة الخارجية الإيرانية القائم بالأعمال التركي لديها وسلمته رسالة احتجاج شديدة اللهجة على تصريحات انتقادية وردت على لسان الرئيس التركي اتهم فيها إيران بأنها تسعى لزيادة نفوذها فى العراق وأن هدف إيران هو «العمل على طرد «داعش» من المنطقة كى تحل محلها». كما انتقد علاء بروجردى رئيس لجنة الأمن القومى والسياسة الخارجية بمجلس الشورى هذه الحرب بشدة وحذر من أن «نيران هذه الحرب سترتد على السعودية». عاصفة الحزم فى طريقها لفرض توازن قوى جديد فى اليمن بين كل الأطراف يسمح بفرض مخرجات الحوار الوطنى الذى استمر أكثر من عام (2013- 2014) تحت رعاية الرئيس اليمنى عبد ربه منصور هادي كأساس لتسوية سياسية للأزمة اليمنية، تسوية تحول دون تسلط الحوثيين على الحكم ودون عودة المعزول على عبد الله صالح كرقم صعب أو حاكم فى مستقبل اليمن، وهذا بدوره سيدفع إيران وشركاءها إلى تعمد إرباك المشهد السياسي اليمني وفرض ساحات أخرى للحرب المكشوفة مع «الحلف العربي» الوليد، وهذا يدفعنا للتساؤل عن خيارات العرب فى إدارة هذا الصراع، ومدى جدية استعدادهم لتأسيس قوة عسكرية عربية مشتركة تكون لها قيادة مشتركة قادرة على فرض منظومة أمن جماعى عربية تحمى الأمن وتحقق الاستقرار على كل الأرض العربية بدلاً من الهرولة وراء تحالفات دولية مخادعة أو تحالفات إقليمية واهية. نظرة إستراتيجية جميل عفيفي جاءت عملية عاصفة الحزم لتضع حدا كبيرا للتدخلات الايرانية فى منطقة الخليج العربي ومحاولاتها المستمرة لبث الفرقة فى الدول الخليجية وتقوية المجموعات الشيعية الموجودة للوقوف فى وجه الشرعية. فتارة تفعل ذلك عن طريق مساندة تظاهرات ودعمها فى محاولة اسقاط نظام، كما حدث فى مملكة البحرين عام 2011، ومرة بالسلاح والقوة كما تفعل مع الحوثيين الآن فى اليمن، ولا ننسى تغلغلها فى الجنوب العراقي صاحب المذهب الشيعي ابان الاحتلال الامريكى للعراق عام 2003، وتوغل عناصر المخابرات الايرانية فى الجنوب وكان له الاثر السلبي واثارة الفتن والصراعات المذهبية فى العراق. ان الاسلوب الايراني لم يختلف كثيرا،فمنذ قيام الثورة الايرانية، وهى تسعى الى تنفيذ المد الشيعي فى منطقة الشرق الاوسط، وتغيير العقيدة لدى اطياف كبيرة من الشعوب العربية، ولم يتوقف الامر عند هذا الحد ولكن كان لها دور كبير، فى الدول الشيوعية التى انفصلت فى تسعينيات القرن الماضى حيث توغلت كثيرا فى تلك الدول التى يدين بعض سكانها بالاسلام حتى تروج للمذهب الشيعي. لا يمكن ان انسى عام 1995، عندما كنت فى زيارة الى البوسنة والهرسك، لتغطية الحرب الاهلية هناك، ووجدت عناصر ايرانية كبيرة هناك تغدق على سكان سراييفو بالمال والطعام، وتسعى الى استمالتهم للمذهب الشيعي، وعندما توقفت الحرب هناك ومع توقيع اتفاقية دايتون للسلام، فتحت ايران اول سفارة لدولة اجنبية هناك وكانت تشبه القلعة الحصينة، فهذا المناخ الخصب تسعى ايران الى العبث به. ان ايران حاولت ايضا ان تعبث فى مصر بعد ثورة يناير وحاولت من خلال بعض انصارها ان تقيم بعض شعائرها الدينية فى منطقة الحسين ولكن وقف الشعب امام تلك الافعال، ولذا فقد حولت مسارها الى منطقة الخليج التى تسعى بكل قوتها لتغيير الهوية للمنطقة والسيطرة على تلك الدول. ان التحالف العسكرى العربي وضع نهاية للاحلام الايرانية بالسيطرة على اليمن والبحر الاحمر وايضا الخليج العربي، وبعد القمة العربية وقراراتها على ايران ان تراجع حساباتها مرة اخرى وتبتعد عن افكارها وامبراطوريتها الواهية. الجبير: عاصفة الحزم هدفها حماية اليمن من مجموعة مدعومة من طهران وحزب الله أكد سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الولايات المتحدة الأمريكية عادل الجبير أن حملة عاصفة الحزم هي لحماية الشعب اليمني، والدفاع عن حكومته الشرعية. وقال الجبير في لقاء مع برنامج ” واجه الصحافة ” على قناة ” إن بي سي ” الإخبارية الأمريكية : ” إن هذه الحملة تستهدف حماية الشعب اليمني، والدفاع عن حكومته الشرعية من مجموعة مدعومة من إيران وحزب الله ” ، رافضاً في الوقت ذاته عن تسمية ” عاصفة الحزم ” حرباً بالوكالة بين المملكة وإيران ، لافتا النظر إلى أن المملكة تقوم بهذه الحملة من أجل حماية اليمن. وردا على سؤال عن إمكانية أن تتعايش المملكة وإيران في الشرق الأوسط قال ” لقد واجهت المملكة العديد من العدوان من الجانب الإيراني ، بينما لم يكن هناك أي عدوان من المملكة ضد إيران “، وأضاف ” لقد مددنا يد الصداقة إلى الإيرانيين إلا أنهم رفضوها طوال الـ 35 سنه الماضية ، لكننا نرغب بوجود علاقات ودية معهم لأن هذا الأمر سيكون جيداً للمنطقة ، لكن ما يحدث هو نتيجة التصرفات الإيرانية ، وليست نتيجة لتصرفات المملكة “. وفي سؤال حول المفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني قال السفير الجبير ” نحن ننتظر لنرى نتائج المفاوضات قبل أن نقيم الصفقة “. من جهة ثانية قال السفير الجبير في لقاء مع برنامج ” واجه الأمة ” على قناة ” سي بي أس ” الإخبارية الأمريكية ” إن الهدف من هذه الحملة العسكرية هو الدفاع عن الحكومة الشرعية في اليمن ، وفتح الطريق للمحادثات السياسية ، بحيث يتمكن اليمن من استكمال الفترة الانتقالية، والتحرك نحو موقع أفضل في المستقبل “. ورفض وصف التدخل العسكري بأنه حرب بالوكالة، مؤكداً أن الحرب ضرورية ، ولم يكن هناك خيار آخر، حيث حاولت المملكة بكل وسيله ممكنه تجنب ذلك. وأفاد أن اليمنيين حاولوا بكل وسيلة ممكنة تجنب الحرب، وقدموا العديد من الاتفاقيات مع ما تسمى المليشيات الحوثية ، إلا أن الحوثيين واصلوا سعيهم بالسيطرة على مدن اليمن، وكانوا على وشك السيطرة على مدينة عدن ، وعندها كان لابد من الاستجابة لطلب الحكومة الشرعية بالتدخل بموجب المادة 51 من الأمم المتحدة. وردا على سؤال حول قوة التدخل العربي وتوقعه باستخدام القوات البرية باليمن قال ” إن استخدام القوة في اليمن هو للدفاع عن الحكومة الشرعية وحماية الشعب اليمني ، ولدينا تحالف يضم أكثر من عشر دول تشارك بهذه العمليات العسكرية ، ونحن مصممون على مواصله هذه العمليات حتى يتم تحقيق الهدف “. وأضاف ” لدينا قوات كافيه في الائتلاف الحالي إذا لزم الأمر ، لكن حتى الآن يجري تحقيق الأهداف من خلال الحملة الجوية “. عاصفة الحزم هاشتاق يتصدر قائمة «تويتر» عالمياً: الشارع العربي : التحالف العربي عنوان لمرحلة جديدة من العمل العربي تصدر (هاشتاق ) عاصفة الحزم قائمة موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” للوسوم على مستوى العالم، مع وصول عدد التغريدات التي استخدمته إلى أكثر من خمسة ملايين تغريدة. وحسب موقع توبسي للإحصائيات، جاء الوسم -الذي انطلق بعد بداية ضربات التحالف الإقليمي فجر الخميس الماضي – في أكثر من خمسة ملايين تغريدة، مما جعله أكثر الوسوم انتشارا على مستوى العالم، حيث عبّر من خلاله معظم المغردين عن ترحيبهم بالعملية العسكرية التي يشنها تحالف بقيادة السعودية ضد جماعة الحوثي في اليمن. ومع أن الوسم بات الأول عالميا خلال ساعات قليلة من إطلاقه، وهو أمر نادر الحدوث للوسوم العربية، إلا أن المركز الثاني جاء الخميس أيضا في السياق نفسه، إذ حمل اسم “اليمن” باللغة الإنجليزية. ومن أبرز التغريدات التي استخدمت الوسم العالمي ما كتبه الداعية محمد العريفي الذي يعد من أكثر المغردين شعبية في العالم العربي، حيث رأى أن عاصفة الحزم هي قرار حكيم من رجل “حكيم حازم”، في إشارة للملك سلمان بن عبد العزيز، وأضاف “ربّ انصر جنودنا على الفئة الباغية وأيّدهم واحفظهم وسدد رميهم”. أما الداعية سلمان العودة فوصف العملية العسكرية بأنها “موقف شجاع ومنتظر”. بينما كتب الأكاديمي أحمد بن راشد بن سعيد قائلا إن “السعودية تظهر استقلالا أكبر عن أميركا إذ لم تخبرها بعاصفة الحزم في اليمن إلا قبل لحظات من بدئها”. بينما اكتفي الداعية الإسلامي عايض القرني ، بإهداء قصيدة بمناسبة عمليات عاصفة الحزم (تابع الأغنية) حيث قال في تغريدة على تويتر: ” “تحيه وطن تهدى لملكنا وجيشنا الباسل والشعب السعودي.” كما جه نائب رئيس شرطة دبي، الفريق ضاحي خلفان، نصيحة لزعيم الحوثيين، عبدالملك الحوثي قال فيها: “أعقل يا عبدالملك الحوثي واعلم انك أمام تحالف عربي لن يسمح لك بالعبث باستقرار المنطقة.” وتابع خلفان في سلسلة من التغريدات عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي، تويتر: “ليت أن عبدالملك الحوثي أدرك أن العقل زينة وان الأعمال الغوغائية مهينة.. نصح الحوثي ستين مرة.. لم يقبل النصح وأبى واستكبر وادبر.. لن يسمح الخليج بحكم المليشيات في الجزيرة العربية مطلقا.. كل عكروت جمع له جماعة مسلحة وأراد الاستيلاء على الحكومة يجب أن يضرب ضربا لا هوادة فيه.” كما رأى الكاتب العراقي محمد عياش الكبيسي في عاصفة الحزم “نقطة تحول مفصلية في تاريخ الأمة، منذ سنين لم تجتمع الأمة من أقصاها إلى أقصاها كما اجتمعت اليوم ولينصرنّ الله من ينصره”. ومن الجزائر، غرد الكاتب أنور مالك داعيا تركيا إلى “تنفيذ عاصفة الحزم في سوريا، على غرار عاصفة الحزم السعودية في اليمن”، كما أثنى على دور السعودية بقوله إنها “تضطلع بدور كبير في الراهن الصعب، وعلى الجميع تأييدها ودعمها”. وفي الأثناء، أشاد مدير مركز الشؤون الفلسطينية في لندن إبراهيم الحمامي بدور السعودية، وقال “هل تكون فاتحة لمواقف جديدة للملك الجديد في السعودية؟ نتمنى ذلك”. كما أثنى الإعلامي القطري فيصل محمد المرزوقي على العملية العسكرية التي تشارك فيها بلاده، وقال إن “عاصفة الحزم تعيد للمملكة (العربية السعودية) حزمها تجاه كل من يعبث بأمنها وأمن الخليج العربي برمته، وعلى كل الأطراف الإقليمية إعادة حساباتها”.
مشاركة :