قال الدكتور علي جمعة، مُفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار علماء الأزهر الشريف، إن قوله تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ» التي يُبين لنا حقيقة المحاسبة.وأوضح «جمعة» عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، في إجابته عن سؤال: «ما هي حقيقة المحاسبة؟ وما هي مفاتيح المحاسبة التي يحاسب المسلم بها نفسه؟»، أنه الإمام الغزالي يشير إلى أن فهذه الآية كأنها هي الأساس للمحاسبة، أو بيان كنه المحاسبة، انظر ما الذي فعلته لغدٍ.واستشهد بما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم- لأحد الصحابة: «فماذا أعددت لها؟» قال: إني أحب الله ورسوله، وجاءه شخص أخر قال له : يا رسول الله ادع الله أن أكون معك رفيقًا في الجنة؟ قال: «أوغير هذا؟» قال: هو هذا، قال: «أعني على نفسك بكثرة السجود»، وقال الله تعالى: «وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ»، غد وهو يوم القيامة ماذا قدمت له ؟ لا يوجد كلام بالتمنّي لابد من الفعل.وأضاف أن هناك حديثا أيضًا عن سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أن رجلًا قال: يا رسول الله متى الساعة؟ قال: «ما قدمت لها؟»، منوهًا بأن الإمام الغزالي يعتبر هذا الحديث أيضًا أصل من الأصول، وأهل الله عندما جربوا الدين فقالوا: ملاك الأمر كله أن تُجهّز حجتك عند الله، ولله الحجة البالغة فإذًا لابد علينا أن نفعل هذا. وتابع: ومفاتيح المحاسبة أشار إليها الإمام الغزالي ورأى أنها ثلاث مفاتيح : أولًا : نور الحكمة، وهو الفقه سواءٌ بالتعلم، أو بالسؤال، المهم إنك تعرف الفقه، ولذلك تجد الإمام الغزالي ألّف كتابًا هو كتاب «البسيط» ثم اختصره في «الوسيط» ثم اختصر الوسيط في «الوجيز» في فقه الشافعية ، «البسيط» للمنتهين ، «الوسيط» للطلبة، «الوجيز» للعوام، والوجيز شرحه العلماء مثل" الشرح الكبير" للرافعي، وكذا إلى آخره، كان مهتم جدا بالعلم، والثانية من مفاتيح المحاسبة : سوء الظن بالنفس، فيجب أن نترك التكبر، والمفتاح الثالث : تمييز النعمة من النقمة من الفتنة، فالتمييز بين النعمة والنقمة هو الذي يجعل الإنسان واعيًا في حساب نفسه.
مشاركة :