الخرطوم – الوكالات: دخل العصيان المدني المعلن في السودان يومه الثاني امس غداة يوم قتل فيه أربعة أشخاص نتيجة أعمال عنف، وبعد أسبوع من عملية فض اعتصام المحتجين أمام مقر القيادة العامة للجيش بالقوة. وعاد عدد من المحلات التجارية ومحطات تزويد الوقود للعمل في العاصمة، فيما شوهدت حافلات المواصلات العامة تنقل ركابا في الشوارع، في ثاني أيام حملة العصيان المدني الذي دعا إليه المحتجون للضغط على المجلس العسكري لتسليم السلطة إلى المدنيين. وتأتي العودة الخجولة للحياة الطبيعية في وقت أعلن المجلس العسكري تعزيز قوات الأمن المنتشرة في الشوارع والتأكيد على فتح الطرق، محمّلا مسؤولية الاضطرابات للمحتجين. وقتل الأحد أربعة أشخاص, اثنان منهم في الخرطوم واثنان في أم درمان، المدينة التوأم للعاصمة والقريبة من نهر النيل. وأفادت لجنة أطباء السودان المركزية المشاركة في حركة الاحتجاج أن اثنين من الضحايا الأربع قتلا بالرصاص، فيما قضى آخران «طعنا بآلة حادة» وتوفيا في مستشفى أم درمان. وحملت اللجنة «المجلس العسكري الانتقالي» و«مليشياته» مسؤولية مقتل هؤلاء. في المقابل، أصدر المجلس العسكري بيانًا مساء الأحد حمّل فيه «قوى إعلان الحرية والتغيير» التي تقود الاحتجاج «المسؤولية الكاملة لكلّ الأحداث المؤسفة التي تسببت فيها الممارسات غير الرشيدة التي تقوم بها ما تسمّى بلجان المقاومة بالأحياء». ويقوم أفراد هذه اللجان بقطع الطرق بالعوائق والحجارة التي يكدسونها لتشكل ما يسمونه «متاريس» في إطار مقاومتهم للمجلس العسكري الذي تسلم السلطة بعد الإطاحة بالرئيس عمر البشير في 11 أبريل تحت ضغط الشارع. وقرّر المجلس العسكري، نتيجة ذلك، «تعزيز الوجود الأمني للقوات المسلحة وقوات الدعم السريع والقوات النظامية الأخرى لإعادة الحياة إلى طبيعتها وتأمين المواطنين العزّل وفتح الطرق وتسهيل حركة الناس وحركة المركبات العامة والخاصة وحراسة المرافق الاستراتيجية والأسواق»، بحسب ما جاء في بيانه. وجاءت الدعوة للعصيان المدني بعد أسبوع على فض دام للاعتصام في الخرطوم أوقع عشرات القتلى، وبعد قرابة الشهرين على الإطاحة بالرئيس عمر البشير عقب أشهر من الاحتجاجات. لكن عددا من المتاجر ومحطات الوقود وبعض فروع مصارف خاصة فتحت ابوابها امس في الخرطوم. وقامت حافلات المواصلات العامة بنقل ركاب، فيما شوهدت سيارات وحركة مارة في شوارع العاصمة. وأفرجت السلطات السودانية امس عن ثلاثة من القياديين في حركة متمردة في جنوب كردفان والنيل الازرق، كانوا أوقفوا بعد الهجوم العنيف على المعتصمين. وأفاد التلفزيون الرسمي عن «إطلاق سراح كل من ياسر عرمان وخميس جلاب ومبارك أردول» من دون تفاصيل إضافية. واعتقل ياسر عرمان، وهو نائب رئيس الحركة الشعبية شمال السودان- جناح مالك عقار، بعد وصوله إلى الخرطوم في 26 مايو ليشارك في التفاوض مع المجلس العسكري. واعتقل في الخامس من يونيو. واعتقل جلاب وأردول من منزليهما في الخرطوم الجمعة بعد اجتماعهما مع رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد الذي زار الخرطوم في محاولة للتوسط بين المحتجين والمجلس العسكري لإعادة الطرفين إلى طاولة التفاوض. وفي وقت لاحق من امس قال عرمان في أحد فنادق جوبا «جئت مع الرفيقين اسماعيل خميس جلاب ومبارك أردول. والشيء الوحيد الذي يمكنني قوله هو أنه تم ترحيلي رغم إرادتي».
مشاركة :