استبق وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف وصول نظيره الألماني هايكو ماس إلى طهران غداً الاثنين، وطالب الأوروبيين بـ "تطبيع العلاقات الاقتصادية" مع بلاده، معتبراً انهم "ليسوا في وضع يمكّنهم من انتقاد إيران". تأتي زيارة ماس في ظلّ توتر إيراني – أميركي، ومحاولات للتوسط بين الجانبين، قد يشارك فيها رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي الذي يزور طهران قريباً. واعتبر ظريف أن زيارة ماس وآبي "تشكّل فرصة لإيران لشرح سياساتها حول المستقبل، وإيجاد حلول للتعامل مع السياسات التي تستهدف العالم بأسره". وأضاف: "الأوروبيون ليسوا في وضع يمكّنهم من انتقاد إيران، ولو في الملفات التي لا علاقة لها بالاتفاق النووي" المُبرم عام 2015. ورأى أن سياسات أوروبا والغرب "لم تكن لها أي نتيجة في منطقتنا، سوى إحداث أضرار"، معتبراً أن على "الأوروبيين تطبيع وضع التبادلات الاقتصادية مع إيران". وتابع: "في الاتفاق النووي النتائج هي الأهم، وعلى الأوروبيين أن يقولوا ما هي النتائج. قد يقولون: حاولنا ولم نستطع، ونحن نقول أيضاً حاولوا أكثر كي تتمكّنوا". ولفت ظريف إلى أن "آبي يزور طهران بصفته رئيس وزراء بلد صديق"، مضيفاً: "سنستمع جيداً إلى ما يطرحه، وسنعلن الموقف الإيراني في شكل مفصّل". وتابع: "السياسة التي أعلنها (الرئيس الأميركي دونالد) ترامب هي حرب اقتصادية". واعتبر أن "الضغط التي تمارسه الولايات المتحدة على إيران ناجم من عجزها، إذ باتت في موقف ضعف إزاءها". وعلّق ظريف على قول براين هوك، المكلّف ملف إيران في الخارجية الأميركية، إن طهران تستخدم تقنية الفوتوشوب للإيحاء بقدرات عسكرية غير موجودة، قائلاً: "سنرى مستقبلاً". إلى ذلك، اعتبر أمين مجلس تشخيص مصلحة النظام الإيراني محسن رضائي أن "الأميركيين يدركون أن قدراتنا العسكرية بلغت حداً، بحيث أن المنطقة كلّها ستشتعل لو اتخذوا أدنى إجراء عسكري ضدنا". ورأى أن إيران "باتت قوة إقليمية كبرى، وهذا أمر لا تستسيغه أميركا التي تريد، عبر الضغوط الاقتصادية، حضّ الإيرانيين على التمرد لزعزعة الأمن وجرّ (النظام) إلى طاولة المفاوضات". وشدد رضائي على أن "المقاومة يجب أن تبدأ من خارج الحدود"، وتابع: "يجب ألا نرضخ لتفاوض يستهدف مبادئ الثورة ومصالحنا الحيوية". وزاد: "علينا أن نستفيد من علاقاتنا الاستراتيجية مع سورية والعراق، لتطوير اقتصادنا وتوسيع أسواقنا وتجارتنا وتعزيز عملتنا الوطنية". على صعيد آخر أعلن مرتضى ألويري، عضو مجلس بلدية طهران، تزويد القضاء ملفات فساد مرتبطة بزوجتَي قائد "فيلق القدس" الجنرال قاسم سليماني، والقائد السابق لـ "الحرس الثوري" الجنرال محمد علي جعفري. وأضاف: "زوّدنا للقضاء بـ 12 ملف فساد اقتصادي ضخم، لم تردّ على أيّ منها".
مشاركة :