على الرغم من تخفيف حدة التوتر العسكري بين طهران وواشنطن في الخليج العربي، فإن مسؤولين أميركيين أكدوا أن سياسة "الضغوط القصوى" التي تعتمدها إدارة ترمب ضد النظام الإيراني مستمرة. وقال قائد حاملة الطائرات "يو إس إس أبراهام لينكولن"، الأدميرال جون ويد، السبت، "إن القوات البحریة الإيرانية امتثلت للمعايير الدولية منذ أن دخلنا المنطقة، وتفاعلنا معهم، لكنّ كل شيء آمن ومهني، حتى الآن". وشدد على أن " الإيرانيين لم يفعلوا شيئًا لعرقلة عملنا، ولم نضطر إلى اتخاذ تدابير دفاعية". كما أكد القائد الأعلى للقوات الأميركية في الشرق الأوسط، فرانك ماكنزي، أن إيران قررت "التراجع وإعادة الحسابات"، لكنه حذر من أن "التهديد لم ينته بعد". وأشار ماكنزي في تصريحاته، الجمعة، إلى أن إيران كانت قد استعدت لهجوم على السفن التجارية والقوات الأميركية في العراق. وتأتي هذه التطورات في وقت وصلت فيه المدمرة "يو إس إس غونزاليس" إلى الخليج العربي، بالتزامن مع تحرك حاملات طائرات لينكولن في المياه الدولية شرق سلطنة عمان وعلى بعد حوالي 200 ميل من الساحل الجنوبي لإيران. الضغوط القصوى في واشنطن، أكد المسؤولون الأميركيون استمرار سياسة "الضغوط القصوى" على إيران والتي تجسدت في فرض عقوبات على 39 شركة وكيانا تتبع لمجموعة صناعات "الخليج" القابضة للبتروكيماويات، لتورطها بتقديم الدعم المباشر للحرس الثوري المصنف حديثا على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية. وأعلنت وزارة الخزانة الأميركية أن العقوبات الجديدة تستهدف تلك الشركات التي تنتج 40% من الطاقة البتروكيماوية في إيران، وتؤمن 50% من صادرات البتروكيماويات الإيرانية بقيمة 22 مليار دولار. وكان مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض، جون بولتون، ذكر في تصريحات، الجمعة، تعليقا على العقوبات الجديدة، أن "إيران تنفق أموالها لتمويل الإرهاب وممارسته، مما يؤدي إلى مشاكل اقتصادية خطيرة ستتفاقم. لقد أعطى الرئيس إيران الفرصة لمواصلة مستقبل أفضل، لكن أولاً يجب على النظام إنهاء حكم الإرهاب الذي دام 40 عاما". كما أكد وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، استمرار سياسة الضغوط القصوى، وقال إن "فرض وزارة الخزانة عقوبات على قطاع البتروكيماويات الإيراني الذي يدعم الحرس الثوري، سوف يمكن الولايات المتحدة منع النظام الإيراني من الحصول على الأموال التي يحتاجها لإيجاد عدم الاستقرار في المنطقة ". إيران بين التهديد والمفاوضات في إيران، يستمر متشددو النظام وقادة الحرس الثوري بإطلاق التهديدات ضد القوات الأميركية ودول المنطقة، بينما تمهد حكومة روحاني الأجواء للمفاوضات المحتملة مع إدارة دونالد ترمب من خلال الوسطاء. ومن المقرر أن يصل رئيس الوزراء الياباني، شينزو آبي، إلى طهران، الأربعاء، للقاء المرشد الإيراني علي خامنئي ورئيس الجمهورية حسن روحاني، حاملا رسالة محتملة من الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، حول عرض المفاوضات غير المشروط الذي قدمه لطهران. هذا بينما يقول مراقبون إن إيران تحاول شراء الوقت من خلال تقديم بعض التنازلات من المطالب الـ12 التي أعلنها وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، كشروط لعقد أي اتفاق جديد وشامل مع طهران تتضمن تغيير سلوكها في المنطقة والعالم بالكامل وتوقف برنامجيها النووي والصاروخي. وتحاول إيران إفراغ المطالب الأميركية من مضمونها من خلال المماطلة وتنفيذ الأقل أهمية وتقديم بعض الأوراق ومقاومة تنفيذ المطالب الرئيسية حتى موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية العام المقبل، عملا بتوصيات الديمقراطيين في واشنطن، بحسب المراقبين. وفي السياق، حذر القائد السابق للحرس الثوري والسكرتير الحالي لمجلس تشخيص مصلحة النظام، محسن رضائي، من أن "أصغر عمل عسكري من الولايات المتحدة سوف يشعل النار في المنطقة". وأكد رضائي، في مقابلة تلفزيونية، السبت، أن "الجيش الأميركي يدرك جيدًا أن الصراع العسكري مع إيران، سيحرق المنطقة بأكملها. هذا معروف لترمب وحتى لبولتون، لذلك يقولون عدة مرات في الأسبوع إننا لا ننوي الاشتباك مع إيران". وقال رضائي إن" قواتنا تراقب جميع الأساطیل الأميركية وهم يفهمون أن القوات المسلحة الإيرانية مستعدة تمامًا"، مشددًا في الوقت نفسه على أن إيران "لا تريد الدخول في صراع عسكري مع أي جهة".
مشاركة :