شهد موسم عيد الفطر السينمائي الحالي والذي يتزامن مع موسم الصيف، عرض خمسة أفلام تنوعت بين الحربية و«الأكشن» والتشويق والإثارة والكوميديا، واللافت أن فيلمي «كازبلانكا» لأمير كرارة وغادة عادل وإياد نصار وعمرو عبدالجليل ولبلبة ومحمود البزاوي وتأليف هشام هلال وإخراج بيتر ميمي، و«الممر» لأحمد عز وهند صبري ومحمد فراج وأحمد صلاح حسني وأحمد رزق وأسماء أبواليزيد وإخراج شريف عرفة، قد تصدرا سباق الإيرادات، رغم أن الأول ينتمي لأفلام التشويق و«الأكشن»، في حين ينتمي الثاني للأفلام الحربية، وجاء في المركز الثالث فيلم «الأكشن» «حملة فرعون» لعمرو سعد، في حين تراجعت إيرادات الفيلمين المحسوبين على الكوميديا، وهما «محمد حسين» لمحمد سعد، و«سبع البرمبة» لرامز جلال، بصورة كبيرة، مع العلم أن أن أفلام محمد سعد وأبناء جيله من نجوم الكوميديا، من أمثال محمد هنيدي وهاني رمزي وأحمد مكي، كانت تحتل موقع الصدارة في الإيرادات طوال السنوات الماضية، ويبدو أن الفترة القادمة ستشهد تراجعاً في أفلام الكوميديا بعدما حققت أفلام «الأكشن» أرقاماً قياسية من حيث الإيرادات، كما حدث في «حرب كرموز» لأمير كرارة، و«هروب اضطراري» و«من 30 سنة» و«الجزيرة» لأحمد السقا، و«تراب الماس» لآسر ياسين، و«الخلية» لأحمد عز ومحمد ممدوح وسامر المصري، و«الكنز» لمحمد رمضان ومحمد سعد وهند صبري. وقالت الناقدة ماجدة موريس: إن الجمهور أصبح لديه وعي وقدرة على التمييز، ولذلك فالأفلام التي تحتوي على جهد سينمائي حقيقي، هي فقط التي تستحوذ على اهتمام المشاهدين، وإنه ستفشل مستقبلاً حيل بعض صناع السينما ممن يكتفون فقط بالاعتماد على جلب ممثل كوميدي، ليقوم بإلقاء مجموعة من «الإفيهات»، وينتظر أن ينجح الفيلم، بشكل فيه استخفاف بالجمهور، وأكدت أن المشهد في مصر الآن، اختلف تماماً عن العشرين عاماً الماضية، منذ أن عرض فيلم «صعيدي في الجامعة الأميركية»، وأخذت موجة الأفلام الكوميدية تتصاعد بعده، ودللت على كلامها بوجود جميع أنواع الأفلام حالياً ما بين «الأكشن» والدراما الاجتماعية والكوميديا والشعبية، وأوضحت أن الكتابة الكوميدية من أصعب أنواع الكتابات السينمائية، على عكس ما يعتقد البعض أنها فقط ممثل وراقصة و«إفيهات»، لأن الكوميديا منذ نجيب الريحاني وهي كوميديا الموقف وليس «الإفيه»، لذلك الأزمة تكمن هنا في النص. وتوقف الناقد طارق الشناوي عند فيلم «محمد حسين»، وقال: إن محمد سعد أصبح فاقداً للقدرة على الإحساس بأن الجمهور أصبح لا يريد هذه النوعية من الضحك، وأوضح أن مشاركته في البطولة الجماعية يكون مميزاً مثل «الكنز» الذي كان اختياراً ذكياً بالنسبة له، وأكد أن سعد أصبح غير جاذب للجمهور وأصبح اسمه لا يحمل الاطمئنان لجمهوره بضمان ضحكته، وأصبح بحاجة لنجم معه كي يقبل عليه الجمهور، خصوصاً أنه لا يزال متوقفاً عند «اللمبي»، وأن فيلم «محمد حسين» إحدى محاولات لخلق «لمبي» جديد، واعتبر فيلم «سبع البُرمبة» لرامز جلال امتداد لبرنامجه الرمضاني «رامز في الشلال»، وقال إنه بمثابة جزء ثانٍ أو استكمال للبرنامج، فهو يلعب ضمن أحداث الفيلم بنفس طريقة برنامجه على الشاشة. يذكر أنه خلال الفترة الماضية قُدمت العديد من الأفلام الكوميدية، ولكنها لم تحقق النجاح المأمول، ومنها «يوم مالوش لازمة» و«عنتر ابن ابن ابن شداد» لمحمد هنيدي، و«تحت الترابيزة» و«حياتي مبهدلة» لمحمد سعد، و«عقدة الخواجة» و«عشان خارجين» لحسن الرداد، وغيرها.
مشاركة :